تطورات في اليمن.. دعوة حاسمة من مجلس الأمن وخسائر قاسية لمليشيا الحوثي
أشار أعضاء مجلس الأمن، إلى وجوب احترام وحماية مباني البعثة الدبلوماسية التي تم هجرها مؤقتًا، إلى جانب ممتلكاتها ومحفوظاتها.

السياق
إدانة دولية لاستيلاء حوثي على السفارة الأمريكية بصنعاء، وعقوبات من وزارة الخزانة الأمريكية على قيادي مليشياوي، إضافة إلى إعلان التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، رصد نشاط مشبوه لأعمال عدائية من مطار صنعاء الدولي.
تطورات ثلاثة ألهبت الساحة اليمنية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
أول التطورات، من مجلس الأمن الدولي، الذي دان استيلاء مليشيا الحوثي على السفارة الأمريكية في صنعاء، داعيًا إلى إطلاق سراح الموظفين، الذين ما زالوا محتجزين لدى الانقلابيين.
وفي بيان للأمم المتحدة، شجب أعضاء مجلس الأمن -بأقوى العبارات- عملية الاستيلاء والتسلل الأخيرة والمستمرة من مليشيا الحوثي، للمجمع الذي كان يستخدم كسفارة للولايات المتحدة في صنعاء، اعتقل خلالها الانقلابيون عشرات الموظفين.
وبينما طالب أعضاء مجلس الأمن، بالإفراج الفوري والآمن عن أولئك الذين ما زالوا رهن الاعتقال، أشاروا إلى المبادئ الأساسية في اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961 واتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية لعام 1963، لا سيما حظر اقتحام الممتلكات الدبلوماسية وكذلك حرمة مباني البعثة وحصانتها من البحث أو الطلب أو الحجز أو التنفيذ.
أعمال عدائية
وأشار أعضاء مجلس الأمن، إلى وجوب احترام وحماية مباني البعثة الدبلوماسية التي تم هجرها مؤقتًا، إلى جانب ممتلكاتها ومحفوظاتها.
وقبل أسبوع، اقتحمت مليشيا الحوثي مبنى السفارة الأمريكية في العاصمة صنعاء، ونهبت من داخلها كمية كبيرة من التجهيزات والمعدات، بعد أيام من اختطاف عدد من الموظفين وحراس السفارة.
وبحسب تقرير لوكالة بلومبيرغ، فإن ميليشيا الحوثي اختطفت نحو 22 آخرين من موظفي السفارة الأمريكية، معظمهم يعملون ضمن فريق الحراسة الذي بقي يحرس مبنى السفارة.
كانت السفارة الأمريكية في اليمن أغلقت أبوابها عام 2015، بعد أن استولى مليشيا الحوثي على العاصمة، بينما نقلت موظفيها الدبلوماسيين إلى العاصمة السعودية الرياض، بسبب الحرب الدائرة في اليمن.
إلا أن بعض الموظفين المحليين واصلوا العمل من المنزل أو كحراس أمن للمباني، بينما مثل حادث اختطافهم قلقًا أمريكيًا، عبَّـر عنه المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، قائلًا، إن بلاده «قلقة للغاية» من تقارير عن اعتقال بعض موظفيها اليمنيين في صنعاء.
وأكد متحدث الخارجية الأمريكية، أن واشنطن تدعو مليشيا الحوثي للإفراج الفوري عن جميع موظفيها، من دون أن يصابوا بأذى، وإنهاء أي مضايقات لموظفيها.
عقوبات أمريكية
دعوة مجلس الأمن الدولي لإطلاق موظفي السفارة الأمريكية بصنعاء، تأتي بعد ساعات من إعلان وزارة الخزانة الأمريكية، فرض عقوبات على القيادي الحوثي البارز صالح مسفر الشاعر، مستشهدة بما وصفتها بـ«التكتيكات غير القانونية» التي استخدمها.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية، في بيان نشرته «رويترز»، إن الشاعر أشرف على مصادرة مليشيا الحوثي لممتلكات في اليمن، تزيد قيمتها على 100 مليون دولار، بأساليب غير قانونية، بينها الابتزاز.
وتصنِّف وزارة الخزانة الأمريكية الشاعر بأنه حليف مقرب لزعيم مليشيا الحوثي عبدالملك الحوثي، مشيرة إلى أنه نتيجة للعقوبات تم حظر ممتلكات ومصالح شركة الشاعر في الولايات المتحدة، أو التي بحوزة أمريكيين.
تأتي عقوبات وزارة الخزانة، بعد أكثر من أسبوع بقليل من وضع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على القائمة السوداء، ثلاثة من قادة الحوثيين، بينما تتزامن مع زيارة للمبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ، للمملكة العربية السعودية والبحرين للتنسيق بشأن الأمن الإقليمي والمخاوف بشأن إيران، ولإجراء محادثات بشأن جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة في اليمن.
تطورات ميدانية
تطورات سياسية تتزامن مع أخرى ميدانية، بإعلان تحالف دعم الشرعية باليمن، رصده نشاطاً وتحركات وصفها بـ«المشبوهة» لأعمال عدائية من مطار صنعاء الدولي.
وقال التحالف، في بيان، إن مطار صنعاء تحول إلى ثكنة عسكرية تستخدمها مليشيا الحوثي لإطلاق الأعمال العدائية العابرة للحدود.
وأوضح التحالف، أنه شن 35 عملية استهداف لآليات ومسلحي ميليشيا الحوثي في مأرب والجوف خلال 24 ساعة، مشيرًا إلى أن عمليات الاستهداف شملت تدمير 24 آلية عسكرية، أدت إلى مقتل 200 «إرهابي» في صفوف الحوثيين.
وبينما أكد التحالف وقوع 27 ألف قتيل من ميليشيا الحوثي في معركة مأرب، حذر الانقلابيين بأن «عليهم تحمُّل المزيد من الخسائر».
وبحسب مصادر صحفية، فإن التحالف، شن ضربات جوية استهدفت مخازن وورشاً لميليشيا الحوثي في صنعاء، بينها قاعدة الديلمي الجوية، ما أسفر عن انفجارات عنيفة، مشيرة إلى أنه استهدف -كذلك- موقعًا سريًا في صنعاء يستخدمه خبراء من الحرس الثوري الإيراني وميليشيا حزب الله.
انتصارات عسكرية
من جهة أخرى، أعلن الجيش اليمني، أن مسنودين بالمقاومة الشعبية، خاضوا معارك عنيفة ضد مليشيا الحوثي الإيرانية جنوب محافظة مارب، وكبدوها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
مصدر عسكري يمني قال، في تصريحات صحفية، نشرها المركز الإعلامي للجيش اليمني، إن «مسلحيه والمقاومة كسروا هجوماً للمليشيا الإيرانية على أحد المواقع في جبهة الجوبة، وأجبروها على التراجع والفرار، بعد أن خسرت عشرات القتلى والجرحى».
المصدر الذي رفض الإفصاح عن هويته، قال إن «مدفعية الجيش أعطبت 3 أطقم للمليشيا الحوثية، ما أدى إلى سقوط مَنْ كانوا فيها بين قتيل وجريح».
ووثق المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية، جانبًا مما وصفها بـ«الملاحم البطولية» التي خاضها الجيش والمقاومة، انتهت بفرار المليشيا الحوثية.
كما وثق معنويات الجيش والمقاومة بعد «الانتصار»، مؤكدًا العزم على دحر المليشيا الحوثية الإيرانية من كل شبر في اليمن، وإعادة الأمن والاستقرار، إلى البلد الآسيوي.