سبق جيف بيزوس.. ريتشارد برانسون يلمس حافة الفضاء

حلَّقت الطائرة، نحو 50 دقيقة، قبل أن تطلق المركبة المعلَّقة أسفلها، التي شغلت محركها الخاص، حتى بلغت الفضاء، لتعود إلى الأرض بعد بضع دقائق، من دون مشكلة.

سبق جيف بيزوس.. ريتشارد برانسون يلمس حافة الفضاء

السياق

لمس ريتشارد برانسون، حافة الفضاء صباح الأحد، محقِّقًا طموحًا تملَّكه كثيرًا، وانتزع بذلك حقوق المفاخرة من منافسه جيف بيزوس، في السباق لفتح الفضاء شِبه المداري، أمام السياحة التجارية.

جاء الإطلاق، بعد 17 عامًا من بحوث، عابها التأخير وخيبة الأمل، إذ استهلك برانسون أكثر من مليار دولار من ثروته الشخصية. وتم تأجيل الرحلة 90 دقيقة، بعد أن فجَّرت عاصفة منتصف الليل، الغبار من الأراضي القاحلة، ما أدى إلى تأخير انطلاق المركبة.

لكن برانسون حقَّق حلمه، الذي يراوده منذ فترة طويلة، وهو إطلاق قطاع السياحة الفضائية، إذ أقلعت طائرته من قاعدة سبايسبورت أمريكا، في ولاية نيو مكسيكو وفيها ستة أشخاص منهم برانسون.

وحلَّقت الطائرة، نحو 50 دقيقة، قبل أن تطلق المركبة المعلَّقة أسفلها، التي شغلت محركها الخاص، حتى بلغت الفضاء، لتعود إلى الأرض بعد بضع دقائق، من دون مشكلة.

ووصف برانسون رحلته، بينما كان في المركبة المتجَّهة إلى الأرض، بأنها "تجربة فريدة في الحياة".

تأتي الرحلة، قبل تسعة أيام من موعد انطلاق مؤسس أمازون، جيف بيزوس، إلى الفضاء، عبر صاروخ طوَّرته شركته الفضائية الخاصة.

وبذلك يصبح برانسون، أول سائح وصل إلى الفضاء الخارجي، متفوِّقاً على رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك، مالك شركة تسلا، وجيف بيزوس، مالك شركة أمازون.

ويأمل برانسون، إطلاق قطاع السياحة الفضائية الناشئ، ويسعى إلى أن يكون أول ملياردير يصل إلى الفضاء، بمركبة تابعة لشركته الفضائية الخاصة.

كانت مهمة برانسون الرئيسة، خلال الرحلة، اختبار وتقييم هذه التجربة التي سيعيشها الزبائن المستقبليون.

ومنذ زمن، يسعى الملياردير البريطاني البالغ من العمر 70 عاماً، إلى خوض مغامرات خارقة، وتحقيق إنجازات رياضية.

وقبل أيام، كتب برانسون: "عندما كنت طفلاً، كنت أرغب في الانطلاق إلى الفضاء"، موضحاً أن هذا الأمر، الذي لم يكن وارداً لأبناء جيله، دفعه إلى ابتكار اسم "فيرجن غالاكتيك" لإطلاقه على شركة قادرة على جعل ذلك ممكناً.

لكن حادثاً تعرَّضت له مركبة تابعة لـ"فيرجن غالاكتيك" في الجو عام 2014 وأسفر عن مقتل الطيار أخَّر المشروع، وكاد يطيح هذا الهدف.

يذكر أن رحلة برانسون الفضائية، أقلعت من سبايسبورت أمريكا، القاعدة الفضائية التي أقيمت في صحراء نيومكسيكو، الواقعة على بعد أقل من مئة كيلومتر إلى الشمال من مدينة لاس كروسس.

وتم إنشاء هذه القاعدة، بمبادرة من "فيرجن غالاكتيك" لكن ولاية نيومكسيكو موَّلت الجزء الأكبر من المشروع، الذي يتضمَّن مدرجاً يتخطى طوله 3.6 كيلومتر ومبنى ومساحات مخصَّصة لعمليات الطيران ولاستقبال الزبائن المستقبليين.

وتعتزم "فيرجن غالاكتيك" بعد نجاح رحلة الأحد، إطلاق رحلتين تجريبيتين إضافيتين، ومن ثم إطلاق رحلات تجارية منتظمة، اعتباراً من عام 2022، وتطمح إلى إطلاق 400 رحلة في العام، من سبايسبورت أمريكا.

ودفع نحو 600 شخص حتى الآن، ثمن بطاقة السفر إلى الفضاء، بسعر يراوح بين 200 و250 ألف دولار.

وأعلنت شركة "فيرجن غالاكتيك"، عن مسابقة، تتيح للفائز الحصول على مقعدين على متن واحدة من الرحلات الفضائية للشركة المتوقع إطلاقها في أوائل عام 2022.

ومن المقرر أن تذهب جميع الأموال التي يتم جمعها إلى منظمة Space for Humanity غير الربحية، والتي تسعى إلى -ما أسمته- "دمقرطة الفضاء".