بعد عقود من إثارة القضية... مغربي يزعم حل لغز سفاح أمريكا
سفاح أمريكا يثير الجدل مجددًا بعد 5 عقود... فهل حُلَّت القضية؟

ترجمات - السياق
نجح ثلاثيني فرنسي، من أصول مغربية، في فك شيفرتين متبقيتين من أربع شيفرات، أرسلها السفاح المعروف بـ"زودياك" الذي حيَّـر السُّلطات الأمريكية منذ 51 عامًا.
وفي حين تتهم السلطات الأمريكية القاتل المتسلسل، بارتكاب خمس جرائم قتل مروعة في كاليفورنيا، في ستينات القرن الماضي، اعترف الأخير، في رسائله، بأن عدد ضحاياه 37 قتيلاً على الأقل.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز، في تقرير، إن السُّلطات الأمريكية فشلت حتى اليوم، في محاولات القبض عليه، في قضية ما زالت معلَّقة، بسبب عدم تمكُّن الشرطة من حل أربع شيفرات، باستخدام الأحرف الأبجدية والرموز، أرسلها القاتل إلى وسائل الإعلام في المدة من يوليو 1969 إلى أبريل 1970.
وبعد وقت قصير من إرسال تلك الشيفرات، تمكّنت السلطات من فك أولاها، والمكوَّنة من 408 أحرف، قال القاتل فيها إنه "يحب قتل الناس".
5 عقود بلا حل
وبعد 50 عامًا، وتحديدًا في ديسمبر الماضي، تمكّن الخبير الأمريكي، ديفيد أورانشاك، من فك شيفرة أرسلها زودياك إلى صحيفة سان فرانسيسكو كرونيكل عام 1969، وحملت رقم 340، مكوَّنة من 340 حرفًا.
وتبقّت بذلك شيفرتان، إحداهما مكوَّنة من 32 رمزًا، والأخرى من 13 رمزًا، إلا أن الفرنسي فيصل الزيراوي، الذي درس في إحدى أكبر كليات الهندسة في باريس، أثار ضجة كبيرة على مواقع الإنترنت، بعد إعلانه مؤخرًا نجاحه، خلال أسبوعين اثنين فقط، في فك آخر شيفرتين، إحداهما تحدِّد هوية القاتل.
مفتاح تشفير
الزيراوي قال إنه فك الشيفرتين المتبقيتين، باستخدام مفتاح تشفير، ظهر في ديسمبر الماضي، وتقنيات لفك الشيفرات، مشيرًا إلى أنه استطاع فك الشيفرة الأولى وظهر له "LABOR DAY FIND 45.069 NORT 58.719 WEST"، وهي إحداثيات تستند إلى المجال المغناطيسي للأرض.
وزعم الزيراوي، أنه تمكّن من فك الشيفرة، التي من المفترض أن تكشف اسم القاتل، باستخدام مفتاح التشفير نفسه، لفك الشيفرة السابقة وتقنيات أخرى، ليصل إلى كلمة "KAYR"، التي أدرك أنها تشبه الاسم الأخير لورانس كاي، الرجل الذي كان يعيش في ساوث ليك تاهو، والذي كان مشتبهًا به في القضية، وقد تُوفي عام 2010.
تشكيك
ورغم أن صحيفة نيويورك تايمز، قالت إن الخطأ المطبعي ورد في الشيفرات السابقة، فإن تشابه الاسم وموقع الرجل، أكبر من أن يكون مصادفة.
وشكّك الخبير الأمريكي أورانشاك، الذي فك الشيفرة الثانية قبل أشهر، في صحة رواية الزيراوي، قائلاً، إن "مئات المقترحات لحل الشيفرتين كانت موجودة بالفِعل، وأنه من المستحيل عمليًا، تحديد ما إذا كان أي منها صحيحًا".
وحذفت بعض المنتديات، إحدى مشاركات الزيراوي التي أثار فيها توصُّله إلى حلول بشأن القضية، بينما استنكرت مواقع أخرى نظرياته.
نهاية المباراة
وقال يوسف الزيراوي شقيقه والصحفي في المغرب: "دخل وأخبرهم نهاية المباراة، إلا أن هؤلاء الناس لا يريدون أن تنتهي اللعبة".
ويرى كثيرون من عشاق زودياك، أن الشيفرتين المتبقيتين غير قابلتين للحل، لأنهما أقصر من أن تحددا مفتاح التشفير، مشيرين إلى أن عددًا لا حصر له من الحلول يمكن أن ينجح، ما يجعل التحقُّق شِبه مستحيل.
وامتنع مكتب التحقيقات الفيدرالي وإدارة شرطة سان فرانسيسكو، اللذان أرسل إليهما الزيراوي نتائجه، عن التعليق، مستشهدين بالتحقيق الجاري.
بارقة أمل
لكن أستاذ التشفير، الأستاذ في مدرسة إيكول نورمال سوبريور في باريس ديفيد نقاش، واختصاصي التشفير في المعهد الوطني الفرنسي لبحوث العلوم والتكنولوجيا الرقمية إيمانويل تومي، قالا إن أساليب فك الشيفرة التي اتبعها الزيراوي كانت سليمة، ويجب أن يدرسها المحققون والشرطة.
ولا يزال من غير الواضح، ما إذا كانت القضية التي استهلكت -لعقود من الزمن- محققي الشرطة، وولَّدت العشرات من الادعاءات الأغرب من الخيال، ستُحل على الإطلاق.