من أبوظبي إلى دبي... قطار جديد يغير نمط الحياة في الإمارات

من المتوقع أن تنقل الشبكة أكثر من 36 مليون شخص كل عام، بحلول عام 2030 بين 11 مدينة في الإمارات السبع.

من أبوظبي إلى دبي... قطار جديد يغير نمط الحياة في الإمارات

ترجمات - السياق

كشفت صحيفة ذا ناشيونال الإماراتية، تفاصيل إنشاء دولة الإمارات العربية المتحدة، لشبكة سكك حديدية، تربط الإمارات السبع بدول مجلس التعاون الخليجي الخمس المجاورة، التي بدأت بربط أبوظبي ودبي كمرحلة أولى.

ونقلت الصحيفة، عن مسئول بشركة الاتحاد للقطارات، المطور والمشغل لشبكة السكك الحديدية الإماراتية، قوله: شبكة السكك الحديدية الجديدة ستغير نمط حياة الناس في المنطقة، لأنها ستنقلهم في وقت أسرع إلى مدارسهم وأعمالهم، وتقلل حركة المرور على الطرق العامة.

وذكرت أن القطار الجديد حظي باهتمام كبير في افتتاح مؤتمر الشرق الأوسط للسكك الحديدية، الذي عُقد بمركز أبوظبي الوطني للمعارض، مارس الماضي، مشيرة إلى أن الشركة لم تعلن -حتى الآن- موعد إطلاق خط الركاب بين دبي وأبوظبي.

 

فوائد عدة

وعن فوائد هذا المشروع الكبير، نقلت الصحيفة عن خبراء، قولهم: قطارات الركاب، القادرة على السفر بسرعة تصل إلى 200 كيلومتر في الساعة، ستقلل بشكل كبير من وقت السفر بين المدينتين، وتقلل من حجم حركة المرور على الطرق.

ونقلت عن المدير التنفيذي لخدمات الركاب بشركة الاتحاد للقطارات، أحمد الهاشمي، قوله: "يمكن أن يلعب هذا المشروع دورًا كبيرًا في تحديد مكان العمل والعيش والدراسة في المستقبل"، مشددًا على وجود العديد من الفوائد التي يقدمها القطار الرابط بين أبوظبي ودبي، منها انخفاض عدد المسافرين بالسيارة، -وهو أفضل للبيئة- مع تقليص عدد الحوادث على الطرق، لأن السفر بالقطار أكثر أمانًا.

وأوضحت الصحيفة، أنه رغم عدم تقديم أي موعد محدد لافتتاح خط الركاب بين دبي وأبوظبي، فإنه كان قد أُعلن مارس الماضي عن ضم المسارات بين الإمارتين.

وأشارت إلى أن الرابط يمتد بين دبي وأبوظبي أكثر من 250 كيلومترًا، ويتضمن 29 جسرًا و60 معبرًا و137 قناة صرف، ويُعد هذا القسم جزءًا من شبكة الاتحاد للقطارات الأوسع، التي تمتد عبر ألف و200 كيلومتر من حدود المملكة العربية السعودية إلى عُمان.

وحسب الصحيفة الإماراتية، من المتوقع أن تنقل الشبكة أكثر من 36 مليون شخص كل عام، بحلول عام 2030 بين 11 مدينة في الإمارات السبع، في حين يتوقع أن يستغرق السفر بين أبوظبي ودبي نحو 50 دقيقة، والرحلة من العاصمة إلى الفجيرة ضعف ذلك الوقت، ما يوفر نصف الوقت، فضلًا عن الجهد والمال.

 

بشرى سارة

ورأى الهاشمي، أن نظام السكك الحديدية الجديد، يحمل بشرى سارة للمواطنين، حتى لمن لم يعتادوا السفر بالقطار، ومن ناحية أخرى، سيوفر الوقت لمن يستعمل السيارة، بسبب قلة حركة المرور على الطرق، فضلًا عنه أنه، في الوقت ذاته، أكثر أمانًا من السيارة، لأنه أقل تأثرًا بالأحوال الجوية على سبيل المثال.

وكشفت "ذا ناشيونال" أن جزءًا من شبكة الاتحاد للقطارات قيد التشغيل، حيث تعمل قطارات الشحن من حقول الغاز في شاه وحبشان إلى الرويس منذ عام 2016، مشيرة إلى أن تلك الشبكة تنقل نحو 22 ألف طن من حبيبات الكبريت كل يوم، وهو ما يوفر كثيرًا من الوقت والنفقات إذا ما قورنت بوسائل نقل أخرى.

ويرى خبير آخر -تحدث للصحيفة الإماراتية- أن شبكة السكك الحديدية ستقطع شوطًا طويلاً لتمكين الإمارات العربية المتحدة من الوفاء بالتزامها بالحد من انبعاثات الكربون، فضلاً عن جعل حياة السكان والزوار خالية من المتاعب.

ونقلت الصحيفة عن تامر سلامة العضو المنتدب للسكك الحديدية الفرنسية لدول مجلس التعاون الخليجي، قوله: "سيتمكن الشخص من ركوب القطار بدلًا من الاضطرار إلى استئجار سيارة للوصول إلى المكان الذي يريده"، مشددًا على أن القطار أكثر فعالية من حيث التكلفة بالنسبة إلى المقيمين في الإمارات، لأنهم سيوفرون المال الذي ينفقونه على الوقود ورسوم بوابات الدخول.

بينما قال خبير آخر: خدمة نقل الركاب المنتظمة بين الإمارات السبع، ثم إلى بقية دول المنطقة، ستكون أيضًا عرضًا جذابًا للذين يحاولون السفر من وإلى اجتماعات العمل.

 

احترام الوقت

وترى "ذا ناشيونال" أنه من أهم ميزات سلسلة القطارات الجديدة، احترام الوقت والمواعيد، ونقلت عن الرئيس التنفيذي لشركة سيمنز موبيليتي في الشرق الأوسط وإفريقيا، ليون سولييه قوله: "سيتمكن الناس من العمل عن بُعد في القطار، في حين أن ذلك الوقت كان سيضيع لو اضطروا إلى قيادة السيارة بأنفسهم، ما يوفر بالطبع مزيدًا من الوقت والجهد والتكلفة".

وأوضح أنه إذا كانت هذه الخدمة ستنجح، فلا تزال هناك بعض التحديات التي تنتظرنا بعد وضع القطار على المسار الصحيح، مضيفًا: "الركاب في بلدان أخرى يسيرون إلى محطة القطار، لأن الطقس ليس شديد الحرارة في بلادهم، في حين أن الحال ليس كذلك هنا".

وشدد سولييه على ضرورة وجود البنية التحتية الملائمة، حتى ينتقل الركاب من القطار إلى أماكن عملهم مباشرة، من دون تأخر ولا عائق، مع تفادي حرارة الجو، مؤكدًا أن تغذية المشروع ببنية تحتية جيدة، تساعد في إتمام الرحلات بانتظام بلا أية مشكلات ولا عوائق.