اتفاق أوبك+... أرقام جديدة لإنتاج التحالف وتوافق يخرس أبواق الفتنة
تصريحات وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، أثارت تفاعلاً كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد رده على سؤال صحفي عن العلاقات بين البلدين، قائلا: «ما يجمعنا مع الإمارات أكبر مما تكتبونه في تقاريركم».

السياق
العلاقات مع السعودية، سمحت بالتوصل إلى تفاهم بشكل سريع مع «أوبك+»... تصريحات لوزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، على هامش مؤتمر صحفي، لإعلان الوصول إلى اتفاق، على ربط تعديل سقف إنتاج النفط، بتمديد اتفاق «أوبك +»، بدَّدت التكهنات بمستقبل الذهب الأسود خلال الأشهر المقبلة.
وأعلن تحالف «أوبك+» تمديد اتفاقية إنتاج النفط حتى نهاية 2022، بدلاً من أبريل المقبل، مع إقرار 400 ألف برميل يومياً زيادة في الإنتاج كل شهر، اعتبارًا من أغسطس.
وقال التحالف في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، إنه تقرَّر رفع خط الأساس لإنتاج «أوبك+» من 43.8 إلى 45.5 مليون برميل يومياً، اعتباراً من مايو 2022، مشيرًا إلى أنه تقرَّر –كذلك- رفع خط الأساس لإنتاج السعودية وروسيا بـ 500 ألف برميل يوميًا لكل منهما، من 11 إلى 11.5 مليون برميل، اعتباراً من مايو 2022.
وبالنسبة للإمارات، فقد جرى تحديد خط أساس إنتاج البلد الخليجي عند 3.5 مليون برميل يوميًا، بزيادة قدرها 332 ألف برميل، بينما تمت زيادة خط الأساس لإنتاج العراق، إلى 4.8 مليون برميل يومياً، والكويت إلى 2.95 مليون برميل يومياً، بزيادة 150 ألف برميل يومياً لكلا البلدين، اعتبارًا من مايو 2022.
التطبيق في مايو
وبحسب بيان «أوبك+»، فإن تطبيق خطوط الأساس الجديدة للإنتاج، سيبدأ اعتباراً من مايو2022، مع تمديد اتفاقية إنتاج النفط حتى نهاية 2022، مشيرًا إلى أن الالتزام باتفاقية الإنتاج بين الدول الأعضاء، بلغت نسبته 113% خلال يونيو الماضي.
إعلان التحالف، الاتفاق على زيادة الإنتاج، طوى الخلاف بين بلدان «تحالف أوبك+» على مستقبل النفط خلال الأشهر المقبلة، وهو ما بدا واضحًا في المؤتمر الصحفي، الذي أعقب إعلان الاتفاق.
رد ناري
تصريحات وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، أثارت تفاعلاً كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد رده على سؤال صحفي عن العلاقات بين البلدين، قائلا: «ما يجمعنا مع الإمارات أكبر مما تكتبونه في تقاريركم».
وفي معرض رد الأمير عبدالعزيز بن سلمان، على سؤال بشأن تفاصيل التسوية، تساءل: «لماذا ينبغي أن أذكر كل شيء، هذا فن أحتفظ بسره ونحتفظ بسره كلنا... دائمًا تقدِّرون أننا ليس لدينا الكفاءة، ولسنا أذكياء ولا دبلوماسيين، وأيضًا كانت لديكم رؤية عمياء بشأن ما يجمعنا، ما يجمعنا أكبر مما تكتبونه في تقاريركم للأسف».
الوزير السعودي اتجه بالسؤال إلى نظيره الإماراتي سهيل المزروعي، قائلا: «هل أنا صحيح سهيل؟» ليرد المزروعي مشيدًا بكلمات الأمير عبدالعزيز، قائلاً: «100%، أنت محق سمو الأمير».
وأوضح الأمير عبدالعزيز بن سلمان، أن السعودية والإمارات تتشاركان الطموح الكبير بشأن الطاقة المتجدِّدة، وتعملان بشكل متطابق على هذه الاستراتيجية، مشيرًا إلى أنه لا يوجد أحد في العالم يعمل عليها، كما تفعل الرياض وأبوظبي.
دعم إماراتي
من جانبه، قال وزير الطاقة الإماراتي: إن العلاقات مع السعودية هي التي سمحت لنا بالتوصل إلى تفاهم بشكل سريع مع «أوبك+»، مؤكدًا دعم بلاده والتزامها بالاتفاق الذي توصلت إليه المجموعة، والعمل معها دائماً، وبذل الجهود لمصلحة التوازن في السوق.
نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، أكد أن بلاده ستعود إلى مستوى إنتاج النفط، الذي كان قبل الأزمة في مايو 2022، بحسب اتفاقاتها الجديدة في إطار «أوبك+».
