استدعاء سفراء ورد وشيك.. إلى أين تصل أزمة الهجوم الإيراني على ناقلة النفط؟

استدعت رومانيا السفير الإيراني بشأن هجوم السفينة، للتشاور في الأزمة، كما أرسلت فريقًا للتحقيق، في الهجوم على ناقلة المنتجات النفطية مرسر ستريت.

استدعاء سفراء ورد وشيك.. إلى أين تصل أزمة الهجوم الإيراني على ناقلة النفط؟

ترجمات – السياق

تخبُّط إيراني، بشأن الهجوم على ناقلة نفط، تديرها شركة إسرائيلية، قبالة السواحل العُمانية، الأسبوع الماضي، قوبل برد فعل حاسم، من بريطانيا والولايات المتحدة وإسرائيل.

فبعد اعتراف، وكالات تابعة للحكومة الإيرانية، بالهجوم الذي وقع الخميس الماضي، عادت إيران لتنفي -بشكل رسمي- أي اتهامات أمريكية أو إسرائيلية، بالضلوع في  هجوم، استهدف ناقلة نفط  يشغِّلها رجل أعمال إسرائيلي، في بحر العرب.

إلا أن بريطانيا استدعت السفير الإيراني لديها، حميد بعيدي نجاد، بعد أن حمَّلت لندن والولايات المتحدة، إيران، مسؤولية الهجوم على الناقلة.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية -في بيان- إن الوزير جيمس كليفرلي، أكد مجددًا أنه يتعيَّـن على إيران التوقُّف على الفور، عن الأفعال التي تهدِّد السلام والأمن العالميين، مشيرًا إلى ضرورة السماح للسفن بالإبحار بحرية، وفقًا للقانون الدولي.

الخُطوة البريطانية، ردَّت عليها طهران، باستدعاء القائم بالأعمال البريطاني، احتجاجًا على مزاعم وزير الخارجية البريطاني ضد إيران.

وقالت وكالة أنباء فارس شِبه الحكومية، إن مصدر عدم الاستقرار في الخليج الفارسي ليس إيران، بل البوارج والقوات العسكرية الأجنبية في المنطقة.

فمن أين بدأت الأزمة؟ وما إمكانية تطورها؟ وعلى أي أساس وجَّهت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل اتهامات لإيران؟

شركة زودياك ماريتايم، التي يملكها رجل أعمال إسرائيلي، وتتخذ من لندن مقرًا لها، أعلنت أن ناقلة النفط «إم تي ميرسر ستريت» التي تشغِّلها، تعرَّضت لهجوم أسفر عن مقتل اثنين من أفراد طاقمها، قبالة سواحل سلطنة عُمان.

وفور الحادث، أعلن الجيش الأمريكي أن قوات بحرية أمريكية، استجابت لنداء الاستغاثة، الذي أطلقه طاقم ناقلة نفط، تعرَّضت لهجوم قبالة سواحل عُمان، مشيرًا إلى أن هناك أدلة على استخدام طائرة مسيَّـرة في الحادث.

وقال الجيش -في بيان- إن النتائج الأولية تشير بوضوح، إلى هجوم يشبه أسلوب الهجمات بطائرة من دون طيار.

وبينما كان الحادث في البداية، يشير إلى وقوعه في المياه الإقليمية لسلطنة عُمان، نفى مصدر رسمي عُماني، وقوع الهجوم في نطاق مياهها البحرية الإقليمية، مؤكداً أنه فور تلقي المعلومات، سيَّـر سلاح الجو السُّلطاني العُماني طلعات جوية، على موقع الحادث.

 

ردود فعل دولية

بعد ساعات من الحادث، الذي أكدت وسائل إعلام إيرانية، أنه ردٌّ على الهجوم الإسرائيلي الأخير، على مطار الضبعة بمنطقة القصير في سوريا، الذي أدى إلى مقتل شخصين، شنَّت بريطانيا وإسرائيل والولايات المتحدة ورومانيا، هجومًا على طهران.

واستدعت رومانيا السفير الإيراني بشأن هجوم السفينة، للتشاور في الأزمة، كما أرسلت فريقًا للتحقيق، في الهجوم على ناقلة المنتجات النفطية مرسر ستريت، حسبما قال نائب مبعوثها في إسرائيل، لقناة مكان العبرية.

