كيف أثرت سياسات ماسك في تويتر على الموظفين والمستخدمين؟
قال 5 أشخاص إن ماسك جلب بعض المهندسين والمديرين من شركاته الأخرى، مثل شركة صناعة السيارات الكهربائية تسلا، والعديد منهم بدأوا تسريع فهم كيفية عمل خدمة وسائل التواصل الاجتماعي.

ترجمات - السياق
أثارت التغييرات السياسية والإجرائية في "تويتر" من قِبل مالكه الجديد الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، قلق المستخدمين والمعلنين، بخلاف استقالة العديد من الموظفين، لدرجة أنها استحوذت على اهتمام أغلبية الصحف الأمريكية، وفق تقرير لمجلة أمريكان كونسيرفاتيف الأمريكية.
وقبل ساعات من الموعد النهائي الذي حدده ماسك، لموظفي "تويتر" ليقرروا ما إذا كانوا سيبقون أو يتركون وظائفهم، بدت شركة التواصل الاجتماعي في حالة من الفوضى، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
فقد عقد ماسك ومستشاروه اجتماعات مع بعض العاملين في "تويتر" الذين عدوهم حاسمين، لمنعهم من المغادرة، على حد قول 4 أشخاص على دراية بالمحادثات.
وأرسل ماسك رسائل مربكة عن سياسة العمل عن بُعد للشركة، ويبدو أنه تراجع عن موقفه بعدم السماح للأشخاص بالعمل من المنزل قبل تحذير مديريهم، وفقًا لهؤلاء الأشخاص ورسائل البريد الإلكتروني الداخلية التي اطلعت عليها الصحيفة.
وقال شخصان إن الاستقالات تستمر طوال الوقت، وبحلول الموعد النهائي، الساعة الخامسة مساءً -بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة- بدا أن المئات من موظفي "تويتر" قرروا المغادرة مع خيار تعويضات نهاية الخدمة 3 أشهر، على حد قول المطلعين.
وزادت الاستقالات من الاضطرابات في "تويتر" منذ أن أكمل ماسك عملية الاستحواذ بـ 44 مليار دولار الشهر الماضي.
تعطيل العمل
وحسب "نيويورك تايمز" أخبرت منصة التواصل الاجتماعي "تويتر" موظفيها بأن مباني مكاتب الشركة ستُغلق مؤقتًا، وبأن هذا القرار سيسري على الفور حتى 21 نوفمبر.
وبينت الصحيفة، أن الملياردير سرَّح نِصف العاملين في "تويتر" البالغ عددهم 7500، وطرد المعارضين، وأخبر الموظفين بأنهم بحاجة إلى أن يكونوا "نواة صلبة للغاية" لإنجاح الشركة.
الأربعاء، أعطى ماسك موظفي "تويتر" المتبقين أقل من 36 ساعة فقط للمغادرة أو الالتزام ببناء "تويتر". وقال إن الذين سيغادرون سيحصلون على مكافأة نهاية الخدمة 3 أشهر، حيث يرى أن هذه الخطوة ستجعل الشركة أكثر قدرة على المنافسة، وتوفر أيضًا فرصة لخفض التكاليف، وتطهر الشركة من العمال الساخطين.
بينما أثار تسريح العديد من الموظفين في هذه الفترة المضغوطة تساؤلات عن كيفية استمرار "تويتر" في العمل بفعالية.
وقال 5 أشخاص إن ماسك جلب بعض المهندسين والمديرين من شركاته الأخرى، مثل شركة صناعة السيارات الكهربائية تسلا، والعديد منهم بدأوا تسريع فهم كيفية عمل خدمة وسائل التواصل الاجتماعي.
ما المقصود بـ "الفعال"؟
وعن مدى تأثير قرارات ماسك الأخيرة في المستخدمين، تساءل الكاتب رود درير في تحليله بمجلة أمريكان كونسيرفاتيف: ما المقصود بـ "الفعّال"؟ ويجيب: "لم أر أي تغيير على الإطلاق في تجربتي على (تويتر) كهذا الذي يحدث منذ أن تولى ماسك المسؤولية".
ويضيف: "هل تعني عبارة (التشغيل الفعّال) استمرار الرقابة الخانقة التي كانت شائعة بين المحافظين الذين يستخدمون الموقع؟"، مشيرًا إلى أن العديد من اليسار يعتقدون أنه من دون ذلك، لا يستطيع "تويتر" فعل ما يفترض.
وتابع ساخرًا: "أم هل تعني عبارة (العمل بفاعلية) أن الموظفين من جيل الألفية وجيل Z يمكنهم التخلص من رئيسهم في "تويتر"، وعلى قنوات سلاك؟"، مشيرًا إلى أن ماسك كان يبلغ بعض الموظفين بالاستغناء عبر هذه الخاصية.
ويرى الكاتب أن تقديم النقد البناء في مكان العمل، مهم للأداء الصحي للأعمال، لكن الاعتقاد بأن الموظفين يجب أن يتمتعوا بحق غير محدود في إزاحة رئيسهم وشركته أم غير متوافر عالميًا حتى الآن.
وأرجع استقالة العديد من الموظفين في "تويتر"، إلى ما سماها (بيئة العمل السامة) التي اضطرتهم لذلك، مضيفًا موجهًا حديثه إلى العمال والموظفين: "إذا كنت تحتقر مهمة الشركة وتكره قيادتها، مهما كانت الشركة، عليك المغادرة".
ورغم أن الكاتب الأمريكي، انتقد قرار ماسك بشأن الحصول على شارة التوثيق الزرقاء بـ 8 دولارات "تويتر بلو"، فإنه أبدى تأييده للقرار عسى أن يجعل الموقع أفضل خلال الفترة المقبلة.
