شبح الخيارات العسكرية.. هل توجه أمريكا وإسرائيل ضربة لإيران؟

قال الجنرال فرانك ماكنزي: نحن نحتفظ بالقدرة على التعزيز بسرعة كبيرة جدًا، إذا أصبح ذلك ضروريًا، وأعتقد أن هذه الحقيقة لم تغب عن إيران.

شبح الخيارات العسكرية.. هل توجه أمريكا وإسرائيل ضربة لإيران؟

ترجمات – السياق

خيارات عسكرية تلوح في الأفق، بينما تتهيأ واشنطن وتل أبيب لـ«أسوأ سيناريو» لتدمير المنشآت النووية الإيرانية وردع طهران، حال فشل الدبلوماسية، وتحطم صخرة مفاوضات فيينا.

وحذر الجنرال فرانك ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأمريكية، في تصريحات لـ«فايننشال تايمز»، من «مجموعة قوية من الخيارات العسكرية» لردع إيران، التي وسعت برنامجها النووي وترسانتها من الصواريخ البالستية.

وقال الجنرال فرانك ماكنزي: نحن نحتفظ بالقدرة على التعزيز بسرعة كبيرة جدًا، إذا أصبح ذلك ضروريًا، وأعتقد أن هذه الحقيقة لم تغب عن إيران.

ورغم ذلك، فإن المسؤول العسكري الأمريكي، قال إن المشاركة الدبلوماسية هي المسار الأول والأفضل، لمعالجة البرنامج النووي الإيراني سريع التطور والقدرات العسكرية، التي قال إنها تشمل الصواريخ البالستية وصواريخ كروز والطائرات من دون طيار التي وصفها بـ«الفتاكة».

 

التهديد الأكبر

وقال ماكنزي: «اسمحوا لي بتوضيح أن تصميمنا وهدفنا أن تقود الدبلوماسية في الوقت الحالي، فهذا هو أفضل طريق للمضي قدمًا للجميع، وتحتاج إيران فقط إلى إدراك ذلك»، واصفًا التهديد من إيران بأنه الأكبر في المنطقة.

وقال الجنرال ماكنزي، إن التحليقات الأخيرة للقاذفات الاستراتيجية الأمريكية، بالاشتراك مع طائرات مقاتلة حليفة من المملكة العربية السعودية وإسرائيل والبحرين ومصر، كانت تهدف إلى إرسال رسالة إلى طهران وأصدقائها، بأنه ينبغي عليهم القلق.

من جانبه، قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية لـ«فايننشيال تايمز»، إن وفدًا أمريكيًا سيزور كوريا الجنوبية واليابان، لتعزيز الامتثال للعقوبات المفروضة على إيران.

المسؤول الكبير قال إنه بالنظر إلى نتيجة الجولة الأخيرة من المحادثات، والتقدم المستمر في المنشآت النووية الإيرانية، فإن الولايات المتحدة «تضع الأساس لمسار آخر»، مشيرًا إلى أنه إذا لم تتمكن الدبلوماسية من المضي قدمًا في المسار الصحيح قريبًا، وإذا استمر البرنامج النووي الإيراني في التسارع، لن يكون لدينا خيار لاتخاذ إجراءات إضافية لتقييد القطاعات المدرة للإيرادات في إيران.

وبينما رفض المسؤول الإفصاح عن مزيد من التفاصيل، قائلًا: «لن ندخل في مزيد من التفاصيل في هذا الوقت»، حذر دبلوماسيون كبار من أنه «من غير الواضح كيف يمكن سد هذه الفجوات الجديدة، في إطار زمني واقعي على أساس المسودات الإيرانية».

 

استعداد عسكري

يأتي ذلك، بينما أعرب قادة عسكريون أمريكيون وإسرائيليون عن «قلقهم الشديد» خلال اجتماع البنتاغون بشأن التقدم النووي الإيراني، فإسرائيل كشفت عن هدفها، المتمثل في تعميق الحوار بشأن الاستعداد العسكري المشترك، للتمكن من وقف العدوان الإقليمي الإيراني والتطلعات النووية، بحسب صحيفة جيروزاليم بوست.

وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، قبل لقائه نظيره الإسرائيلي بيني غانتس، إنه يشعر بقلق عميق إزاء افتقار إيران للمشاركة الدبلوماسية البناءة، محذرًا من أن الرئيس جو بايدن «مستعد للانتقال إلى خيارات أخرى»، إذا فشلت السياسة الأمريكية الحالية بشأن إيران.

 

السيناريو الأسوأ

ونقلت الصحيفة الإسرائيلية، عن مسؤول أمريكي كبير قوله، إن جدول الأعمال الأمريكي الإسرائيلي، كان من المتوقع أن يتضمن مناقشات بشأن التدريبات العسكرية المحتملة، التي من شأنها أن تهيئ لأسوأ سيناريو لتدمير المنشآت النووية الإيرانية، حال فشل الدبلوماسية وإذا طلب قادة دولهم ذلك.

وقال المسؤول الأمريكي، إن المحادثات الأمريكية المقررة مع غانتس الزائر، تأتي في أعقاب إحاطة قدمها قادة البنتاغون في 25 أكتوبر إلى مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، بشأن الخيارات العسكرية المتاحة، لضمان عدم قدرة إيران على إنتاج سلاح نووي.

وتابع المسؤول: «نحن في هذا المأزق لأن البرنامج النووي الإيراني يتقدم إلى نقطة يتجاوزها أي منطق تقليدي»، ورغم ذلك أعرب عن أمله بإجراء مناقشات.

من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي غانتس، عبر «تويتر»، أثناء مغادرته إلى الولايات المتحدة: «سنناقش طرق العمل الممكنة، لضمان وقف محاولة إيران دخول المجال النووي وتوسيع نشاطها في المنطقة.

 

إيران تلعب البوكر

وأخبر غانتس في البنتاغون، أوستن بأنه يتطلع إلى تعميق الحوار والتعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل في ما يتعلق بإيران، بما في ذلك الاستعداد العسكري، قائلًا: «إيران تلعب البوكر بيد سيئة وهي تلعب في الوقت المحدد (..) لدى المجتمع الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، فرصة للعمل ضد تطلعات الهيمنة الإيرانية، واستعادة الاستقرار، ومنع اضطهاد الدول في جميع أنحاء المنطقة»، بحسب «جيروزاليم بوست».

وقال غانتس لأوستن في اجتماعهما: «إيران أكبر تهديد للسلام والاستقرار العالمي والإقليمي، وتشكل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل (..) أود أن أؤكد أن الشعب الإيراني ليس عدونا، إنهم محتجزون كرهائن من نظام استبدادي ينتهك حقوق الإنسان».

 

الهيمنة الإيرانية

وشدد الوزير الإسرائيلي، على أن «إيران ليست مجرد تهديد لأمننا المادي، إنها تشكل تهديدًا ملموسًا لأسلوب حياتنا وقيمنا المشتركة، في تطلعاتها إلى أن تصبح دولة مهيمنة، تسعى إيران إلى تدمير الحرية والكرامة الإنسانية والسلام في الشرق الأوسط وما وراءه».

وتابع غانتس: «البرنامج النووي وسيلة لأهداف الهيمنة الإيرانية وفرض أيديولوجيتها المتطرفة وتهديد وجود إسرائيل (..) أنا واثق من التزام الإدارة الأمريكية كقوة عالمية رائدة لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي»

وبموجب اتفاق 2015 مع القوى الكبرى، قيدت إيران برنامجها النووي، الذي يخشى الغرب استخدامه لتطوير أسلحة، وهو ما تنفيه طهران، مقابل تخفيف عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.

وانسحب الرئيس السابق دونالد ترامب من الاتفاق عام 2018، وأعاد فرض عقوبات أمريكية قاسية، بينما بدأت إيران انتهاك القيود النووية بعد عام.

وعن استئناف المحادثات النووية الإيرانية، الخميس في فيينا، قال كبير مبعوثي روسيا في المحادثات ميخائيل أوليانوف عبر «تويتر»، إنها كانت مع الأطراف المتبقية في الاتفاق الذي لا يشمل الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن الاجتماع انتهى في غضون ساعة.