من جانبها، قالت وزارة الخارجية الرومانية، إن رومانيا تحتفظ بحقها في التصرُّف وفقًا لذلك، جنبًا إلى جنب مع شركائها الدوليين، من أجل الحصول على رد مناسب.

وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، قال إن طهران تمثِّل مصدرًا لعدم الاستقرار على مستوى العالم، داعيًا إلى عدم الصمت على ما سماه «الإرهاب الإيراني».

وندَّدت وزارة الخارجية البريطانية بـ«الهجوم الذي استهدف ناقلة نفط إسرائيلية في خليج عُمان»، مشيرة إلى أن «توقُّعاتها خلصت إلى أن إيران هي التي هاجمت ناقلة ميرسر ستريت».

 

مرحلة الفعل

التصريحات انتقلت إلى حالة الفعل، فبعد استدعاء بريطانيا السفير الإيراني، قال رئيس حكومة لندن بوريس جونسون، إن إيران يجب أن تواجه عواقب هجومها الشائن على الشحن التجاري، الذي أدى إلى وفاة بريطاني.

وأضاف رئيس الحكومة البريطانية، أنه من الضروري للغاية، أن تحترم إيران وكل الدول، حرية الملاحة في جميع أنحاء العالم، مؤكدًا أن بلاده ستواصل الإصرار على ذلك.

وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، قال إنه لا مبرِّر لهذا الهجوم والسلوك الذي وصفه بـ«العدواني»، الذي يهدِّد حرية الملاحة، عبر هذا الممر المائي الحيوي، والنقل البحري والتجارة الدولية، وحياة مَنْ كانوا في السفن المستهدفة».

 

رد وشيك

وأكد الوزير الأمريكي، أن بلاده تعمل مع شركائها، للنظر في الخُطوات التالية، وتتشاور مع الحكومات، داخل المنطقة وخارجها، بشأن الرد المناسب، الذي سيكون وشيكًا.

من جانبه، قال رام بن باراك، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالبرلمان الإسرائيلي -في تصريح لراديو الجيش الإسرائيلي-إن بلاده لن تقف مكتوفة اليدين، بعد الضربات ضد السفن أو المواطنين، وسترد بمجرَّد أن تحدِّد أين ومتى وكيف.

رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، قال خلال اجتماع الحكومة الأسبوعي، إن هناك دليلًا يثبت تورُّط إيران في الهجوم، مهدِّدا بأن بلاده تعرف كيف ترد، مشيرًا إلى أنه "في أي حال، نحن نعرف كيف نرسل رسالة إلى إيران، بطريقتنا الخاصة".

 إيران ترد

المتحدِّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، أكد -في تصريحات صحفية- أن بلاده سترد على أي «مغامرة» بحقها، مشيرًا إلى أن طهران لن تتردَّد في الدفاع عن أمنها ومصالحها القومية، وسترد بشكل فوري وحاسم.

وكانت إيران وإسرائيل -خصما الشرق الأوسط اللدودان- تبادلتا اتهامات عدة لهجمات سفن الشحن، في الأشهر الأخيرة، لكن الضربة التي نُفِّذت الخميس الماضي قبالة ساحل عُمان، كانت أولى الهجمات التي تسقط قتلى، وهما 2 من أفراد الطاقم، إحداهما روماني والآخر بريطاني، بحسب "بلومبيرج".

تأتي تلك التطورات، عشية تنصيب إيران رئيسها الجديد إبراهيم رئيسي، الذي يأتي بالتزامن مع توقُّف المحادثات مع القوى العالمية، بشأن الاتفاق النووي لعام 2015.

 

رسالة إسرائيل

وتسعى الدول الكبرى -بما في ذلك الولايات المتحدة- إلى إحياء اتفاقية 2015 التي حدَّت من أنشطة طهران النووية، مقابل تخفيف العقوبات الأمريكية، بعد 3 أعوام من انسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بينما تعارض إسرائيل رفع العقوبات، أو إحياء الاتفاق الذي سيسمح لطهران، بإعادة دخول أسواق النفط العالمية.

وانهارت جولة سادسة من المحادثات في فيينا الشهر الماضي، أعربت خلالها القوى الغربية، عن إحباطها مما وصفته بتعنُّت إيران تجاه استئناف المباحثات، بينما سيؤدي انتقال السُّلطة إلى الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي، هذا الأسبوع في إيران، إلى تعقيد الجهود المبذولة لإحياء المفاوضات.