لأول مرة منذ سنوات... هل تكون الهدنة في اليمن أولى خطوات حل الأزمة؟
قال الرئيس الأمريكي: أنا ممتن للدور القيادي للمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان في تحقيق هذه المبادرة قبل حلول شهر رمضان المبارك كما أنني ممتن للعمل الجاد الذي قامت به الحكومة اليمنية والثقة التي أولتها للوساطة التي تقودها الأمم المتحدة.

السياق
لأول مرة منذ 6 سنوات، اتفقت الأطراف اليمنية، على هدنة على مستوى البلاد، في خطوة أولى نحو إنهاء الأزمة اليمنية التي دخلت عامها الثامن، بعد تمرد مليشيات الحوثي على أية تسوية سلمية.
إلا أنه بالتزامن مع المشاورات التي تستسضيفها العاصمة الرياض، بدأت خطوة أولى على طريق الحل، تلوح في الأفق، بعد إعلان الأمم المتحدة، دخول الهدنة التي جرى الاتفاق عليها، حيز التنفيذ اليوم السبت، مؤكدة أنه يمكن تجديدها بموافقة الطرفين.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص هانز جروندبرج، في بيان إن الهدف من هذه الهدنة منح اليمنيين استراحة ضرورية من العنف وتخفيف المعاناة الإنسانية، معبرًا عن آماله بأن تؤدي إلى إنهاء هذا الصراع.
وبحسب المعوث الأممي، فإن الهدنة ستسمح باستيراد الوقود إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون وبعض الرحلات الجوية التي تعمل من مطار صنعاء، مشيرًا إلى أنه سيضغط لوقف دائم لإطلاق النار.
وقف النار
وينص الاتفاق على وقف العمليات العسكرية الهجومية، بما في ذلك الهجمات عبر الحدود، والسماح لسفن الوقود بدخول ميناء الحديدة، الذي يسيطر عليه الحوثيون والرحلات التجارية من وإلى مطار العاصمة صنعاء، إلى وجهات محددة في المنطقة.
وقال جروندبيرج إن الطرفين اتفقا على مناقشة فتح طرق في تعز الواقعة تحت الحصار ومناطق يمنية أخرى، عانت انهيار الاقتصاد والخدمات الأساسية.
وقالت نسخة من اتفاق الهدنة، إن 18 سفينة وقود سيسمح لها بالدخول خلال الهدنة وسيجرى تشغيل رحلتين أسبوعيًا من صنعاء إلى الأردن ومصر.
كان مبعوثا الأمم المتحدة والولايات المتحدة يحاولان -منذ العام الماضي- الاتفاق على هدنة دائمة لإحياء المفاوضات المتوقفة، إلا أنه لأول مرة منذ 2016 تنجح جهود إرساء هدنة في البلد الآسيوي، ما يعزز الآمال بإنهاء الأزمة اليمنية قريبًا.
جاء إعلان الهدنة من قبل المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانز جروندبرج، في اليوم الثاني من محادثات السلام في الرياض بالمملكة العربية السعودية، التي تستمر حتى السابع من أبريل الجاري.
إطلاق السجناء
قالت الحكومة اليمنية، إنها ستيسر ترتيبات الإفراج عن السجناء، وفتح مطار صنعاء والسماح بدخول سفن الوقود إلى الحديدة، بينما قال وزير الخارجية أحمد بن مبارك: «نعلن فورًا إطلاق أول سفينتين وقود عبر ميناء الحديدة».
وفور إعلان الهدنة، أعلن المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، العميد الركن تركي المالكي، ترحيب التحالف بها، مؤكدًا دعم إعلان الحكومة اليمنية بقبولها للهدنة المعلنة برعاية الأمم المتحدة.
وثمَّن التحالف، جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن بإعلان الهدنة، التي تأتي في سياق المبادرة السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية، للوصول إلى حل سياسي شامل والمعلنة في مارس 2021، وإعلان التحالف وقف العمليات العسكرية بالداخل اليمني.
وأكد المالكي أن قيادة القوات المشتركة للتحالف تدعم جهود وترتيبات الأمم المتحدة، لتثبيت الهدنة وتهيئة الأجواء للأطراف اليمنية، لبدء العملية السياسية والوصول إلى سلام شامل، يحقق الأمن والاستقرار والرفاهية لأبناء الشعب اليمني.
في المقابل، رحب كبير مفاوضي الحوثيين محمد عبدالسلام بالهدنة، مشيرًا إلى أن مصداقيتها ستكون قيد التنفيذ.
