محكمة يابانية تقضي بسجن أمريكيَين متهمين بتهريب كارلوس غصن

اعترف تايلور ونجله -أمام محكمة في طوكيو في 24 يونيو الماضي-بتهمة مساعدة الرئيس التنفيذي السابق لشركة نيسان، بشكل غير قانوني، في الفرار من اليابان، نهاية عام 2019 مختبئاً في صندوق بطائرة خاصة.

محكمة يابانية تقضي بسجن أمريكيَين متهمين بتهريب كارلوس غصن
كارلوس غصن

السياق

أصدرت محكمة يابانية، قراراً بسجن أمريكيَين، أحدهما عامين والآخر عاماً وثمانية أشهر، على خلفية مساعدة كارلوس غصن، الرئيس السابق لتحالف رينو نيسان، في الفرار من اليابان، أواخر عام 2019.

وكان أب أمريكي وابنه، قد سجَّلا اعترافات قضائية، بمساعدة غصن، في الهرب من اليابان، مقابل الحصول على 1.3 مليون دولار.

ومنذ مايو الماضي، يُحاكم مايكل تايلور (60 عاماً) الذي أدين بالعقوبة الأشدّ، وابنه بيتر تايلور (28 عاماً)، في طوكيو في هذه القضية المدوِّية التي هزَّت اليابان.

وكانت السُّلطات الأمريكية، قد أوقفت المتهمَين في مايو 2020، قرب بوستون (شمالي شرق الولايات المتحدة)، بموجب مذكرة توقيف أصدرتها اليابان.

اعتراف المتهمَين

بعدما استنفدا كل الالتماسات الممكنة، سُلِّما في مارس الماضي إلى اليابان لمحاكمتهما، إذ يواجهان عقوبة تصل إلى السجن ثلاثة أعوام، بحسب وكالة فرانس برس.

واعترف تايلور ونجله -أمام محكمة في طوكيو في 24 يونيو الماضي-بتهمة مساعدة الرئيس التنفيذي السابق لشركة نيسان، بشكل غير قانوني، في الفرار من اليابان، نهاية عام 2019 مختبئاً في صندوق بطائرة خاصة.

وعبَّـر تيلور الأب، عن ندمه الشديد على أفعاله، وقال: "أعتذر بصدق عن التسبُّب في متاعب للنظام القضائي والشعب الياباني". وردَّ تيلور بالإيجاب، عندما سأله ممثل الادعاء، إن كان يعتقد أن غصن كان ينبغي أن يظل في اليابان.

وأضاف الابن بيتر للقضاة: "قضيت أكثر من 400 يوم في السجن، وكان لديّ الكثير من الوقت للتفكير... أتحمَّل المسؤولية كاملة، وأعبِّـر عن ندمي الشديد على أفعالي".

اختفاء مفاجئ

أواخر ديسمبر 2019، فوجئت اليابان، بنبأ هروب كارلوس غصن إلى مسقط رأسه لبنان، بعدما كان ممنوعاً من مغادرة البلاد، عقب الإفراج عنه بكفالة قدرها 8.9 مليون دولار، بانتظار محاكمته بتهم اختلاس أموال.

لكن غصن، الذي يحمل الجنسيات اللبنانية والفرنسية والبرازيلية، نجح بمغادرة منزله في طوكيو بهدوء، متجهاً إلى أوساكا (غرباً) في قطار فائق السرعة، مرتدياً قناعاً ونظارتين لتجنُّب التعرُّف إليه.

وتم التعرُّف إلى الرجلين، اللذين رافقاه وسافرا معه، في طائرة خاصة من مطار أوساكا، من خلال مشاهد كاميرات المراقبة، وهما مايكل تايلور وجورج أنطوان زايك، وهو رجل من أصل لبناني، لا يزال متوارياً عن الأنظار.

المتهمان انتحلا صفة موسيقيَين، وتمكنا من تحميل أمتعتهما، من دون تمريرها عبر التفتيش الأمني، إذ إنه كان مسموحاً بذلك في اليابان، لركاب الطائرات الخاصة.

ويعتقد المحقِّقون أن كارلوس غصن، اختبأ في صندوق كبير مخصَّص لمعدات صوتية، كانت فيه ثقوب صغيرة، ليتمكَّن من التنفُّس.

وانتقل الرجال الثلاثة إلى إسطنبول، بينما ركب غصن طائرة أخرى إلى لبنان، الذي لم يغادره حتى الآن.

هروب أكثر وقاحة

كان بيتر تايلور في طوكيو قبل عملية الفرار، والتقى غصن مرات عدة في اليابان، في الأشهر السابقة، وغادر بعدها البلاد بمفرده في طائرة متجهاً إلى الصين.

وجاء في مستند للمدعين الأميركيين، أن فرار غصن "إحدى عمليات الهروب الأكثر وقاحة، والمدبَّرة بأفضل الطرق في التاريخ الحديث".

وغصن مستهدف حالياً، بمذكرة توقيف في اليابان، مع طلب توقيفه من الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول)، إلا أنه لا يزال بعيد المنال في لبنان، الذي لا يسلِّم مواطنيه.

بدوره، يقول غصن إنه "لم يفر من العدالة" إنما أراد "الهروب من الظلم" في اليابان.

وقد بقي متكتماً على ظروف هروبه "لحماية الذين جازفوا" بمساعدته، إلا أنه أكد أنه لم يورِّط أفراداً من عائلته في الأمر.