اغتيال خاشا زوان... طالبان تقتل الضحكة في أفغانستان وتحطِّم قلب الأمة

خوفًا من حوادث مماثلة، يشعر المترجمون والصحفيون الأفغان وأسرهم بالقلق، وأعربوا عن رغبتهم في مغادرة البلاد، في الوقت الذي صعَّدت فيه حركة طالبان هجماتها ضد الصحفيين، لمنعهم من تغطية الوضع على الأرض.

اغتيال خاشا زوان... طالبان تقتل الضحكة في أفغانستان وتحطِّم قلب الأمة

السياق

بعد أيام من اختطافه وتعذيبه، كشفت وسائل إعلام أفغانية، أن مسلَّحي حركة طالبان قتلوا الممثل الكوميدي الأفغاني الشهير نزار محمد، المعروف باسم خشاش زوان.

وتظهر مقاطع فيديو -نشرتها وسائل إعلام محلية- مسلَّحي حركة طالبان يقتادون الممثل الكوميدي، إلى جِهة غير معلومة، بينما تكشف أخرى تعرُّض نزار محمد للصفع مرات عدة، قبل أن تعدمه طالبان.

وبحسب تقارير محلية، فإن مسلَّحي حركة طالبان، ربطوا الممثل الكوميدي الخميس الماضي، على شجرة وذبحوه، حيث عُثر عليه ملقى على الأرض، مع شق الحلق.

 

طريقة وحشية

وقال موقع «ريبابليك وورلد»، إن طالبان اعتقلت خاشا زوان من منزله وأعدمته، مشيرًا إلى أن الأخير شوهد  في مقطع فيديو يتحدَّث عن اعتقاله.

وأشار إلى أن الممثل الكوميدي قُتل بطريقة وحشية، على يد الإرهابيين الذين سألوه عمّا إذا كان يعمل مع الشرطة الأفغانية، إلا أن مصادر أكدت للموقع، أن زوان لم يكن جزءًا من الشرطة، بل كان مجرَّد ممثِّل كوميدي.

وفي حديثه إلى «ريبابليك»، انتقد صحفي أفغاني طالبان، قائلًا إن المجموعة لديها عقلية عمرها قرن من الزمان، لأنها تعارض أشياء عدة، بما في ذلك حرية التعبير والحركة.

من جانبه، أعرب سفير أفغانستان لدى سريلانكا، أشرف حيدري، عن تعازيه بوفاة الممثل الكوميدي الأفغاني نزار محمد.

 

كسر قلب أفغانستان

وقال سفير أفغانستان -في تغريدة عبر حسابه بـ «تويتر»، إن الإعدام خارج نطاق القضاء من قبل طالبان، كسر قلب البلاد. وأضاف أن الأفغان لن يغفروا لطالبان ودولتهم الراعية.

وخوفًا من حوادث مماثلة، يشعر المترجمون والصحفيون الأفغان وأسرهم بالقلق، وأعربوا عن رغبتهم في مغادرة البلاد، في الوقت الذي صعَّدت فيه حركة طالبان هجماتها ضد الصحفيين، لمنعهم من تغطية الوضع على الأرض.

صحيفة «إنديا توداي»، قالت في تقرير، إن مقتل الفنان الكوميدي نزار محمد، في ولاية قندهار بأفغانستان، أحدث صدمة في جميع أنحاء العالم.

 

اتهام طالبان

وألقت أسرة الممثل الكوميدي باللوم على طالبان في الهجوم، إلا أن حركة طالبان نفت تورَّطها أو أي من مسلَّحيها، في مقتل نزار محمد، بحسب الصحيفة.

وبينما تفر العائلات، من المناطق التي مزَّقتها الحرب في إقليم قندهار، توفِّر الحكومة الأفغانية مخيمات لللاجئين، يحتمون فيها من هجمات حركة طالبان.

 

مجاعة محتملة

من جانبه، قال عضو البرلمان من قندهار، سيد أحمد سالب، لتلفزيون الهند اليوم، إنه بعد احتفالات العيد، كثَّفت طالبان هجماتها، على القوات الأفغانية، في مقاطعة قندهار، مشيرًا إلى أن الذين فروا بحثًا عن الأمان، على وشك المجاعة.

وتابع: قرَّرنا تقديم وجبات مرتين، لجميع العائلات التي اضطرت إلى مغادرة قراها، للوصول إلى قندهار.

وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش، قالت إن قوات طالبان سيطرت على أحياء في ولاية قندهار، واحتجزت مئات السكان، الذين اتهمتهم بالارتباط بالحكومة.

وأوضحت المنظمة الحقوقية، أن طالبان قتلت بعض المعتقلين، بمن فيهم أقارب مسؤولين حكوميين، وأفراد من الشرطة والجيش.

من جانبها، قالت باتريشيا غوسمان، المديرة المساعدة لقسم آسيا في "هيومن رايتس ووتش": «هناك مخاوف كبيرة من أن قوات طالبان في قندهار، قد ترتكب المزيد من الفظائع، للانتقام من الحكومة وقوات الأمن».

شهرزاد أكبر، رئيس لجنة حقوق الإنسان المستقلة في أفغانستان، أدانت هذه الهجمات، قائلة: طالبان تتحدَّث عن الرغبة في السلام في وسائل الإعلام الغربية، في الوقت نفسه تغتال مواطنين في عمليات القتل خارج نطاق القانون، إضافة إلى التهجير القسري، وقطع خطوط الاتصال، وفرض قواعد قمعية على النساء والفتيات.