نفتالي بينيت: امريكا منحتنا حرية التصرف تجاه إيران
جاء الاتصال بين بايدن وبينيت، في الوقت الذي عادت فيه فرق التفاوض إلى فيينا، لمواصلة الجولة الثامنة من المحادثات الثلاثاء

ترجمات - السياق
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، وافق على حرية إسرائيل في التصرف، حتى لو توصلت القوى العالمية إلى اتفاق نووي مع إيران، وذلك بعد يوم من حديث الزعيمين عبر الهاتف.
ولم يرد ذكر عبارة "حرية التصرف" في سياق قراءة البيت الأبيض للمكالمة، التي صدرت تفاصيلها في وقت متأخر من ليلة الأحد.
وجاء في البيان أن "الرئيس بايدن نقل دعمه الثابت لأمن إسرائيل وحرية العمل، مؤكدًا دعم إدارته لتجديد نظام القبة الحديدية في إسرائيل".
ومع ذلك، قال بينيت في مؤتمر صحفي، صباح الاثنين، إن معظم وقت المكالمة الهاتفية، كان عن إيران والمفاوضات النووية في فيينا، بما في ذلك مناقشة حرية إسرائيل في العمل.
وأضاف: "موقفنا معروف، لقد عبَّـرت عن ذلك مرات عدة، وعن جوانب جديدة منه أمس... كنت سعيدًا لأنه أوضح صراحة أن إسرائيل ستحتفظ بحرية التصرف في أي موقف، وهذا صحيح، سواء كان هناك اتفاق أم لا... الأمر مهم في ما يتعلق بإيران"، بحسب جيروزاليم بوست.
وجاءت المكالمة الهاتفية، في الوقت الذي توجهت فيه فرق التفاوض إلى فيينا، لمواصلة الجولة الثامنة من المحادثات الثلاثاء.
تخصيب اليورانيوم
تتفاوض الولايات المتحدة وإيران -بشكل غير مباشر- على عودتهما إلى خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015، التي كان من المفترض أن تبقي طهران بعيدًا عن الاختراق النووي لمدة عام، وتقيد -ولكن لا تحظر - تخصيب اليورانيوم وتخزينه، مع رفع العقوبات تدريجيًا حتى عام 2030.
وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق عام 2018، مستشهدة بالحرب الإيرانية بالوكالة، وغيرها من الأعمال الخبيثة في الشرق الأوسط، وإخفاء أجزاء من برنامجها النووي، عند دخولها خطة العمل الشاملة المشتركة، وفرضت "أقصى قدر من الضغط" على النظام.
وتجاوزت إيران حدود الاتفاق بكثير، حيث خصَّبت اليورانيوم حتى درجة نقاء 60%، اليورانيوم المستخدم في صُنع الأسلحة مخصب بنسبة 90%.
صلاحية العقوبات
وقال شمخاني، سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني: "الاتفاق الذي لا تُرفع فيه العقوبات، التي تشكل أقصى ضغط، لا يمكن أن يكون جيدًا".
وبالتزامن اعترف المبعوث الأمريكي الخاص إلى إيران روبرت مالي -في الأيام الأخيرة- بأنه حتى إذا وافق الطرفان على العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، عُمر الصفقة سيكون أقصر بكثير مما كان عليه عام 2015.
ويشعر المسؤولون الإسرائيليون بالقلق حيال وقت التوصل لاتفاق، إذ إنه سيكون قصيرًا للغاية، ولم يتبق سوى القليل من الوقت لخطة العمل الشاملة المشتركة.
وفي غضون ثلاث سنوات، تنتهي صلاحية العقوبات، في حال استمرار الانتهاكات الإيرانية للصفقة، ما يعني أن إيران ستكون قادرة على تثبيت أكبر عدد تريده، من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة.
وقال مستشار الأمن القومي إيال هولاتا: "إن خطر العودة إلى الاتفاق النووي، وفقدان الأدوات التي تمتلكها الولايات المتحدة لفرض اتفاقية "أطول وأقوى" -كما يسميها الأمريكيون- أصبح وشيكًا".
حملة طويلة
إلى ذلك، قال مصدر دبلوماسي رفيع، إن الحكومة غيَّـرت نهج إسرائيل وأهدافها، عندما يتعلق الأمر بإيران، ليس فقط من التركيز على التهديد النووي، ولكن أيضًا على الإجراءات الأوسع نطاقـًا.
وأضاف المصدر: "نحن في حملة طويلة ومتسقة ومتعددة الأبعاد لإضعاف إيران، يأتي إضعافها أولاً في البعد الاقتصادي من خلال العديد من الإجراءات، الاقتصادية والدبلوماسية والوقائية والسرية والمفتوحة، في الإنترنت وغيرها".
وقال المصدر إن هدف إسرائيل هو "إزعاجهم في الداخل، حتى ينشغلوا بأنفسهم"، مثلما تموِّل إيران حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية وحماس وحزب الله على حدود إسرائيل، مضيفًا: "يجب أن يضعفوا ويكون لديهم القليل من المال والطاقة، ستكون الحملة طويلة ولن تنتهي في غضون عام أو حتى عامين".
في إشارة إلى قرار إدارة بايدن الأخير، بالتنازل عن بعض العقوبات على مفاعل الأبحاث الإيراني، قال زعيم المعارضة في إسرائيل بنيامين نتنياهو، إن الولايات المتحدة والغرب يقدِّمان لإيران "هدايا مجانية، بينما تسابق إيران الزمن نحو اتفاق يسمح لها بتخصيب اليورانيوم".