كاتب أمريكي: انسحاب أمريكا من أفغانستان انتصار لأسامة بن لادن
كاتب أمريكي: الولايات المتحدة تعمل الآن، على تحقيق حلم بن لادن، الذي طالما شن هجمات متكرِّرة لطردها من الشرق الأوسط.

ترجمات-السياق
رأى محلل تمويل الإرهاب السابق في وزارة الخزانة الأمريكية، جوناثان شانزر، أن الولايات المتحدة، حقَّقت حلم حياة زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، الذي قال إنه كان مهووساً بتدمير إسرائيل وأمريكا.
واستعرض الكاتب -في مقال له بموقع "واشنطن فري بيكون" الأمريكي، كتابًا جديدًا باسم "صعود وسقوط بن لادن" للكاتب بيتر بيرجن.
مغادرة أفغانستان
وقال شانزر -في مقاله- إنه أدرك أثناء قراءة الكتاب، أن الولايات المتحدة تعمل الآن، على تحقيق حلم بن لادن، الذي طالما شن هجمات متكرِّرة لطردها من الشرق الأوسط.
موضحاً أنه بعد مرور عقد على اغتياله، على يد قوات البحرية الأمريكية الخاصة، في مجمع سِري في باكستان، استغرق وصول وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" إليه عقد من الزمن، فإن أمريكا تغادر أفغانستان، التي دبَّر زعيم القاعدة مخطَّطه، لمهاجمتها في 11 سبتمبر 2001 فيها، معتبراً أن ما هو أسوأ من ذلك، هو استعداد البيت الأبيض في عهد الرئيس جو بايدن، للانسحاب من القضايا الرئيسة في جميع أنحاء المنطقة.
واعتبر الكاتب، أن انسحاب أمريكا من الشرق الأوسط، يمثِّل انتصاراً لابن لادن بعد اغتياله.
تحليل شخصية بن لادن
وبيرجن، الذي يُعَدُّ الصحفي الغربي الأول، الذي يجري مقابلة مع أشهر إرهابي في العالم، كتب كتبًا عدة عن بن لادن مثل "الحرب المقدَّسة" عام 2001، و"أسامة بن لادن الذي أعرفه" عام 2006، و"الحرب الأطول" عام 2011، و"مطاردة" عام 2012، كما أن هناك كتبًا أخرى تحلِّل شخصية زعيم القاعدة وحربه ضد الغرب.
ورأى شانزر، أن بيرجن هو الرجل المناسب لتأليف هذا الكتاب، مشيراً إلى أنه لا يوجد أي صحفي، قضى وقتاً أطول منه، في السعي وراء هذه القصة، موضحاً أن الفضل في ذلك، يعود إلى إدراكه أنها كانت قصة طويلة، قبل غيره، في مجاله.
وقال إن بيرجن كتب كتاب (صعود وسقوط أسامة بن لادن) بشكل جيد، سيروق أسلوبه للمتخصِّصين وغيرهم، على حد سواء، إذ اعتمد المؤلف على مجموعة من المصادر، لتقديم سيرة ذاتية سريعة الحركة، كما شملت هذه المصادر وثائق من المصادر الأولية، إضافة إلى مقابلات مع ضباط المخابرات ومسؤولي البيت الأبيض، الذين شاركوا -بشكل مباشر- في الجهود المبذولة للعثور على الرجل، الذي أعلن الحرب "بوقاحة" على أمريكا، والنتيجة هي قراءة ممتعة وغنية بالمعلومات، تمتد من طفولة بن لادن إلى اللحظة التي أبلغ فيها قائد الغارة الجوية واشنطن عبر اللاسلكي: "لقد قُتل العدو".
ابن لادن وإيران
وأشار شانزر إلى أنه، في حين أن الكثير من المعلومات المذكورة في الكتاب ليست جديدة، إذ كان بن لادن يحظى بتغطية إعلامية جيدة طوال حياته، إلا أن هناك شيئاً مقنعاً في الكتاب، يجعلك تقرأه للنهاية.
وقال شانزر إن ذلك لا يعني أن رواية بيرجن كانت دقيقة، موضحاً أن تصويره لعلاقة تنظيم القاعدة بإيران، يبتعد بشكل صارخ عن الواقع، كما أن المؤلف استخدم الفكرة الخاطئة القائلة إن رجال "القاعدة" محتجزون من النظام الإيراني، رغم أن العديد من العقوبات المتعلِّقة بالإرهاب، الصادرة عن وزارة الخزانة الأمريكية، على مدى عقدين من الزمن، تشير إلى قصة مختلفة تماماً.
وأضاف شانزر أن النظام في إيران، أعطى الإذن لعدد كبير من كبار الشخصيات في "القاعدة" بالعمل بحرية هناك، من أجل قضيتهما المشتركة ضد أعدائهما، وهو ما تعزَّز في الصيف الماضي، من خلال اغتيال إسرائيل (بعد حصولها على الضوء الأخضر من واشنطن) لعبدالله أحمد عبدالله، المعروف أيضاً باسم أبو محمد المصري، في شوارع طهران، إذ كان عبدالله أحد الأعضاء المؤسسين للقاعدة، وكان يُعتقد -على نطاق واسع- أنه الخليفة المحتمل لأيمن الظواهري، الطبيب المصري الذي يقود التنظيم الآن.
ومضى يقول: "باعتراف الجميع، فإن هناك توترات طائفية وتكتيكية، بين الدولة الأولى في العالم، الراعية للإرهاب، والجماعة الإرهابية التي لجأت إلى حدودها، لكن العلاقة بينهما تبدو تكافلية أكثر بكثير مما يصوِّرها بيرجن في كتابه".
سقوط وصعود
ورأى شانزر أنه كان من المثير للاهتمام أيضاً، ملاحظة أن بيرجن أكد -في هذا الكتاب بشكل صحيح- أن تنظيم بن لادن احتفظ بقوته حتى بعد وفاته، رغم أنه، في أعقاب وفاته، كان بيرجن أحد الأصوات البارزة بين مجموعة من محللي الإرهاب في واشنطن، الذين يردِّدون تأكيدات إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الخاطئة، بأن "القاعدة" انتهت.
وأشار شانزر إلى أنه من الواضح أن بيرجن يفكر في الأمر بشكل أفضل، وهو ما يؤكد أنه يدرك الخطر، الذي لا يزال يشكله تنظيم القاعدة، الذي يستعد حالياً لتوسيع نطاق نفوذه، بعد أن بدأت أمريكا الانسحاب من الشرق الأوسط، وهي الخُطوة التي تحدَّث بيرجن عن عواقبها الوخيمة.
وقال شانزر إنه إذا لم تستجب حكومة الولايات المتحدة لهذا التحذير، فإنه قد يكون لدى بيرجن سبب لكتابة كتاب آخر، لكنه هذه المرة سيكون عن "سقوط وصعود" تنظيم القاعدة أو الجماعات الجهادية الأخرى في المنطقة.