أزمة غذاء عالمية على المحك... هل استغلت أوكرانيا الممر الآمن لتصدير الحبوب لضرب روسيا؟
روسيا ترد على اتهامات الغرب: سنوزع آلاف الأطنان من الحبوب مجانًا

ترجمات - السياق
قرار روسيا الانسحاب من اتفاق البحر الأسود، الذي جاء بوساطة أممية وتركية، ويقضي بالسماح بمرور شحنات الحبوب إلى الدول المستوردة، أحدث دويًا هائلًا وهز الأسواق العالمي،ة ودفع أسعار القمح إلى الارتفاع، وسط اتهامات وجَّهتها الدول الغربية إلى موسكو، لكن الأخيرة أعلنت استعدادها لمساعدة "الدول المحتاجة".
وقال مندوب روسيا الدائم في فيينا، ميخائيل أوليانوف، إن بلاده مستعدة لتوريد 500000 طن من الحبوب، وإن تلك الكميات من الحبوب ستصل إلى البلدان المحتاجة مجاناً.
جاء قرار روسيا تعليق العمل "بالاتفاق" بعدما أعلنت عثورها على حطام مسيّرات هاجمت -السبت الماضي- أسطولها في "سيفاستوبولبشبه" بجزيرة القرم، مشيرة إلى أنها استخدمت الممر الآمن المخصص لتصدير الحبوب.
واحتملت أن تكون إحدى تلك المسيّرات أطلقت من سفينة مدنية مستأجرة بموجب مبادرة البحر الأسود.
الدول الفقيرة
و أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه سيحاول إنقاذ الصفقة قائلًا: "رغم أن روسيا مترددة في هذه القضية، فإننا سنواصل بشكل حاسم جهودنا لخدمة الإنسانية".
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار لنظيره الروسي، إنه يتوقع أن "تعيد موسكو النظر" في قرار الانسحاب من الاتفاق، لأن مبادرة الحبوب يجب أن تبقى منفصلة عن النزاع .
وساعدت علاقات تركيا الوثيقة بكييف وموسكو في التوسط لإنجاز الاتفاق المدعوم من الأمم المتحدة في يوليو .
وحذر محللون من أن انسحاب روسيا من الاتفاق سيضر بالدول الفقيرة، حيث قالت لجنة الإنقاذ الدولية إنه ستكون له "عواقب كارثية" على الإمدادات الغذائية.
وبموجب الاتفاق، ضمنت موسكو مرورًا آمنًا لسفن البضائع، التي تحمل الحبوب من موانئ البحر الأسود التي كانت محاصرة.
وقالت السلطات الأوكرانية، إن التعليق أثر -على الفور- في 218 سفينة.
ومن هؤلاء، غادر 95 موانئها بالفعل، وكان 101 تنتظر جمع الحبوب و22 تم تحميلها في انتظار الإبحار.
الجدير بالذكر أن أوكرانيا -المعروفة منذ زمن طويل بسلة الخبز في أوروبا- خامس أكبر مصدر للقمح في العالم.
رد روسيا
ورغم تعليق روسيا العمل بالاتفاقية، فإن أوكرانيا أكدت مرور 12 سفينة محملة بالحبوب، غادرت موانئها عبر البحرالأسود.
وقال أولكسندر كوبراكوف، وزير البنية التحتية الأوكراني، إن "12 سفينة غادرت الموانئ الأوكرانية" وأربعًا أخرى متجهة نحو الساحل الأوكراني للتحميل.
وليس من الواضح كيف ترد روسيا على شحنات الاثنين، حيث شكك ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في جدوى استمرار شحنات تصدير الحبوب الأوكرانية البحرية من دون دعم روسيا.
ونقلت وكالة أنباء إنترفاكس عنه قوله: "في الظروف التي تتحدث فيها روسيا عن استحالة ضمان سلامة الملاحة في هذه المناطق، فإن مثل هذه الصفقة بالكاد تكون مجدية، وتتخذ طابعًا مختلفًا: أكثر خطورة وغير مضمونة".
وقال من دون توضيح ما إذا كانت روسيا ستحاول وقف هذه الشحنات: "الاتصالات مستمرة بالجانب التركي، وكذلك بالأمم المتحدة من خلال الدوائر الدبلوماسية وغيرها".
وقالت شركات التأمين في Lloyd’s of London التي توفر غطاءً للحبوب والأطعمة الأخرى، التي تُشحن من أوكرانيا بموجب اتفاقية البحر الأسود، إنها ستوقف عرض الأسعار على الشحنات الجديدة حتى الاتفاق على صفقة جديدة.
بينما دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كييف إلى ضمان سلامة السفن التي تعبر ممر تصدير الحبوب، موضحًا أنها تشكل "تهديدًا لأمن السفن الأخرى".