قضية الناشط علاء عبد الفتاح تعود إلى الواجهة.. فلماذا الآن؟
شرعت السلطات المصرية بالإفراج عن سجناء في قضايا عدة خلال الفترة الماضية، وبدء حوار مع شخصيات تحسب في أوساط كثيرة على المعارضة

السياق
شرعت السلطات المصرية بالإفراج عن سجناء في قضايا عدة خلال الفترة الماضية، وبدء حوار مع شخصيات تحسب في أوساط كثيرة على المعارضة، كذلك نشرت -بشكل متتابع- قوائم عفو رئاسية عن عدد من المحتجزين.
القرارات المصرية قوبلت بإشادات كبيرة من قوى سياسية مختلفة داخل البلاد، بينهم المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، الذي أثنى على خطوات القيادة المصرية، بالإفراج عن بعض المدانين الصادر بحقهم أحكام قضائية ونهائية، في قضايا متعلقة بالسياسة والأمن.
وبينما تواصل لجنة العفو الرئاسية أعمالها، لإعداد قوائم المدانين الذين تنطبق عليهم الشروط، تمهيدًا للإفراج عنهم خلال الفترة المقبلة، وجَّهت الرئاسة المصرية، بتذليل المعوقات والمشكلات لعودة المفرج عنهم إلى عملهم أو دراستهم.
وبين أولئك الذين ينتظرون دورهم في الإفراج، الناشط السياسي علاء عبد الفتاح، المسجون منذ ديسمبر 2021، بتهمة نشر أخبار كاذبة، إلا أنه بدأ إضرابًا عن الطعام منذ 219 يومًا احتجاجًا على ظروف اعتقاله وسجنه.
وبينما تقول السلطات المصرية إن علاء عبد الفتاح كان يتسلم وجبات الطعام، وإنه نُقل إلى سجن بظروف أفضل، إلا أن الناشط السياسي دخل –الأحد- في إضراب عن الماء، بالتزامن مع انطلاق قمة المناخ التي تستسضيفها مصر، في محاولة لتسليط الضوء على قضيته، وجذب المزيد من الاهتمام إليها، خاصة أنه يحمل الجنسية البريطانية.
وتستضيف مصر من الأحد حتى الثامن عشر من الشهر الجاري عشرات آلاف المشاركين في "كوب 27" بشرم الشيخ، بينهم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، الذي تحاول أسرة علاء عبالفتاح دفعه لإثارة قضية نجلهم، خلال محادثاته مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
الجنسية البريطانية
وفي محاولة من أسرته «للضغط» على السلطات المصرية، حصل علاء عبدالفتاح على الجنسية البريطانية في أبريل الماضي، من خلال والدته المولودة في بريطانيا، في مسعى لإشراك الحكومة البريطانية في قضيته.
وفي سبيل ذلك، حطت شقيقة علاء عبدالفتاح، رحالها في شرم الشيخ بالتزامن مع "كوب 27"، قائلة إنها موجودة «للضغط على جميع القادة القادمين، خاصة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، من أجل الإفراج عن شقيقها علاء».
وفي مقابلة مع وكالة رويترز، قالت سناء سيف: «أنا سعيدة لأني هنا. لقد نجحت. آمل أن يتحقق ذلك مع علاء أيضًا. أنا هنا لأبذل قصارى جهدي لمحاولة تسليط الضوء على قضية أخي وإنقاذه. اليوم أخذ كوبه الأخير وأنا قلقة حقًا».
ماذا قال سوناك عن علاء عبدالفتاح؟
وبينما يبدو أن محاولات الأسرة آتت أكلها، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، إنه سيثير قضية السجين المصري البريطاني المضرب عن الطعام علاء عبدالفتاح مع القيادة المصرية، خلال قمة المناخ.
وأكد سوناك، في خطاب إلى سناء سيف، شقيقة عبدالفتاح في الخامس من نوفمبر، نشرته الأسرة على صفحات التواصل الاجتماعي، أن قضية شقيقها مازالت أولوية للحكومة البريطانية، وأنها أثيرت مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مرات عدة.
وتابع رئيس الوزراء البريطاني سوناك في خطابه: «سأواصل التأكيد للرئيس السيسي للأهمية التي نوليها لحل سريع لقضية علاء»، مضيفًا: «وجود المملكة المتحدة في (كوب27) فرصة مجددة لإثارة قضية شقيقك مع القيادة المصرية».
شقيقة سيف الأخرى منى، تخطط لتنظيم فعالية مع منظمة العفو الدولية و«هيومن رايتس ووتش» وقافلة المناخ الألمانية للدفاع عن شقيقها، قائلة عبر "تويتر": «نأمل أن يخرج من السجن بأمان قريبًا. كل ما نطلبه هو إنهاء هذه الحقبة وأفراد العائلة جميعها بأمان».
تطورات حالة علاء عبدالفتاح
تقول أسرة عبد الفتاح، إنه كان يستهلك القليل من السعرات الحرارية وبعض الألياف، إلا أن سناء سيف، قالت بعد زيارة عائلية له بالسجن في أكتوبر الماضي: «علاء بقى ضعيف، شكله زي الهيكل العظمي».
وأوضحت أنه أخبرهم بأنه سيتوقف عن تناول العسل والشاي والحليب، في الأول من نوفمبر، وأنه يعتزم التوقف عن شرب الماء بدءًا من الأحد الماضي.
وأضافت أن شقيقها كان يتناول 100 سعرة حرارية فقط في اليوم، على شكل ملعقة عسل والقليل من الحليب في الشاي، وسيبدأ إضرابًا عن الطعام الأحد.
وأوضحت سناء أن الأسرة تلقت اتصالًا هاتفيًا من وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي –الأربعاء- والتقت الخميس وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطاني طارق أحمد.
وفي رسالة مفتوحة نُشرت الأربعاء، دعا 15 من الحائزين جائزة نوبل، مصر للإفراج عن عبدالفتاح.