استقرار السوق
وأوضح نوفاك، أن زيادة إنتاج النفط كل شهر، اعتباراً من أغسطس بـ100 ألف برميل يومياً، ستسمح لروسيا بتسجيل عائدات إضافية تصل إلى 400 مليار روبل، إذا كان متوسط سعر النفط 60 دولارًا للبرميل.
المسؤول الروسي رجَّح إمكانية اتخاذ إجراءات تصحيحية جديدة في السوق النفطية، خلال اجتماع مقبل لـ«أوبك+» في سبتمبر المقبل.
وأشار نوفاك، إلى أن قرار «أوبك+» الذي سيؤدي إلى استقرار السوق النفطية، جاء بعد تدقيق دول التحالف توقعاتها لنمو الاقتصاد العالمي حتى 5.5-6%.
رد فعل سريع
وفي رد فعل سريع من أسواق النفط، على اتفاق «أوبك+»، تراجع الذهب الأسود، أكثر من 1%، متأثِّرا بقرار زيادة الإمدادات.
وبحسب وكالة رويترز، فإن خام برنت انخفض واحداً في المئة، مسجلاً 72.59 دولار للبرميل بحلول الساعة 00:37 بتوقيت غرينتش، بعدما خسر قرابة 3%، بينما تراجع الخام الأمريكي 94 سنتاً أو 1.3% عند 70.87 دولار للبرميل، بعد هبوطه زهاء 4%.
توقعات الأسواق
ورغم الانخفاض الطفيف في أسعار النفط، فإن بنك الاستثمار الأمريكي «غولدمان ساكس»، توقع ارتفاع أسعار الخام في المستقبل، لتصل إلى 80 دولارًا للبرميل.
وأضاف بنك الاستثمار الأمريكي «غولدمان ساكس»، أن اتفاق «أوبك+» يمثِّـل صعوداً دولارين للبرميل، مقابل 80 دولارا للبرميل، في توقعاته لسعر خام برنت في الصيف، وزيادة خمسة دولارات لتوقعاتها البالغة 75 دولاراً للبرميل العام المقبل.
وأشار إلى أن الاتفاق اشتمل على نقطتي تركيز بارزتين: زيادة معتدلة في الإنتاج، ستبقي السوق في حالة عجز في الأشهر المقبلة، إضافة إلى توجيهات لزيادة السعة التي ستكون مطلوبة في السنوات المقبلة، في ظِل تنامي نقص الاستثمار.
تفاعل كبير
وعقب توصل "أوبك+" إلى اتفاق، وتأكيدات وزيري الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، والإماراتي سهيل المزروعي، قوة العلاقات بين البلدين، احتفى المغرِّدون بتلك الكلمات، التي وصفوها بـ«التاريخية».
ودشن مغرِّدو مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاجات، تداولوا تحتها على نطاق واسع، المقطع المصوَّر من المؤتمر الصحفي، الذي تضمَّن كلمتي وزيري الطاقة في السعودية والإمارات، وأبرز قوة العلاقات الأخوية التي تجمع الرياض وأبوظبي.
فن حل الأزمات
المديرة العامة لوزارة الطاقة في السعودية، عبير العليان، قالت في تغريدة عبر حسابها بـ «تويتر»، عن كلمات وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان: «فن حل الأزمات بحِكمة وانسانية، هذا الرجل يستحق أن يكون شخصية عام 2021».
وقال الصحفي السعودي المتخصص في الاقتصاد عايص آل سويدان: «مقطع للتاريخ من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة... "كنتم تفترضون وبكل غطرسة، أنه ليس لدينا الموهبة الفنية ولا الذكاء والدبلوماسية، وكنتم في غفلة كبيرة عمّا يربطنا ببعضنا".
كاتب وصانع المحتوى السعودي عبدالله البندر، أشاد بدوره بتصريحات الوزير السعودي، قائلاً: عرّاب السياسة والطاقة، عرّاب الإنجازات، استطاعت حِنكة وحِكمة الأمير محمد بن سلمان، تجاوز جميع عقبات أسواق النفط، بإدارة جعلت أقوى دول العالم تقول: "مستعدون لدعم أي شيء تقوله المملكة العربية السعودية"، مشيرًا إلى أن «التاريخ سيحكي بطولات قائد أوبك».
الكبار يتحدَّثون
الصحفي السعودي الشهير إبراهيم السليمان، تساءل عبر حسابه الرسمي في «تويتر»: لماذا يغضبون من التوافق الخليجي؟ لماذا تهتز شياطينهم عندما تتحلحل الأمور وتتقارب وِجهات النظر بين دول الخليج العربي؟!
الإعلامي الإماراتي جمال الحربي، أشاد برد وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وتأكيده قوة العلاقات مع أبوظبي، قائلاً: عندما يتحدَّث الكبار يختفي جميع المتسلِّقين والمنتفعين ومحللي الغفلة.