إحباط اغتيالات وتعهد بالانتقام... هل دقت طبول الحرب بين إسرائيل وإيران؟

قال مصدر إسرائيلي، إن مسؤولين أمنيين من إسرائيل أطلعوا نظراءهم الأتراك، على نية تنفيذ هجوم ضد إسرائيليين على الأراضي التركية، وطلبوا مساعدتهم لإحباط الهجمات.

إحباط اغتيالات وتعهد بالانتقام... هل دقت طبول الحرب بين إسرائيل وإيران؟

ترجمات - السياق

توترات تصاعدت بين الخصمين اللدودين إيران وإسرائيل، ألقت بموجبها طهران باللوم على تل ابيب، في سلسلة من الهجمات على بنيتها التحتية النووية والعسكرية، داخلها وكذلك بسوريا.

آخر تلك التوترات، ما أعلنته هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية (كان)، أمس، أن عملاء إيرانيين خططوا لخطف إسرائيليين في تركيا قبل شهر، إلا أن مسؤولين إسرائيليين وأتراكـًا أحبطوا محاولة الشبكة الإيرانية، التي تعمل في أنقرة.

وقال مصدر إسرائيلي، إن مسؤولين أمنيين من إسرائيل أطلعوا نظراءهم الأتراك، على نية تنفيذ هجوم ضد إسرائيليين على الأراضي التركية، وطلبوا مساعدتهم لإحباط الهجمات.

وبحسب «جيروزاليم بوست»، فإن التخطيط للهجمات كان من قِبل شبكة إيرانية تعمل في تركيا، بينما قال موقع «والا» إن السلطات التركية احتجزت عملاء يعملون لصالح الحرس الثوري الإيراني في البلاد.

 

الانتقام الإيراني

وتعهدت طهران بالانتقام من إسرائيل، التي تتهما باغتيال العقيد بالحرس الثوري حسن صياد خضيري في طهران، الشهر الماضي.

كان خضيري نائب قائد وحدة فيلق القدس 840 التابعة للحرس الثوري الإيراني، وهي الوحدة المسؤولة عن العمليات الإرهابية ضد أهداف إسرائيلية وغربية خارج إيران.

وتكبد الحرس الثوري الإيراني خسارة أخرى، بعد أسبوع بسبب الوفاة الغامضة لعلي إسماعيل زاده، وهو جنرال في فيلق القدس، ورد أنه توفي إثر سقوطه من سطح منزله في مايو.

وذكرت تقارير إسرائيلية، أن محاولة خطف مدنيين ومسؤولين إسرائيليين في تركيا حدثت قبل أسابيع من الاغتيال.

وتنوي إسرائيل -بحسب التقارير- توجيه تحذير لإيران لوقف عمليات الوحدة الإرهابية التابعة للحرس الثوري الإيراني، التي لم يؤكد النظام وجودها.

 

إسرائيل تستعد

واستعدت إسرائيل لرد إيراني على اغتيال طهران، بتعزيز بطارياتها للدفاع الجوي في الشمال، وسط مخاوف من هجوم انتقامي إيراني من لبنان.

وفي فبراير الماضي، أحبط مسؤولو دفاع إسرائيليون وأتراك محاولة لإيذاء رجل الأعمال الإسرائيلي يائير جيلر في تركيا.

من جانبه، حثَّ وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد الإسرائيليين في تركيا على المغادرة في أقرب وقت ممكن، بسبب تهديدات بأن عملاء إيرانيين يخططون بنشاط لهجمات عليهم في اسطنبول.

وبينما لم يشر لبيد إلى أي عمليات إسرائيلية مزعومة ضد أهداف إيرانية، قال إن الإسرائيليين في تركيا يواجهون «خطرًا حقيقيًا وفوريًا» من عملاء إيرانيين، مستشهدًا بـ«محاولات إيرانية لتنفيذ هجمات ضد إسرائيليين بعطلة في اسطنبول»

وقال لبيد في تحذير علني: «إذا كنت بالفعل في اسطنبول، فارجع إلى إسرائيل في أسرع وقت ممكن»، مضيفًا خلال اجتماع مع نواب من حزبه يش عتيد: «إذا كنت قد خططت لرحلة إلى اسطنبول فالغها، لا توجد عطلة تستحق حياتك».

وحثَّ وزير الخارجية الإسرائيليين على عدم السفر إلى تركيا، ما لم يكن ذلك ضروريًا.

 

تحذير عالي الخطورة

بعد ساعات من بيانه، رفع مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تحذيره من السفر إلى اسطنبول إلى أعلى مستوى، قائلًا: «بالنظر إلى الطبيعة المستمرة للتهديد، وفي ضوء النوايا الإيرانية المتزايدة لمهاجمة إسرائيليين في تركيا، خاصة اسطنبول، رفع مجلس الأمن القومي تحذير السفر لاسطنبول إلى أعلى مستوى، أي الرابع».

وأشار مجلس الأمن القومي إلى أن أجزاء أخرى من تركيا ظلت عند مستوى التهديد المتوسط ​​3، مؤكدًا أنه لا حظر على استخدام مطار اسطنبول كمحور ربط للرحلات الجوية، بشرط عدم مغادرة المطار.

ودخلت إيران وإسرائيل في حرب ظِل منذ سنوات، لكن التوترات تصاعدت بعد سلسلة من الحوادث البارزة، التي ألقت طهران باللوم فيها على إسرائيل.

وزعمت طهران، أن إسرائيل مسؤولة عن قتل العقيد بالحرس الثوري صياد خدي بالرصاص خارج منزله بطهران في 22 مايو الماضي.

ووصفه الحرس بأنه «مدافع عن الملجأ»، وهو مصطلح يستخدم لمن يعملون لصالح إيران في سوريا أو العراق، متعهدًا بالثأر لاغتياله على يد «الصهاينة».

كما ألقت باللوم على إسرائيل في الضربات الجوية -الأسبوع الماضي- على مطار دمشق الدولي، ما ألحق أضرارًا كبيرة بمدرجين. ويقع المطار جنوبي العاصمة السورية، حيث تعمل الجماعات المدعومة من إيران، بما في ذلك حزب الله اللبناني، بشكل منتظم.

 

إحباط المؤامرة

نادرًا ما تعلق إسرائيل على الضربات الفردية، إلا أنها أقرت بتنفيذ المئات في سوريا، التي يقول جيش الدولة اليهودية إنها ضرورية لمنع إيران من الحصول على موطئ قدم على أعتابها.

وقال لابيد: «بعض الإسرائيليين الذين سافروا مؤخرًا إلى تركيا عادوا من دون أن يعلموا أنهم أنقذوا حياتهم»، مشيرًا إلى أن المهاجمين المزعومين كانوا يستهدفون إسرائيليين لخطفهم أو قتلهم.

وشكر لبيد الحكومة التركية على الجهود التي تبذلها لحماية حياة الإسرائيليين، من دون أن يقدم تفاصيل.

وطالما كانت تركيا وِجهة شهيرة لقضاء العطلات للإسرائيليين، بما في ذلك خلال أكثر من عقد من الانقسام الدبلوماسي بين البلدين، إلا أن أنقرة وتل أبيب اتخذتا خطوات في الأشهر الأخيرة لإصلاح العلاقات، بعد أن أشار كبار القادة الأتراك إلى أهمية إسرائيل لقطاع السياحة التركي.