ترحيب خليجي
الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، نايف الحجرف، رحب بإعلان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن والحكومة اليمنية بدء هدنة لمدة شهرين.
وقال الحجرف، إن صدور هذا الإعلان تأكيد للأهمية التي يوليها المجتمع الدولي للأزمة اليمنية، مثمنًا جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم في إعلان الهدنة، وكذلك الاستجابة السريعة من التحالف العربي، بوقف العمليات العسكرية بالداخل اليمني، التي ستثمر تهيئة الأجواء للأطراف اليمنية، لبدء العملية السياسية والوصول إلى سلام شامل، يحقق الأمن والاستقرار في ربوع اليمن الشقيق.
بدورها، رحبت المملكة العربية السعودية، بإعلان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن بدء هدنة يجرى من خلالها وقف كل العمليات العسكرية بالداخل اليمني وعلى الحدود السعودية اليمنية.
وأكدت وزارة الخارجية السعودية، أنها ترحب وتدعم إعلان الحكومة اليمنية وتحالف دعم الشرعية في اليمن بقبول الهدنة، وتثمِّن جهود المبعوث الخاص بإعلانها، إذ تتزامن مع المبادرة السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية، للوصول إلى حل سياسي شامل.
ترحيب عربي
أشادت الحكومة الأردنية بإعلان التوصل إلى هدنة، ووقف العمليات العسكرية في اليمن، مؤكدة أن بلادها تدعم جهود ومساعي الأمم المتحدة لحلّ الأزمة اليمنية.
وأوضح الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية، السفير هيثم أبو الفول، أن الأردن يؤكد ضرورة التوصل إلى حلٍ سياسيٍ يستند إلى المرجعيات المعتمدة المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل، وقرار مجلس الأمن رقم 2216، وبما يضمن وحدة اليمن واستقراره وسلامة أراضيه وتطلعات شعبه.
مصر بدورها رحبت بإعلان الهدنة، مؤكدة في بيان لوزارة خارجيتها، أنها تتطلع إلى أن تُسهم الهدنة في دفع جهود التوصل إلى تسوية شاملة للأزمة اليمنية، ودعم مبادرات الحل السياسي، بما في ذلك المشاورات الحالية التي تستضيفها الرياض، استنادًا إلى قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وبما يحفظ وحدة اليمن واستقلاله، ويصون مقدرات الشعب اليمنى الشقيق، وتطلعه نحو الأمن والاستقرار والرخاء.
ترحيب غربي
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش: «الهدنة يجب أن تكون خطوة أولى لإنهاء الحرب المدمرة في اليمن»، داعيًا الأطراف إلى الاستفادة من فرصة استئناف عملية سياسية يمنية شاملة وشاملة.
إلى لك أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، عن ترحيبه بالهدنة التي أعلن عنها المبعوث الأممي الخاص لليمن، هانز غروندبرغ، بعد قبول أطراف النزاع في اليمن مقترح لعقد هدنة لمدة شهرين.
قال بايدن، في بيان: "أرحب بالإعلان عن الهدنة وهي مبادرة طال انتظارها للشعب اليمني حيث تشتمل على وقف لجميع الأنشطة العسكرية لأي طرف داخل اليمن وعبر حدوده، ودخول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة، وكذلك استئناف الرحلات الجوية التجارية من صنعاء وإليها إلى الوجهات المتفق عليها".
وتابع: "بعد 7 سنوات من الصراع، يجب على المفاوضين القيام بالعمل الجاد والضروري للتوصل إلى تسويات سياسية يمكن أن تحقق مستقبل سلام دائم لجميع الشعب اليمني".
وقال الرئيس الأمريكي: "أنا ممتن للدور القيادي للمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان في تحقيق هذه المبادرة قبل حلول شهر رمضان المبارك كما أنني ممتن للعمل الجاد الذي قامت به الحكومة اليمنية والثقة التي أولتها للوساطة التي تقودها الأمم المتحدة".
ورحبت المملكة المتحدة بإعلان الأمم المتحدة عن الهدنة، موضحةً أن هذه أفضل فرصة لتخفيف المعاناة الإنسانية لليمنيين، وتحسين استقرار المنطقة.
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية والتنمية البريطانية، إن بلاده ترحب بالمشاورات السياسية التي جرت مؤخرًا بقيادة مبعوث الأمم المتحدة الخاص، ومبادرة مجلس التعاون الخليجي للحوار بين اليمنيين، مؤكدةً أنه لا حل عسكريًا للحرب في اليمن، بل الحوار السياسي الشامل للجميع هو السبيل الوحيد للوصول إلى حل مستدام.