قصة لاجئ سوري بلغ الأولمبياد في اليونان.. بعد أن فقد قدمه في بلاده
من انطفاء حياته إلى شعلة الأولمبياد... قصة لاجئ سوري لم يستسلم لفقدان قدمه وحقق نجاحات مبهرة

السياق
«إذا كانت لديك القوة، فلا تنظر لترى ما إذا كنت قد فقدت ذراعًا أو ساقًا»، هكذا أبدى لاجئ سوري في اليونان، سعادته بحياته، التي انقلبت رأسًا على عقب، بعد إصابته بانفجار، خلال الحرب في بلاده.
فمن لاجئ سوري، فَقَدَ أحد أطرافه في بلاده، وهاجر في بلد غريب يعيش فيه حياة على الهامش، إلى أحد المنافسين في أولمبياد طوكيو 2020، محطات عدة، بين المعاناة والتحدي والأمل، ليثبت أن «القوة تأتي من الداخل».
بداية القصة
بداية القصة، كانت قبل نحو 9 أعوام، في مدينة دير الزور بسوريا، وتحديدًا عام 2012، عندما كان أحد أصدقاء إبراهيم الحسين يزوره، مشيرًا إلى أنه عندما غادر صديقه، أصيب الأخير بالرصاص، فركض نحوه لمساعدته.
وقال اللاجئ السوري، في تصريحات لوكالة أسوشيتيد برس: "كنت على وشك نقل صديقي، إلى مكان آمن أو مستشفى، لكن لسوء الحظ حالما وصلت إليه، بعد خمس ثوانٍ أو أقل حدث انفجار بجانبي".
رحلة القارب الخطرة
صديقه نجا من الحادث، بينما تلقى إبراهيم الحسين العلاج الطارئ في عيادة مؤقَّـتة، قبل نقله إلى تركيا، ليحيا حياة على الهامش، عاني فيها صعوبات جمة في التنقُّـل، إلا أنه قرر القيام برحلة القارب الخطرة إلى اليونان، في فبراير 2014.
وأضاف الحسين: "في الأيام الأولى عندما أتيت إلى اليونان، وجدت طبيباً ساعدني. بعد ذلك قررت البقاء هنا. لقد وجدت ما كنت أبحث عنه، ولم يكن لدي سبب لمواصلة البحث".
الحسين التقى طبيبًا، وافق على علاجه وتزويده بأطراف صناعية، وبدأ يشعر وكأنه بمنزله في اليونان، بحسب الوكالة الأمريكية، التي قالت إنه بعد عام، دخل المسبح مرة أخرى، حيث سبح مع نادٍ مقره المركز الأولمبي المائي في أثينا.
تحقيق الحلم
اللاجئ السوري قال: "صدفة، شاهدت مسابقات السباحة الأولمبية لعام 2004 عبر التلفزيون، عندما أقيمت في المكان نفسه، وكنت أحلم بالتنافس هناك.
وتقول «أسوشيتيد برس»: إن عودة الحسين مرة أخرى إلى المسبح، أدت في النهاية إلى دخوله المنافسة مجدداً، على المستوى المحلي أولاً، ثم أبعد من ذلك، مؤكدة أن نجاحه كسبّاح، جذب الانتباه في اليونان، ما أدى إلى دعوته لحمل الشعلة الأولمبية، كجزء من تتابع ألعاب ريو دي جانيرو 2016.
إعادة البناء
وأشارت إلى أنه من هناك، تم الاتصال به بشأن السباحة لفريق اللاجئين الجديد، التابع للجنة البارالمبية الدولية، ليصبح الحسين، بعد ما يقرب من عقد من الزمان، على أبواب دورة الألعاب الأولمبية الثانية للمعاقين في طوكيو، عازيًا الفضل في ما وصل إليه، إلى السباحة التي ساعدته في إعادة بناء حياته والاندماج بعد هجرته إلى اليونان.
ففي مجمع السباحة الخارجي، في دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية لعام 2004 في أثينا، يقوم الحسين بتمديد وإزالة ساقه الصناعية، في بقعة مظللة، قبل نزول الماء، بساعتين من التدريب، تحت أشعة الشمس الحارقة.
ويقول الحسين: بدأت السباحة عندما كان عمري 5 سنوات. والدي كان مدربي في بلدي سوريا، مشيرًا إلى أنه يشعر براحة، عندما يكون في الماء، رغم الإرهاق والتدريبات والجهود التي يبذلها.
ويضيف الحسين: «أنا أعتبر نفسي مثل السمكة. يبدو الأمر كما لو أنني لن أتمكَّـن من العيش بعيدًا عن الماء. في اليوم الذي لا أتدرَّب فيه لسبب أو لآخر، غالبًا ما أشعر بالضيق والكآبة».
حرب سوريا
وبحسب «أسوشيتيتد برس»، فإن الصراع في سوريا، سلَّط الضوء على الهجرة عام 2016، فمنظمو الأولمبياد وأولمبياد المعاقين، منحوا الرياضيين اللاجئين مجالًا للمنافسة، في واقعة لم تكن تحدث قبل ذلك، إذ كان يشترط دعم السُّـلطات في بلدانهم الأصلية.
لقد توسَّعت المبادرة. كان الحسين أحد لاجئين بارالمبيين في ريو، لكنهم سيكونون ستة هذه المرة، إنه يأمل الوصول إلى النهائيات، رغم أن جائحة الفيروس التاجي عطَّلت خُطط تدريبه.
وتقول «أسوشيتيد برس»، إن الحسين دائم الثناء على الحياة في القرية البارالمبية، مع رياضيين من جميع أنحاء العالم، ويقول إنه يريد تقديم مثال إيجابي، للاجئين الآخرين ذوي الإعاقة.
ويختم الحسين تصريحاته للوكالة الأمريكية: "أنت تتطلع قدماً للوصول إلى هناك، إذا كنت تعمل، إذا كنت متأكدًا، فستصل إلى هناك، إذا كان لديك حلم، إذا قمت بعملك، فستأتي اللحظة، ستأتي".