بعد وفاة إبراهيم منير.. مَنْ خليفته وما شكل الصراع على جسد الإخوان؟

 ماذا نعرف عن الساعات الأخيرة في حياة منير؟ ومن خليفته المحتمل؟ وكيف تؤثر وفاته في الصراع داخل تنظيم الإخوان؟.. السياق تجيب عن تلك الأسئلة في هذا التقرير.

بعد وفاة إبراهيم منير.. مَنْ خليفته وما شكل الصراع على جسد الإخوان؟
إبراهيم منير

السياق (خاص)

مشهد دراماتيكي جديد، بات الصراع بين جبهتي «الإخوان» على أبوابه، خاصة بعد وفاة نائب المرشد إبراهيم منير، قبل حسم ذلك الملف الذي يهدد كيان التنظيم «الإرهابي»، وإرث مؤسسه حسن البنا.

في ساعة مبكرة من صباح الجمعة، أعلن تنظيم الإخوان «الإرهابي»، وفاة نائب المرشد العام لجماعة الإخوان والقائم بأعماله إبراهيم منير، عن عمر ناهز 85 عامًا، بمقر إقامته في العاصمة البريطانية لندن.

وبينما تمثل وفاة إبراهيم منير قُبلة الحياة لجبهة اسطنبول بقيادة محمود حسين، التي ستعمل على تقديم نفسها كوريث شرعي وتاريخي للجماعة، ستكون جبهة لندن بالمرصاد، ما ينذر بتطورات خطيرة للصراع، بعد وفاة نائب مرشد الجماعة، الذي كان يتمتع بالحكمة والدهاء، بشكل لم يسمح لصراع جبهتي الإخوان لأن يخرج عن طور المناوشات.

وبينما يعاني التنظيم «الإرهابي» لحظات فارقة في تاريخه، تجد جبهتا الإخوان نفسيهما في مفترق طرق، بوفاة إبراهيم منير، بحسب مراقبين أكدوا أن الصراع سيزداد اشتعالًا، كون الخلاف ليس في وجهات النظر، بل على من يكون ممثلًا للجماعة.

 فماذا عن الساعات الأخيرة في حياة منير؟ ومن خليفته المحتمل؟ وكيف تؤثر وفاته في الصراع داخل تنظيم الإخوان؟

«السياق» تجيب عن تلك الأسئلة في هذا التقرير.

مصادر قريبة الصلة من جبهة إبراهيم منير، كشفت في تصريحات لـ«السياق»، تفاصيل الساعات الأخيرة قبل وفاة نائب المرشد، قائلة، إنه حضر اجتماعا عُقد مساء الخميس، في العاصمة البريطانية لندن، لمناقشة دعوات التظاهر في مصر المعروفة إعلاميًا باسم «11/11».

وبينما قالت المصادر، إن منير أكد خلال اجتماع الخميس، ضرورة التعامل مع الاحتجاجات المزعومة بإيجابية، أكدت أنه لم يتمكن من حضور الاجتماع إلى نهايته، بسبب شعوره بتعب توفي إثره بعد ساعات قليلة.

بينما قال القيادي الإخواني خالد حمدي، عبر «تويتر»، إنه أثناء لقاء لمنير مع إخوانه عن بُعد، قام ليتوضأ فعاد من وضوئه وهو يتوجع من بعض الألم في رأسه، مضيفًا أن ذلك الوجع تبين في ما بعد أنه جلطة في المخ أدت إلى وفاته بعدها بساعات.

 

مَنْ إبراهيم منير؟

إبراهيم منير، أحد القيادات التاريخية داخل تنظيم الإخوان، وُلد عام 1937 بمدينة المنصورة بدلتا مصر، وتخرج في كلية الآداب جامعة القاهرة عام 1952.

انضم منير إلى تنظيم الإخوان في شبابه، بينما حُكم عليه عام 1965، من القضاء المصري بالإعدام، ثم خُفف للسجن عشرة أعوام، ليطلق سراحه عام 1975.

وفي ستينيات القرن الماضي، بدأ منير كتابة التقارير والإجابة عن التساؤلات وشرح الوثائق والبيانات والمصطلحات التنظيمية، امتثالًا لأوامر ضابط كبير في المباحث العامة، بحسب تصريحات تلفزيونية لنائب مرشد الإخوان الراحل، بُثت قبل أعوام.

