أوكرانيا لن تستسلم بسهولة.. غزو موسكو لكييف لن يكون نزهة
ذكرت ناشيونال إنترست أن الأوكرانيين لن يستسلموا بسهولة، وسيقاومون أي توغل، صغير أو كبير، بشراسة، مشيرة إلى أن استطلاعات الرأي الأخيرة، كشفت أن أكثر من 50 في المئة من الأوكرانيين سيقاتلون أو يشاركون في مقاومة مدنية، إذا غزت روسيا بلادهم مجددًا، بينما يخطط 9 في المئة فقط للسفر إلى الخارج

ترجمات – السياق
توقعت مجلة ناشيونال إنترست، أن تنفِّذ روسيا وعيدها بشن هجوم إلكتروني هائل على أوكرانيا، مع العمل على قطع الطاقة والحرارة وشل الحركة في البلاد، ومن ثم القضاء على القوات الجوية الأوكرانية وقواتها البحرية الضئيلة، وتدمير إمداداتها من الطائرات من دون طيار، لكنها أكدت أن الغزو الروسي المحتمل لن يكون "نزهة".
وقالت "ناشيونال إنترست"، في تقرير، إن روسيا تحاصر أوكرانيا من ثلاث جهات، إذ ينتشر نحو مئة ألف جندي روسي، مزودين بمجموعة من الدبابات والأسلحة الثقيلة، حول البلد الذي كان يتبع الاتحاد السوفييتي.
وأشارت إلى أن هجومًا إلكترونيًا، استهدف الأسبوع الماضي عددًا من مواقع الحكومة الأوكرانية، لاختبار نقاط القوة والضعف فيها، كما أرسلت روسيا جنودًا إلى بيلاروسيا، فضلًا عن أن هناك ست سفن روسية في طريقها إلى البحر الأسود، حيث يمكن نشرها كجزء من هجوم برمائي على أوكرانيا من الجنوب.
في غضون ذلك، تستمر أعداد القوات الروسية، التي تحاصر أوكرانيا في الارتفاع، وهو ما يعني قرب موعد الهجوم المحتمل.
دبلوماسية غير حاسمة
وأوضحت "ناشيونال إنترست" أن هذه التطورات، جاءت بعد فشل المحادثات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وروسيا، ووصول العلاقات بين البلدين إلى طريق مسدود.
وذكرت أن فشل الدبلوماسية، يأتي بعد إصرار روسيا على ضرورة أن يقدِّم الغرب ضمانًا مكتوبًا بعدم توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) على حدودها، فضلًا عن انسحاب أي قوات تابعة للحلف من بلغاريا ورومانيا، مشيرة إلى أن الغرب رفض هذه المطالب.
ورأت المجلة، أنه بعد هذه الخلافات، من الصعب لأي صيغ دبلوماسية محو هذا الخلاف الأساسي، مشددة على أنه من الصعب أيضًا أن يوافق أي رئيس أمريكي، على ما قد يصل إلى حد "الفيتو الروسي" بشأن عضوية "الناتو"، ناهيك عن استقلالية السياسة الخارجية الأمريكية.
حرب مستمرة
أما عن موقف الأوكرانيين من الحرب، فنقلت "ناشيونال إنترست" عن فلاديسلاف دافيدزون، عضو المجلس الأطلسي في واشنطن، المتخصص في شؤون شرق أوروبا، قوله: إن الأوكرانيين لا ينتظرون حربًا مع روسيا، لأنهم يعيشون حالة حرب مع الروس منذ نحو 8 سنوات.
ولتأكيد المخاوف الأوكرانية من غزو محتمل، نقلت المجلة عن وزير الدفاع الأوكراني أندريه زاغورودنيوك، قوله: إن بلاده تنتظر غزوًا روسيًا واسع النطاق، مشيرًا إلى أن عدد الجنود الروس الذين يحاصرون أوكرانيا من ثلاث جهات، من 120 إلى 140 ألفًا، لكن في حال الغزو الشامل، فإن موسكو ستحتاج إلى 200 ألف كحد أدنى لهجوم واسع النطاق.
ووفقًا لـوزير الدفاع الأوكراني، فإن روسيا -حتى الآن- لم تلاحق الأنشطة اللوجستية التي قد تسبق حربًا فعلية، لكن تحركاتها تسير في هذا الاتجاه، خصوصًا مع حركة الجنود الروس على الحدود، وتزودها بالوقود، وتركيب المستشفيات المتنقلة.
فرار ومقاومة
وأشارت "ناشيونال إنترست" إلى أن الأوكرانيين، رغم أنهم مازالوا في مناطقهم داخل المدن، لكن كأنهم في حالة استعداد لفرار جماعي، خصوصًا في مدينتي كييف ولفيف غربي البلاد.
لكن المجلة ذكرت أن الأوكرانيين لن يستسلموا بسهولة، وسيقاومون أي توغل، صغير أو كبير، بشراسة، مشيرة إلى أن استطلاعات الرأي الأخيرة، كشفت أن أكثر من 50 في المئة من الأوكرانيين سيقاتلون أو يشاركون في مقاومة مدنية، إذا غزت روسيا بلادهم مجددًا، بينما يخطط 9 في المئة فقط للسفر إلى الخارج.
وأضافت: "ربما تخطئ موسكو في تقديرها، إذا اعتقدت أن الغزو سيكون نزهة، في وقت أكدت فيه أجهزة المخابرات البريطانية أن موسكو تأمل استبدال حكومة موالية لها بالحكومة الحالية في كييف".
وتابعت المجلة: "موسكو تعتقد أنها تفهم أوكرانيا بشكل أفضل بكثير مما تفعله في الواقع، إلا أنه يغيب عنها أن أوكرانيا خضعت لتغييرات هائلة منذ عام 2014، ومن ثم فإن أي محاولة لتثبيت نظام (دمية) موالٍ لها، يرتد بنتائج عكسية ضد الكرملين".
سيناريو محتمل
وعن السيناريو المحتمل للغزو، قالت "ناشيونال إنترست": السيناريو الأكثر احتمالاً بشأن الغزو الروسي الوشيك لأوكرانيا، أن موسكو ستنفذ وعيدها بـ"هجوم إلكتروني هائل" على كييف، وستعمل على قطع الطاقة والحرارة وشل الحركة في البلاد، ثم تقضي على القوات الجوية الأوكرانية وقواتها البحرية الضئيلة، وستدمر أي مخابئ أسلحة رئيسة وإمداداتها من الطائرات من دون طيار.
وذكرت المجلة أن هدف هذا السيناريو بسيط، وهو إجبار الحكومة الأوكرانية للجلوس على طاولة المفاوضات، والرضوخ للمطالب الروسية، وقالت: "لكن الأوكرانيين سيقاومون، وهذه المقاومة القوية يمكن أن تضمن أن تصبح موسكو متورطة في صراع يتحول إلى كارثة بالنسبة لها".
ودعت المجلة الأمريكية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى التفكير بتمعن في العواقب المحتملة لمغامرة، قد تنحرف عن مسارها وقد تهدد إرثه. وأضافت: "رغم جميع تقييمات بوتين باعتباره العقل المدبر الجيوسياسي، فإنه يمكن أن يكون في حيرة من أمره عندما يتعلق الأمر بأوكرانيا".