بلومبيرغ: كيف تواجه الولايات المتحدة صواريخ ووكلاء إيران؟
مع تلاشي الآمال في صفقة نووية أوسع... على واشنطن إيجاد طرق أخرى لمواجهة التهديدات غير النووية لطهران

ترجمات-السياق
قالت شبكة بلومبيرغ الإخبارية، إنه مع تلاشي الآمال بإعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني، على الولايات المتحدة الأمريكية، إيجاد طرق أخرى، لمواجهة التهديدات غير النووية لطهران، المتمثِّلة في ترسانتها الصاروخية وعملائها بالوكالة في المنطة.
وأضافت "بلومبيرغ" -في إفتتاحيتها- أنه يجب أن تكون مسألة إيجاد طرق أخرى لاحتواء هذه التهديدات، التي وصفتها بـ"الأكثر خطورة"، أولوية بالنسبة لواشنطن.
لكنها أشارت إلى أن الأمر لن يكون سهلاً، موضحة أن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، أثار الكثير من الشكوك في مدى تصميم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، عند تعرُّضها للضغط.
وأشارت "بلومبيرغ"، إلى إعلان البيت الأبيض، أنه بحلول نهاية هذا العام، سينتقل دور القوات الأمريكية، إلى التدريب والإرشاد فقط في العراق، موضحة أن الميليشيات -المدعومة من إيران- تتنافس على النفوذ في العراق، مؤكدة أنه من أجل الرد على مناورات طهران، ستحتاج الإدارة الأمريكية إلى مضاعفة جهودها.
وتابعت: "تمتد عمليات إيران عبر جبهة واسعة، حيث أدى عشرات الآلاف من المقاتلين المدعومين من طهران، في لبنان وسوريا والعراق واليمن وغزة، إلى تقويض الدول، وتهديد إسرائيل، واستهداف القوات الأمريكية وحلفائها العرب بشكل مباشر، وتعطيل حركة التجارة العالمية".
كما تخاطر الصواريخ، التي تطلقها الميليشيات الشيعية العراقية على القواعد الأمريكية، بإثارة صراع أمريكي إيراني أوسع، ونظراً لكونه يعمل كدولة داخل الدولة، فإن حزب الله يعرقل الإصلاحات الضرورية، لإنعاش الاقتصاد اللبناني، بحسب "بلومبيرغ".
ولفتت الشبكة، إلى أن صادرات إيران من الأسلحة المتطوِّرة، أدت إلى تمكين هذه الجماعات، حيث يمتلك وكلاؤها آلاف الصواريخ البالستية وصواريخ كروز، ومجموعة أسلحة جديدة، لتحسين دقة ذخائرهم القديمة، فضلاً عن التدريبات والمعدات اللازمة لإنتاج الصواريخ بأنفسهم.
كما بدأ مقاتلو الميليشيات، استخدام طائرات من دون طيار مسلَّحة يصعب اعتراضها، وهو ما اعتبرته "بلومبيرغ" ترسانة ذات حجم هائل، تهدِّد بإرباك الدفاعات الحالية.
وقالت "بلومبيرغ": "كان الرئيس الإيراني المنتخب، إبراهيم رئيسي، أعلن أن صواريخ ووكلاء طهران (غير قابلة للتفاوض)، لكن الضغط الدولي المنسَّق، قد يؤدي إلى تغيير رأيه"، مشيرة إلى حشد الولايات المتحدة، القوى العالمية، للتوصل إلى الاتفاق النووي عام 2015 من خلال التركيز على نقطة واحدة: ألا تمتلك طهران قنبلة نووية، وهذه القوى نفسها، تشترك أيضاً اليوم في مصلحة استقرار المنطقة.
ورأت الشبكة، أنه يمكن لمدونة سلوك إقليمية، لتقييد انتشار الصواريخ وأنشطة الجهات الفاعِلة غير الحكومية، أن تحدث فرقاً، قائلة إنها صحيح لن توقف النزاعات، لكنها ستقلِّل من احتمال بدئها أو تصعيدها، وتابعت: "يجب على الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، تعزيز الجهود الدبلوماسية الأخرى لتخفيف حدة التوترات، وذلك من خلال إجراء المحادثات، لإنهاء الحرب في اليمن، على سبيل المثال".
كما طالبت الشبكة، الولايات المتحدة أيضاً، ببذل المزيد من الجهود، لردع التهديد بالوكالة، مشدِّدة على أنه في حال تعرُّضها للهجوم، يجب على القوات الأمريكية الرد بشكل أقوى وأكثر اتساقاً، لكن في هدوء ومن دون ضجة، وذلك لأن الهدف يجب أن يكون رفع تكاليف مثل هذه الهجمات، من دون إجبار الميليشيات على الرد، لحفظ ماء الوجه.
وتابعت: "يجب على الولايات المتحدة وحلفائها، تكثيف جهودهم لاعتراض شحنات تكنولوجيا الصواريخ إلى إيران، ومن الأخيرة إلى وكلائها، حيث يتعيَّن على الإدارة الأمريكية، أن تدرس إمكانية فرض عقوبات جديدة لتغيير حسابات طهران، كما أن عليها أيضاً مساعدة شركاء المنطقة، في تعزيز دفاعاتهم الصاروخية وقدراتهم الاستخباراتية وإمكانات المراقبة والاستطلاع الموجودة لديهم".
ورأت الشبكة، أن العلاقات الحالية، الأكثر دفئاً بين إسرائيل والعديد من دول الخليج، توفِّـر فرصاً للتعاون في التقنيات الجديدة اللازمة لمكافحة الطائرات من دون طيار، والصواريخ التي تحلِّق على ارتفاع منخفض.
وأوضحت الشبكة، أن تقويض دعم هذه الجماعات، التي تعمل لصالح طهران بالوكالة، أمر بالغ الأهمية على المدى الطويل، لافتة إلى أن هناك حالة من الاستياء، من النفوذ الإيراني في لبنان والعراق.
وقالت "بلومبيرج" إنه عندما تسحب الولايات المتحدة قواتها من بغداد، يجب عليها الاستمرار في تعزيز نفوذ الجيش العراقي ضد نفوذ الميليشيات، ودعم الحكومة المدنية بالمساعدات، والضغط لاتخاذ إجراءات ضد الميليشيات، التي تقتل النشطاء والصحفيين، فضلاً عن أنه يجب إعلان حجم الدعم المالي، الذي تقدِّمه إيران لوكلائها، حتى يتمكن الإيرانيون من معرفة كيف يتم إنفاق مواردهم الشحيحة.
وأضافت الشبكة، أن مثل هذه الجهود تتطلَّب الكثير من الصبر، كما أنها بالتأكيد لن توفِّر حلولاً للتهديد النووي، الذي لا يزال يلوح في الأفق، لكن يمكنهم -على الأقل- خفض حدة التوترات في المنطقة، وجعل قدرة إيران على إثارة الصراعات أكثر صعوبة، وهو ما رأت الشبكة، أنه أمر يستحق القيام به.