ليبيا وعودة سوريا إلى الجامعة العربية.. تتصدران أجندة زيارة الرئيس الجزائري لمصر
الخبير المصري في الشؤون العربية، محمد ربيع الديهي يقول في حديثه لـ السياق، إن زيارة الرئيس الجزائري إلى مصر لها أهمية كبري، من حيث التوقيت والأهداف.

السياق
في زيارة هي الأولى من نوعها، بدأ الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون زيارة رسمية إلى العاصمة المصرية القاهرة، تستغرق يومين،
ومن المقرر أن تبحث الزيارة دعم القمة العربية، المقرر عقدها في الجزائر، بجانب بحث الملفات الساخنة في المنطقة، ومنها ليبيا والسودان، بحسب مراقبين مصريين.
تأتي الزيارة التي تعد الأولى للرئيس الجزائري منذ توليه الحكم عام 2019، في توقيت تشهد فيه المنطقة تطورات في ملفات عدة، أبرزها الإرهاب، فضلًا عن ضرورات عقد القمة العربية، التي ربما تشهد عودة سوريا إلى مقعدها.
وبحسب بيان وزارة الخارجية الجزائرية، فإن القاهرة ثالث محطة عربية، منذ تولي الرئيس المجيد تبون مقاليد الحكم، بعد المملكة العربية السعودية وتونس.
الصورة السابقة، تثير العديد من التساؤلات عن دلالات هذه الزيارة، وما يمكن أن تسفر عنه من تنسيق قد يظهر أثره، وهو ما تحاول "السياق" الإجابة عنه قبل ساعات من القمة.
ملفات كبرى
قال الخبير المصري في الشؤون العربية، محمد ربيع الديهي في حديثه لـ"السياق"، إن زيارة الرئيس الجزائري إلى مصر لها أهمية كبري، من حيث التوقيت والأهداف.
وتطرق الخبير المصري في الشؤون العربية، إلى ارتباط الزيارة بتغيرات على الساحة الدولية، أبرزها التنافس الدولي على المنطقة العربية والقارة الإفريقية، وهو ما يؤثر في التفاعلات الإقليمية والدولية، في ما يتعلق بالتنافس الدولي الراهن بين روسيا والصين من ناحية، وأمريكا وأوروبا من ناحية أخرى.
وفي ما يتعلق بالقضايا العربية، التي يتوقع أن تتناولها القمة المصرية الجزائرية، قال الديهي إنها ستتناول أيضاً المصالحة الفلسطينية التي أطلقتها الجزائر، إضافة إلى توحيد الموقف العربي لعودة سوريا إلى الجامعة العربية، خاصة أن القاهرة والجزائر تتوافقان في هذا الملف.
وأضاف الخبير المصري، أن هناك تحديات مشتركة تربط مصر والجزائر، منها الأزمة الليبية وتطورات المشهد هناك، خاصة بعد عرقلة إجراء الانتخابات، الأمر الذي يحتاج تضافر الجهود المصرية الجزائرية.
ويرى الديهي أيضاً أن أجندة الرئيسين المصري والجزائري، تحمل العديد من الملفات المهمة للبلدين، وتابع: "لا يمكن أن نغفل ملف الطاقة الذي سيناقش بين البلدين، في ظل الخطة المصرية للتحول كمركز إقليمي للطاقة، في حين تمتلك الجزائر مقومات وثروات نفطية مهمة، قد يتوصل الطرفان خلال الاجتماع إلى اتفاق على هذا الملف تحديدًا".
وفي ما يتعلق بأهمية التنسيق المصري الجزائري، في العديد من الملفات المطروحة، خاصة الملف الليبي، يشدد الديهي على أن هذه الخطوة مطلوبة لدعم الاستقرار ليس في ليبيا فقط، بل في شمال إفريقيا عموما، خاصة أن البلدين لديهما خبرات كبيرة في المجال السياسي والاقتصادي والعسكري، الذي قد يسهم بصورة أو بأخرى، في دعم استقرار المنطقة.
القمة العربية
فتحي محمود، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، قال لـ"السياق"، إن القمة المصرية الجزائرية لها أهمية كبرى بالنسبة للقمة العربية المقررة في مارس المقبل.
ويرى محمود أن القمة المقبلة -إذا عُقدت بحسب قوله- ستكون من نتائجها ما يتجاوز ضبط الملفات الإقليمية الساخنة، إلى وضع أطر تنسيقية لمكافحة الإرهاب بالمنطقة، خصوصًا تنظيم داعش الذي بدأ يستعيد نشاطه، إلى جانب مواجهة الانفلات الأمني الناتج عن إرهاب مليشيات الحوثية في اليمن.
ويرى عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن ملف ليبيا لن يكون بعيدًا عن التنسيق العربي المتوقع بعد القمة العربية المقبلة، خصوصًا أنه سيجمع الدول التي لها علاقات بكل الأطراف في ليبيا على مائدة واحدة، وبذلك ستكون هناك توافقات متوقعة في هذا الملف، من شأنها توحيد الهدف وهو استقرار ليبيا، ووضع آليات مواجهة الانفلات الناتج عن حالة الفوضى هناك.