وقال ميخائيل أوليانوف: «لقد انتهى اجتماع اللجنة المشتركة (..) لاحظ المشاركون عددًا من القواسم المشتركة المهمة في مواقفهم، بما في ذلك الحاجة إلى الانتهاء من صياغة الاتفاق».

إيران تتنصل

وقال كبير المفاوضين الإيرانيين، إنه ملتزم بالمواقف التي حددتها طهران عندما توقفت المحادثات النووية الأسبوع الماضي، بينما دعا مبعوثو الاتحاد الأوروبي وروسيا، إلى مزيد من الإلحاح مع استئناف القوى العالمية للمفاوضات في فيينا.

وقال مسؤولون غربيون، إن طهران تخلت عن كثير من التنازلات التي قدمتها في الجولات الست السابقة من المحادثات، واستولت على تلك التي قدمها آخرون، وطالبت بالمزيد الأسبوع الماضي.

وتريد إيران رفع العقوبات، التي أعادت الولايات المتحدة فرضها عام 2018 بعد أن تخلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الاتفاق، في عملية يمكن التحقق منها.

وقال كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كاني للصحفيين، بعد اجتماع افتتاحي مع القوى العالمية: «أكدت إيران أنها تواصل بجدية المحادثات بناءً على موقفها السابق»، مشيرًا إلى أن بلاده جادة في التوصل إلى اتفاق إذا كانت الأرض ممهدة.

وتابع المسؤول الإيراني: «حقيقة أن جميع الأطراف تريد استمرار المحادثات، تظهر أن جميع الأطراف تريد تضييق الفجوات».

من جانبه، قال حسين أميرراب اللهيان، وزير الخارجية الإيراني، إن لديه شكوكًا في أن الغرب مستعد لرفع العقوبات، وبدلاً من ذلك يسعى من جانب واحد إلى تهدئة مخاوفه.

بدوره، قال إنريكي مورا، منسق الاتحاد الأوروبي للمحادثات، إن الجانبين ليس لديهما الوقت، للانتهاء من الخطة الشاملة المشتركة من العمل، بينما قال جوزيب بوريل، كبير مسؤولي الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، في محادثة هاتفية إن «اليوم هو وقت العمل، حيث كان هناك ما يكفي من الكلمات على مدى السنوات الثماني الماضية».

 

الوقت ينفد

ووسط تحذيرات متزايدة، من أن الوقت ينفد لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015، الذي وقعته طهران مع القوى العالمية، تسعى إدارة بايدن إلى زيادة الضغط على إيران، من خلال تعويم الردود العسكرية الأمريكية المحتملة وتشديد تطبيق العقوبات.

وبحسب «فايننشال تايمز»، فإن إحباط الدول الغربية زاد مما تعده نهج طهران المتصلب، تجاه الجهود الدبلوماسية لإنقاذ الاتفاق النووي، بينما وعد بايدن بأن الولايات المتحدة ستعود إلى الاتفاق وإزالة العديد من العقوبات، إذا عادت طهران إلى الامتثال للاتفاق، لكنه تعهد أيضًا بأن إيران «لن تحصل على سلاح نووي».

والأسبوع الماضي، اتهمت المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا -الأطراف الأوروبية الموقعة على الاتفاق- إيران بالتراجع عن التسويات المتفق عليها، في ست جولات من المحادثات هذا العام، بعد أن قدم المفاوضون الإيرانيون مقترحات جديدة.

ويطالب النظام بضمان عدم تمكن أي إدارة أمريكية من الانسحاب من جانب واحد من الاتفاق ورفع العقوبات، وليس فقط تلك التي فرضها ترامب، قبل أن يبدأ التراجع عن مكاسبه النووية، بينما يقول الخبراء: رغم أن مخاوف إيران مفهومة، فإنها غير واقعية، وسيكون من المستحيل على أي إدارة أمريكية، تقديم مثل هذه الضمانات.