هل بات الانقلاب في إثيوبيا وشيكًا؟
6 عوامل تؤدي لانقلاب وشيك في إثيوبيا... وكاتب أمريكي: لن ينقذ أحد آبي أحمد

ترجمات - السياق
من حاصل على جائز نوبل للسلام، إلى مصدر إحراح لنوبل، تحول دراماتيكي في حياة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الذي باتت بلاده على وشك انهيار اقتصادي، قد يؤدي إلى انقلاب عليه.
سلَّط مايكل روبين، الباحث المقيم في معهد «أمريكان إنتربرايز»، الضوء في مقال بموقع «1945»، على مسيرة رئيس وزراء إثيوبيا، كاشفًا بعض الأزمات التي تواجه أديس أبابا خلال الفترة المقبلة، التي قد تصل إلى «التضحية» بآبي أحمد، ككبش فداء للفشل الواضح في إدارة أزمات البلد الأفريقي.
مصدر إحراج
وقال روبين في مقاله، إن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، كان ذات يوم أحد نُخب المجتمع الدولي، كان شابًا، يتحدَّث لغة الديمقراطية، وكان على استعداد لعكس السياسة القديمة لإنهاء الصراع الحدودي مع إريتريا، لذا توج عام 2019، بجائزة نوبل للسلام نظير جهوده، إلا أنه اليوم مصدر إحراج لنوبل...!
وأشار إلى بيان وزَّعه مكتب آبي أحمد، في 18 يوليو الجاري، يحرِّض على التطهير العِرقي، لدرجة أن مرتكبي الإبادة الجماعية الهوتو في رواندا يخجلون منه...!
وشن القادة المتطرفون في جماعة الهوتو -التي تمثِّل الأغلبية في رواندا- حملة إبادة ضد الأقلية من قبيلة توتسي، عام 1994، أدت إلى مقتل 800 ألف شخص، واغتصاب مئات الآلاف من النساء، خلال 100 يوم فقط.
سرطان إثيوبيا
بيان آبي أحمد، كان أكثر «ترويعًا» مما فعلته جماعة الهوتو، إذ أشار إلى التيغراي الإثيوبيين باسم «سرطان إثيوبيا»، داعيًا مواطنيه إلى «إزالة الأعشاب الضارة»، بحسب مايكل روبين، الذي قال إن آبي أحمد يكرِّر ما فعله الديكتاتور الأوغندي الراحل عيدي أمين، مع السكان الهنود في بلاده.
وتقول منظمات حقوق الإنسان والصحفيون، إنه يسعى بشكل منهجي إلى تجويع مقاطعة تيغراي، وقد بدأ إغلاق أو الاستيلاء على الشركات المملوكة لعائلة تيغراي.
انقلاب داخلي
وقال مايكل روبين في مقاله، إن الحرب والاضطرابات الاقتصادية الداخلية، أدت إلى تقويض اقتصاد إثيوبيا الهش، مشيرًا إلى تصريحات راشد عبدي، وهو أحد المحللين الأكثر فِطنة في شرق إفريقيا، قائلاً، عبر حسابه في "تويتر": «تضع السفارات في أديس أبابا خُططًا طارئة، للانتقال إلى نيروبي، في حال تدهور الوضع في الأسابيع المقبلة، للخوف من الانهيار الاقتصادي».
ونقل روبين عن أحد المحللين قوله، إن احتمالات انقلاب داخلي، عالية للغاية.
مثل هذا السيناريو ليس بعيدًا، ففي انتخابات الشهر الماضي، فاز حزب آبي بـ410 مقاعد من أصل 436 مقعدًا، لكن وزارة الخارجية وصفت الانتخابات بأنها «معيبة»، بينما رفض مراقبو الانتخابات الدوليون -بشكل قاطع- اعتبارها حرة ونزيهة.
مظاهر الاحتقان
أغلبية المعارضة لا تزال في السجن، واستعادت قوات دفاع تيغراي السيطرة على ميكيلي عاصمة إقليم تيغراي، كما أنه حتى مع السيطرة التي يفرضها نظام آبي على وسائل الإعلام، لا يمكنه إخفاء صور آلاف الجنود الإثيوبيين، الذين تم عرضهم في العاصمة كسجناء، كل ذلك يسبِّب عاصفة لآبي، بحسب مقال روبين في موقع «1945».
ويقول روبين: إن الحكومة تريد كبش فداء لفشلها، ويمكن لكبار الجنرالات استهداف آبي، إذا كان فقط لمنع رئيس الوزراء من استهدافهم، مشيرة إلى أن تيغراي ليست التمرُّد الوحيد، الذي تواجهه إثيوبيا الآن.
في الوقت نفسه، يعني الانهيار الداخلي للاقتصاد الإثيوبي، أن آبي يستنزف الدعم المقدَّم للمواطنين العاديين، في العاصمة وفي جميع أنحاء البلاد، فبينما يبلغ سعر البر الإثيوبي رسميًا 44 مقابل الدولار الأمريكي، يتم تداوله في مدينة واجالي الحدودية، بين إثيوبيا وأرض الصومال، بـ61 مقابل الدولار، وهو انخفاض بـ 38%.
غطرسة آبي أحمد
وقال مايكل روبين، إن «غطرسة» آبي أحمد تجاه القادة الأفارقة والاتحاد الإفريقي، تعني أنه لن يهتم ولن يتوسط منهم أحد، إذا أبعده أفراد من "حاشيته"، ورجَّح أن يكون تغيير النظام في إثيوبيا داخليًا، وقد يحدث -على الأرجح- في غضون أسابيع، لا سنوات.
وعبر روبين، عن أمله بألا يكون البيت الأبيض ووزارة الخارجية «نائمين» عند حدوث ذلك، مشيرًا إلى أن البنتاغون يفكر في كيفية تحقيق عملية إخلاء غير قتالية، لعشرات الآلاف من الأمريكيين، الذين يَعُـدُّون إثيوبيا وطنهم.