احتجاجات خوزستان تنتقل إلى طهران.. ومطالبات لمجلس الأمن بالتدخل
الاحتجاجات التي تردَّد صداها في عدد من الدول، بسبب اندلاعها في العاصمة طهران في وضح النهار، تجاهلتها الصحف الإيرانية، في خُطوة تدعو إلى العجب، بحسب مراقبين.

السياق
احتجاجات استمرت لليوم السادس عشر على التوالي، إلا أنها أخذت منعطفًا وُصف بـ«الخطير» قد يؤدي إلى تحول الأحداث في إيران، بعد انتقال «عدوى» التظاهرات إلى العاصمة الإيرانية طهران.
فبحسب تقارير محلية، شهدت منطقتان في العاصمة الإيرانية طهران، هما تقاطع وليعصر والمسرح، تجمعات لمئات المتظاهرين، لدعم احتجاجات أهالي خوزستان ضد شح المياه، التي انطلقت في 15 يوليو الماضي.
شعارات مناهضة
ونشر المحتجون مقاطع فيديو عبر صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، توثِّق التظاهرات، التي هتفوا فيها، بشعارات منها: «الموت للديكتاتور» و«البلاد تخلو من المياه والضغوط تتزايد».
إلا أن القوات الأمنية الإيرانية، أطلقت وابلًا من قنابل الغاز المسيل للدموع تجاه المتظاهرين، بهدف تفريقهم من ساحة مسرح طهران، بحسب صحيفة إنترنشنال الإلكترونية المعارضة.
وأشارت إلى أن الاحتفال بفوز فريق برسبوليس لكرة القدم بالدوري الإيراني، ليل الجمعة، في طهران ومدن إيرانية أخرى، تحول إلى مسرح لمظاهرات عارمة ضد النظام الإيراني، ردَّد فيها المتظاهرون شعارات مناهضة لخامنئي مثل «الموت لخامنئي... الموت لهذه الولاية».
تجاهل رسمي
الاحتجاجات التي تردَّد صداها في عدد من الدول، بسبب اندلاعها في العاصمة طهران في وضح النهار، تجاهلتها الصحف الإيرانية، في خُطوة تدعو إلى العجب، بحسب مراقبين.
إلا أن منظمة هيومان رايتس ووتش الحقوقية، طالبت بإجراء تحقيق دولي مستقل في رد فعل النظام الإيراني على المحتجين، الذي أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، معربة عن «قلقها البالغ» من زيادة عدد ضحايا القمع والاعتقالات الجماعية.
مساندة المحتجين
ودعت المنظمة الحقوقية، في بيان اطلع «السياق» على نسخة منه، السلطات الإيرانية إلى الإفراج عن جميع المعتقلين فورًا ومن دون قيد ولا شرط، وتقديم معلومات عن عدد القتلى وضحايا القمع، والسماح بإجراء تحقيق دولي مستقل في رد فعل النظام العنيف.
وفي خُطوة لمساندة المحتجين وشد أزرهم، وجَّهت مريم رجوي، رئيسة مجلس المقاومة الإيرانية، تحية إلى الشبان الذين وصفتهم بـ«الشجعان» المنتفضین الليلة الماضية، في الأحواز وشوشتر وطهران وبهارستان وكرمنشاه وهشتكرد وقزوين، وردَّدوا شعارات مثل: "الموت للديكتاتور" و"ليسقط مبدأ ولاية الفقيه".
محاسبة الملالي
ودعت رجوي، في سلسلة تغريدات عبر حسابها بـ «تويتر»، مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ ترتيبات دولية، لمحاسبة ومحاكمة قادة نظام الملالي، لاسيما علي خامنئي المرشد الأعلى وإبراهيم رئيسي الرئيس الإيراني المنتخب وغلام حسين محسن إيجئي، رئيس السلطة القضائية، بتهمة الإبادة البشرية والجريمة ضد الإنسانية.
وقالت رئيسة مجلس المقاومة الإيرانية، إن خامنئ يريد من خلال قطع الإنترنت، منع انضمام أصوات المنتفضين، وإيصال هذا الصوت إلى العالم، مشيرة إلى أن «السیل بلغ الزبی ولا مفر لنظام الملالي من السقوط المحتوم».
وطالبت الهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان والمنظمات الدولية، باتخاذ إجراءات فورية، لمنع تعطيل الإنترنت.
ويحتدم الجدل في طهران، بشأن تقييد الإنترنت، وسط جمع أكثر من 800 ألف توقيع ضد هذا المشروع، خلال حملة على الإنترنت، بينما حذَّر مراقبون من مغبة هذا القرار على البلد الآسيوي سياسيًا واقتصاديًا.
اختلافات خطيرة
وقالت الناشطة الإصلاحية أشرف بروجردي، رئيسة مركز الوثائق والمكتبات في إيران لصحيفة آرمان الإيرانية، إنه في حال تم تنفيذ خُطة تقييد الفضاء الإلكتروني، فقد يتسبَّب ذلك في اختلافات خطيرة في المجتمع، ستكون لها بالتأكيد أضرار على للنظام.
ووصفت بروجردي مشروع القانون، بأنه «إذلال للشعب الإيراني أمام العالم»، حيث لا يمكن إجبار الناس على أفعال معينة، بحسب صحيفة إنترنشنال.
سكان الأحواز
ويبلغ عدد سكان الأحواز في إيران نحو 5 ملايين نسمة، يتركزون في موقعين استراتيجيين مهمين، مقاطعة خوزستان (موطن إنتاج النفط والغاز الطبيعي الرئيسي في إيران والموانئ الرئيسية)، ومنطقة الخليج الفارسي بين بوشر وبندر عباس، التي تشهد حركة بحرية كبيرة.
ووفقًا للاستطلاعات، فإن الأحواز بين أقل الأقليات العرقية في إيران اندماجًا، فنحو 82% من الأحواز يتحدَّثون العربية.
إضعاف الأغلبية
وسعت طهران -على مدى عقود- إلى إضعاف الأغلبية العِرقية الأحوازية في خوزستان، بسبب الأهمية الاستراتيجية لهذه المحافظة، بحسب مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية، التي قالت إن النظام يدير برامج لتشجيع الفرس وغيرهم من غير العرب، على الانتقال إلى المحافظة، من أجل الديموغرافيا.
وفي تقرير صدر في ربيع 2021، أشار جافيد رحمن، المقرر الخاص لمجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة بشأن إيران، إلى «تقارير عن عمليات إخلاء قسري في مناطق الأقليات العرقية أثَّرت في الأحواز»، مؤكدًا أن عرب الأحواز يواجهون تمييزًا وظيفيًا في صناعة النفط والغاز في خوزستان.
تمييز عنصري
ويشغل السكان الفارسيون الوظائف ذات الأجور المرتفعة، بينما يعمل الأحواز في الغالب من ذوي الياقات الزرقاء، وهو ما أكده محسن حيدري، ممثل المرشد الأعلى في الأحواز، في 6 يناير 2020، الذي قال إن العِرق العربي يشغل 5% فقط من الوظائف الإدارية، في صناعة النفط بالمحافظة.
واندلعت في السنوات الأخيرة، مواجهات عنيفة بين النظام والأحواز، شنَّت خلالها الجماعات الأحوازية هجمات عدة، على الجيش الإيراني ووحدات الحرس الثوري الإيراني، في خوزستان.