وأعلن مالك "تويتر" حديثًا الملياردير إيلون ماسك، الاثنين، "تأجيل" إعادة العمل بالخيار الجديد الذي طرحه بشأن الحصول على شارة التوثيق الزرقاء بـ 8 دولارات "تويتر بلو"، بسبب المخاوف من انتحال الهوية على المنصة.
وقال ماسك، عبر "تويتر": "تم تأجيل إعادة إطلاق (تويتر بلو)، حتى تكون هناك ثقة عالية بشأن إيقاف انتحال الهوية"، وأضاف: "من المحتمل أن يُستخدم لونًا مختلفا للمؤسسات عن الأفراد".
فعالية "تويتر"
وحتى يصبح "تويتر" أكثر فعّالية، أوضح رود درير، أنه لكي يكون الموقع "منتدى لتبادل أكبر قدر ممكن من المعلومات، من دون إعطاء صوت للمتعصبين المتشددين والمتطرفين والعنيفين وبعض المعلقين الخبثاء، يجب تفعيل حرية التعبير أكثر من أي وقت مضى".
ولكن -يضيف الكاتب- "أمام هذه الحرية، ليس من الضروري التعصب الأعمى غير المسموح به، كالسماح لشخص ما بالقول إن المسيحيين أشرار، أو أن التحول الجنسي مرض عقلي، إلا أنه ليس من السيئ السماح لمستخدمي (تويتر) بالتشكيك في الرواية الرسمية من مسؤولي الصحة العامة بشأن كورونا"، مشيرًا إلى أن وضع بعض القيود لا تعني إسكات أصوات المعارضين، ولذلك "نثق بأن ماسك بعد أن تستقر الأمور سيسمح بحرية التعبير أكثر مما كان عليه الموقع".
وقلل الكاتب من الانتقادات التي يتعرض لها "تويتر" من اليسار الأمريكي، مشيرًا إلى أنها ستمر ولن يكون لها تأثير كبير في الموقع.
كان الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، قال في أبريل الماضي، إن الحزب اليساري يكره نفسه، وكتب مغردًا عبر "تويتر"، بعد أن أعلن الاستحواذ عليه حينها: "أقصى اليسار يكره الجميع بمن فيهم أنفسهم".
وعاد في مايو الماضي، ووجَّه سهام النقد للمنصة، لما سماه "انحيازها القوي لليسار"، ملقيًا باللوم في ذلك على "وجود مقر الشركة الرئيس في مدينة سان فرانسيسكو".
ورأى ماسك حينها، أن انحياز المنصة لليسار "أجج الانقسامات السياسية" في الولايات المتحدة، ووصف الحظر على الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي فُرض عقب اقتحام أنصاره مبنى الكابيتول في 6 يناير العام الماضي، بأنه: "خاطئ أخلاقيًا وأحمق ومتطرف".
وفي نوفمبر الجاري، أعلن إيلون ماسك مالك "تويتر"، أنه سيعيد تفعيل حساب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على منصة التواصل الاجتماعي.
كان ماسك نشر استطلاعًا لمعرفة رأي مستخدمي "تويتر" في إمكانية عودة ترامب إلى المنصة.
وكتب ماسك على حسابه الخاص في "تويتر": "الناس تحدثوا... ترامب سيعود" بعد النتيجة الإيجابية للاستطلاع.
ووجَّه رود درير، نصائح عدة لموظفي "تويتر"، قائلًا: "يمكن لأي شركة أن تتعامل مع الأوقات العصيبة، لكن يبدو أن ما تتعرض له (تويتر) مؤخرًا أكثر فوضوية".
وأضاف: "بالنسبة للموظفين الذي غادروا (تويتر) أو الآخرين الذين قدموا استقالتهم، لا تيأسوا، ستجدون فرصًا أفضل للعمل في أماكن أخرى من دون صعوبة كبيرة".
وتابع: "التحذير الوحيد هو أن السوق لم يعد بحاجة شديدة إلى أصحاب المهارات التقنية كما كان"، مشيرًا إلى أن طلبات التوظيف تراجعت بالفعل خلال يوليو وأغسطس الماضيين.
واستمرت عمليات الاستقالات من "تويتر" مؤخرًا، إذ أعلن المدير العام للفرع في فرنسا داميان فييل، مغادرته منصة التواصل الاجتماعي، من دون أن يوضح ما إذا كان قد استقال من تلقاء نفسه أو أرغم على مغادرة المنصة.
وقال في "تويتر": "قُضي الأمر المهمة أنجزت... وداعًا تويتر فرنسا. يا لها من مغامرة! يا له من فريق!".
تأتي مغادرة المسؤول الكبير في "تويتر" في وقت يبدو مستقبل الشبكة الاجتماعية في مهب الريح، بعد أسبوع مضطرب شهد رحيل مزيد من الموظفين وإعادة تفعيل حساب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على المنصة.
وطرد ماسك 50% من الموظفين الذين كان يبلغ عددهم 7500، وألغى سياسة داخلية كانت تسمح بالعمل من المنزل وفرض ساعات عمل طويلة.
وتوقع عدد من خبراء التكنولوجيا، أن تؤدي الاستقالات وتسريح موظفين من "تويتر" إلى جعل المنصة أكثر عرضة للاختراق والأعطال.
وتواصل "تويتر" خسارة مهندسين وعاملين، بعد أن منحهم المالك الجديد إيلون ماسك خيار التعهد بالعمل "الشاق" أو الاستقالة مع الحصول على مكافأة نهاية الخدمة.
ولجأ بعض الموظفين إلى منصة التواصل الاجتماعي لإعلان استقالتهم، بعد الموعد النهائي الذي حدده ماسك لهم لتقديم التعهد.