وسط إجراءات مشدَّدة... مسلمو العالم يحتفلون بعيد الأضحى

في أجواء من البهجة والسعادة، يتخلَّلها حذر وتباعد، يحتفل قرابة ملياري مسلم في العالم، بعيد الأضحى المبارك، للمرة الثانية على التوالي، في ظِل انتشار وباء كورونا، الذي فرض على المجتمعات سُننًا جديدة

وسط إجراءات مشدَّدة... مسلمو العالم يحتفلون بعيد الأضحى

السياق
في أجواء من البهجة والسعادة، يتخلَّلها حذر وتباعد، يحتفل قرابة ملياري مسلم في العالم، بعيد الأضحى المبارك، للمرة الثانية على التوالي، في ظِل انتشار وباء كورونا، الذي فرض على المجتمعات سُننًا جديدة، فتبدَّلت الأحوال، من الدعوة للتجمعات إلى التباعد، ومن تيسير عمليات نقل المواطنين، بين المدن والولايات، إلى تحجيم التنقل، ووقف التحركات، لكن يظل العيد -رغم قسوة هذه الأيام على العالم كله- حالة بهجة استثنائية للعالمين العربي والإسلامي.

في السعودية إجراءات مشدَّدة والحج لمَنْ أخذ اللقاح

يأتي عدد المشاركين في حج هذا العام، أكبر مما كان عليه عام 2020، إذ سُمح لـ 60 ألف مقيم في السعودية -حصلوا على جرعات لقاح كورونا كاملة- بالمشاركة في أداء ركن الإسلام الخامس.

وقالت وزارة الحج السعودية: إن حج العام الحالي، يلتزم بأعلى مستويات الاحتياطات الصحية.

وقال المتحدِّث باسم الوزارة، هشام السعيد:"كل ثلاث ساعات، يدخل 6000 شخص لأداء طواف القدوم، وبعد مغادرة كل مجموعة، يتم إجراء عملية التعقيم".

وأدى المسلمون، في أنحاء العالم، صلاة العيد، في صفوف متباعدة، في المساجد والساحات العامة، مع ارتداء الكمامات، وسط إجراءات احترازية، ومنع المصافحة والعناق.

الاحتفال والالتزام في الإمارات

وفي الإمارات، أقيمت صلاة عيد الأضحى المبارك في 15 دقيقة، شاملة الخطبة، مع تطبيق الإجراءات الاحترازية، بارتداء الكمامات والتباعُد الجسدي، كما أن الإجراءات الصارمة المتبعة في دولة الإمارات، ونجاحها في تلقيح أكبر عدد من المواطنين والمقيمين والسياح، أسهمت في إقامة عدد من الاحتفاليات بالعيد، إذ أعلنت دائرة الثقافة والسياحة في إمارة أبوظبي، إقامة حفل لأهم نجوم الغناء في العالم العربي، ومنهم: تامر حسني وحسين الجسمي وأصالة وميريام فارس، خلال 22 و23 يوليو الجاري.

دول تمنع الصلاة

في المقابل، منعت دول عربية عدة، الصلاة في المساجد أو الساحات، من بينها المغرب، إذ قرَّرت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، عدم إقامة صلاة عيد الأضحى، سواء في المصليات أو المساجد، نظرًا لصعوبة توفير شروط التباعد.

وفي موريتانيا قرَّر مجلس الوزراء، اقتصار إقامة صلاة عيد الأضحى المبارك على المنازل، وتقديم وقت حظر التجول إلى الساعة العاشرة بدلًا من منتصف الليل.
وقرَّرت ماليزيا، البلد الآسيوي ذو الأغلبية المسلمة، منع السفر الداخلي بين الولايات، مع التشديد على الالتزام بإرشادات الوقاية ومنع العدوى، التي تحد من الطقوس الاحتفالية بهذا العيد.

 

عيد بلا فرحة

المظاهر الاحتفالية بعيد الأضحى، أصبحت ذكريات في مخيلة اللبنانيين، إذ غابت، عن كل المناطق، بسبب ما تعيشه من انهيار شمل كل القطاعات، إلى جانب الضائقة الاقتصادية الخانقة، نتيجة تدهور سعر صرف الليرة والغلاء الفاحش في الأسعار، الذي طال المواد الغذائية والاستهلاكية والمحروقات.

 ولا يختلف الحال كثيرًا عند اليمنيين، فبسبب الحوثي المدعوم إيرانيًا لبلادهم، يعيش معظم الشعب اليمني في حالة من الحزن والأسى، نتيجة فقدان أقاربهم وأحبائهم، على يد تلك الميلشيات، كما أن الوضع الاقتصادي المتدهور حال دون شراء الأضاحي وكسوة العيد، بسبب ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق في تاريخ البلاد، التي تشهد حربًا للعام السابع على التوالي.

وفي سوريا كما في اليمن، حرب مدمرة وشعب مشرَّد، وانهيار مستمر لليرة السورية، وواقع اقتصادي يزداد سوءاً، يوماً بعد يوم، بالتوازي مع الحرب المستعرة، منذ عقد.

وفي ليبيا، يأتي عيد الأضحى هذا العام، في ظِل ظروف مختلفة وهادئة نسبياً، وأوضاع اقتصادية صعبة وأجواء سياسية ضبابية، على وقع الفشل الأخير في الاتفاق على الحكومة وآلية الانتخابات، وتعنُّت تركيا في إخراج ميلشياتها من البلد الآمل في التعافي.

وفي فلسطين، عاد المسافرون العالقون في مطار القاهرة، إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري، الذي تم فتحه استثنائيًا، لتمكينهم من الاحتفال بعيد الأضحى المبارك.

وأعرب سفير دولة فلسطين في القاهرة دياب اللوح -في بيان صحفي- عن شكره للسلطات المصرية، لتذليل الصعاب أمام الشعب الفلسطيني، وتيسير سُبل عودتهم.

 

في مصر.. الذبح مجانا
أكدت محافظتا القاهرة والجيزة، أنه سيتم تسيير حملات مستمرة خلال فترة العيد، للحد من أي تجاوزات، وتوقيع غرامات رادعة على المخالفين، الذين يذبحون أضحياتهم في الشوارع والأماكن العامة، مع التشديد على هيئات النظافة والتجميل، بإزالة أي مخلفات أو رواسب بالشوارع على الفور. 
وفي تصريح تلفزيوني لمدير عام المجازر الدكتور طارق عبدالمنعم، قال إن الحكومة تشجِّع المواطنين، على الالتزام بالطرق القانونية للذبح، من خلال فتح المجازر مجانًا للراغبين في إقامة شعيرة الأضحية داخلها. وأضاف عبدالمنعم: "لا نحصل على أي مبالغ مقابل الذبح في الـ464 مجزرًا حكوميًا، المنتشرة في مختلف محافظات الجمهورية".