العملات البلاستيكية تثير الجدل في مصر... ما علاقة علم المثليين؟

فور تسريب بعض صور العملات البلاستيكية، انبرى مغرِّدو مواقع التواصل الاجتماعي، لإعلان آرائهم فيها، بين مؤيد للخطوة ومشجِّع لها، وآخر يرى ضرورة إتقانها.

العملات البلاستيكية تثير الجدل في مصر... ما علاقة علم المثليين؟
العملة البلاستيكية

السياق

48 ساعة من الجدل في مصر، بعد إعلان الحكومة، طرح أول عملات بلاستيكية من فئة 10 جنيهات في الأسواق، بدءًا من نوفمبر المقبل، وانتشار صور لتلك العملات، على مواقع التواصل الاجتماعي.

الإعلان عن العملات البلاستيكية لم يكن جديدًا، فقد أثير قبل أشهر، إلا أن ما زاد الجدل، تداول بعض صور وأشكال العملات البلاستيكية، على مواقع التواصل الاجتماعي، ليحتدم النقاش بين مؤيد ورافض.

أين بدأت القصة؟

قبل 48 ساعة، أعلنت الرئاسة المصرية، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، التقى محافظ المصرف المركزي الليبي طارق عامر، ورئيس الحكومة مصطفى مدبولي، للاطلاع على عينات من البنكنوت الجديدة الجاري إصدارها، في الأول من  نوفمبر المقبل.

إعلان الرئاسة المصرية، الذي عقَّب عليه البنك المركزي بقوله، إنه سيصدر أول عملة بلاستيكية من فئة 10 جنيهات، المصنوعة من مادة (البوليمر) في نوفمبر المقبل، أثار الكثير من الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد تداول صور تلك العملات.

 

مواقع التواصل

وفور تسريب بعض صور العملات البلاستيكية، انبرى مغرِّدو مواقع التواصل الاجتماعي، لإعلان آرائهم فيها، بين مؤيد للخطوة ومشجِّع لها، وآخر يرى ضرورة إتقانها.

وبينما قال ناشطون إن «علم المثليين» بدا واضحًا على شكل العملات المبدئي، تقدَّم محام مصري، بإنذار رسمي للبنك المركزي المصري، بشأن ألوان العملة البلاستيكية، التي سيتم طرحها للتداول قريبًا، بعد انتشار ألوان تشبه علم المثليين.

وقال أيمن محفوظ المحامي صاحب البلاغ، إن عملة الدولة تمثِّل ثقافتها وحضارتها، مشيرًا إلى رفضه أن تكون تلك الألوان موجودة على العملة، لتشابهها مع شعار المثليين.

 

قص ولصق

الصحفي المصري، مدير تحرير صحيفة الشروق، محمد بصل، انتقد التصميمات الجديدة للعملات البلاستيكية، مشيرًا إلى أن «البوليمر ضعيفة جدًا وأقرب للقص واللصق، خاصة لو قورنت بالعملات الورقية المصرية السابقة، والمتداولة حاليًا».

وقال بصل، الذي يعد هاويًا لجمع العملات: إن العملات الورقية المصرية الحالية أفضل من المعدنية، مشيرًا إلى أن التصميم القديم يمزج بين الإسلامي والفرعوني بشكل جميل وروح مميزة، ويحافظ على السمات الأساسية للعملة المصرية.

وأوضح، في تدوينة عبر صفحته بـ «فيسبوك»، أن التصميمين الجديدين متماثلان تقريبًا، بشكل مغاير للعملات الحالية، التي -وفقًا له- أضاعت روح التصميم.

 

وسائل الحماية

وأكد أن وسائل الحماية في العملات الجديدة، غير موظفة بشكل جيد في التصميم، عكس البنكنوت الإنجليزي الجديد مثلًا، فالخلفيات ضعيفة وغير مبذول فيها أي مجهود، معبِّــرًا عن أمانيه في أن يتحوَّل التصميم الجديد إلى شيء أفضل.

وطالب اللجنة المسؤولة عن هذه التصميمات، بفتح الباب لإسهامات المصمِّمين الجادين، وفق معايير معلنة، واستطلاع آراء هواة جمع البنكنوت المصريين.

 

رد رسمي

مصدر مسؤول في البنك المركزي المصري، قال -في بيان نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط- إن النماذج المتداولة لصور العملات البلاستيكية، من فئتي عشرة جنيهات وعشرين جنيهًا، مبدئية وليست نهائية، وقابلة للتطوير.

وأوضح المصدر، أن هذه من نماذج عدة يجرى تصميمها للعملات البلاستيكية المقرَّر طرحها بالسوق، قبل نهاية العام الجاري، مشيرًا إلى أن العملات البلاستيكية الجديدة، ستكون من 13 طبقة.

 

مواصفات العملة الجديدة

يحمل التصميم الجديد، لفئة عشرة جنيهات مصرية، صورة لمسجد الفتاح العليم، الذي افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسي في يناير، في العاصمة الإدارية الجديدة، بدلًا من صورة مسجد الرفاعي، أحد معالم العمارة الإسلامية بالقاهرة القديمة.

وبحسب وسائل إعلام محلية، فإن تصميم العشرين جنيهًا، يحمل صورة لمسجد محمد علي، الذي يحمل اسم مؤسس الأسرة العلوية، التي حكمت مصر منذ بدايات القرن التاسع عشر، حتى سقوط الملكية في خمسينات القرن العشرين.

 

صعبة التزوير

من جانبه، قال وكيل محافظ البنك المركزي لدار طباعة النقد، خالد فاروق -في تصريحات صحفية- إن العملة تصنع من مادة (البوليمر) وهي ليست بلاستيكية، لكن قريبة الشبه بالبلاستيك، مثل العملات المتداولة في بعض الدول الأوروبية.

وبحسب فاروق، فإن العملات البلاستيكية تتميَّـز بمواصفات أكبر، مقارنة بالعملة الورقية، مثل طول عمرها الافتراضي، وهي ليست سريعة التلف أو التشوه، وكذلك من الصعب تزويرها، فضلًا عن أنها تصنع من مواد صديقة للبيئة، مقاومة للرطوبة والمياه والميكروبات.

وأشار إلى أن ماكينة الطباعة الجديدة، تحتوي على 4 خطوط إنتاج، هي الأكبر في مصر، وتطبع جميع فئات العملة الورقية والبلاستيكية.