عام 2009، حكم عليه غيابيًا بالسجن 5 سنوات، في ما عُرفت إعلاميًا بقضية «التنظيم الدولي للإخوان»، قبل أن يتدخل الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي عام 2012، ويصدر قرارًا رئاسيًا بالعفو عنه.

واتخذ منير من العاصمة البريطانية لندن مقرًا لإقامته، وتولي إدارة ملف العلاقات الخارجية للتنظيم، بينما ظهر قبل عامين، كأحد قطبي الانشقاق والصراع داخل الجماعة، التي انقسمت إلى جبهتين، إحداهما يقودها منير وعُرفت بجبهة لندن، والأخرى يقودها محمود حسين وعُرفت بجبهة اسطنبول.

 

هل ينتهي الصراع بوفاة منير؟

الباحث في شؤون الحركات الإسلامية والإرهاب الدولي منير أديب، قال في تصريحات لـ«السياق»، إن وفاة إبراهيم منير ستؤثر في الصراع بين الجبهتين المتناحرتين، إلا أن ذلك لن يكون إيجابيًا، في اتجاه حسم الخلاف، خاصة أن إبراهيم منير الذي كان يبلغ من العمر حين اشتد الخلاف بين الجبهتين قبل عامين 83 عامًا، عين نائبًا له ليتولى المسؤولية من بعده.

وتوقع الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، أن يتولى القيادي الإخواني محيي الدين الزايط، المسؤولية بعد وفاة إبراهيم منير، مشيرًا إلى أن وفاة شخص لن تؤثر في الصراع داخل التنظيم، خاصة أنه ليس فرديًا وإنما مرتبط بجبهتين، كل منهما ترى أنها الجماعة وأن من يناقشها ويخاصمها لا يعتبر.

«فهؤلاء أعفوا أنفسهم من التنظيم» جملة شهيرة قالها إبراهيم منير كشفت حالة الاستقطاب بين الجبهتين، وتشير إلى أن الخلاف لن يحسم، كونه ليس شكليًا ولا رمزيًا، وإنما على من يكون ممثل الجماعة، بحسب منير أديب.

وأكد الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، أن الانقسام والخصومة داخل جماعة الإخوان مستمرين، محذرًا من اشتعاله بعد وفاة إبراهيم منير، الذي كان يتمتع ببعض الحكمة والدهاء، وهو ما لا يتوافر في خلفائه، أو لدى جبهة محمود حسين المنافسة.

 

الفرصة الوحيدة

بدوره، قال الكاتب والباحث في الحركات الإسلامية والإخواني السابق سامح عيد، إن الانشقاق الذي ضرب مفاصل جماعة الإخوان، خاصة آخر عامين، يجعل من الصعب التئامها مرة أخرى، مشيرًا إلى أن جبهة منير تضم عددًا من القيادات الكبيرة تنظيميًا مثل محمد البحيري وآخرين، سيتيح لها الأريحية في ترشيح بديل لقائدها السابق.

وأوضح عيد، في تصريحات لـ«السياق»، أن الفرصة «الوحيدة» أمام الإخوان للم الشمل وحسم الصراع داخل الجماعة، قد تكون في خروج أحد قيادات الإخوان من السجون المصرية.

من جانبه، قال الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية محمود علي، إن وفاة إبراهيم منير، ستشعل أزمة الصراع داخل الجماعة، وستدفع جبهة محمود حسين إلى تقديم نفسها كوريث شرعي وتاريخي لها.

ورغم ذلك، فإن محمود علي، قال في تصريحات لـ«السياق»، إن فرص محمود حسين، للسيطرة على الجماعة تتراجع، خاصة أن جبهة منير تنظر له باعتباره يقفز على التنظيم، لذا ستعمل بكل قوتها على مواجهته وإبعاده.

وأشار الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، إلى أن الصراع داخل جماعة الإخوان لن يحسم إلا بأحد أمرين، الأول حسمه من قبل قيادات الإخوان المودعة بالسجون المصرية، والآخر بتدخل أي من القوي الإقليمية ذات المصلحة.