خلال أسابيع.. بريطانيا تعتزم تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية

حظر الحرس الثوري، يعني أن الانتماء إليه، أو حضور اجتماعاته، أو حمل شعاره في الأماكن العامة، أو التشجيع على دعم أنشطته، سيصبح جريمة جنائية.

خلال أسابيع.. بريطانيا تعتزم تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية

ترجمات - السياق

قالت صحيفة التلغراف البريطانية، إنه من المقرر أن تصنف المملكة المتحدة، الحرس الثوري الإيراني رسميًا جماعة إرهابية، في أعقاب أكثر من 10 مؤامرات لخطف أو قتل أشخاص بالمملكة المتحدة، العام الماضي.

وأوضحت الصحيفة البريطانية -في تقرير- أن الخطوة التي من المتوقع إعلانها في غضون أسابيع، يؤيدها وزير الأمن البريطاني توم توجندهات، ووزيرة الداخلية سويلا برافرمان.

وبينما أكدت «التلغراف»، أن السلطات البريطانية رفعت دعوى ضد الحرس الثوري الإيراني، بناءً على المعلومات التي شاركتها أجهزة المخابرات في البلاد معهم، أشارت إلى أن حظر الحرس الثوري، يعني أن الانتماء إليه، أو حضور اجتماعاته، أو حمل شعاره في الأماكن العامة، أو التشجيع على دعم أنشطته، سيصبح جريمة جنائية.

وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن من شأن ذلك القرار أن يضع الحرس الثوري على الأسس القانونية نفسها التي اتُخذت بحق تنظيم القاعدة، الذي ارتكب أحداث 11 سبتمبر 2001، وداعش، والجماعة الإسلامية الجهادية، ما يظهر خطورة التعامل مع التهديد داخل «وايت هول».

وتقول «التلغراف»، إن الخطوة البريطانية المتوقعة، كانت شبيهة بتلك التي اتخذتها الولايات المتحدة وكندا، اللتان تعدان شريكتين للمملكة المتحدة في تحالف تبادل المعلومات الاستخباراتية Five Eyes، الذي يضم أيضًا أستراليا ونيوزيلندا.

 

ماذا يعني القرار؟

يمثل القرار المتوقع تشددًا كبيرًا في سياسة بريطانيا تجاه طهران، ما قد يعقد محاولات التوصل لاتفاق جديد لكبح سعي إيران لامتلاك أسلحة نووية، بحسب «التلغراف».

بدوره، سلَّط المدير العام لجهاز الأمن البريطاني كين ماكالوم، بخطاب عام ونادر في نوفمبر الماضي، الضوء على تهديدات النظام الإيراني للمملكة المتحدة، كاشفًا تفاصيل مؤامرات سابقة.

وقال ماكالوم: «المملكة المتحدة تتعرض لتهديد مباشر من خلال أجهزة استخبارات إيران العدوانية»، مشيرًا إلى أن «هناك تخطيطات إيرانية لخطف أو حتى قتل بريطانيين أو مقيمين في المملكة المتحدة، يُنظر إليهم على أنهم أعداء للنظام. لقد رأينا ما لا يقل عن 10 من هذه التهديدات المحتملة منذ يناير الماضي».

الشهر الماضي، قال توجندهات، الذي يُنظر إليه على أنه أحد المحركين الرئيسين لتصنيف الحرس الثوري إرهابيًا، إن إيران واصلت التآمر ضد أهداف بريطانية، رغم خطاب ماكالوم.

وفي نوفمبر الماضي، زعمت محطة تلفزيونية ناطقة باللغة الفارسية مقرها المملكة المتحدة، أن فرقة اغتيال إيرانية تعمل في لندن، نُشرت لقتل اثنين من صحفييها البريطانيين الإيرانيين.

واتهمت القناة -في بيان- الحرس الثوري الإيراني، ذلك الوقت، باستهداف الصحفيين اللذين لم تذكر اسميهما.

 

محطات

تأسس الحرس الثوري الإيراني كحارس أيديولوجي لثورة إيران عام 1979، لكنه تحول -منذ ذلك الحين- إلى قوة عسكرية وسياسية واقتصادية رئيسة في البلاد.

يسيطر الحرس الثوري، على قوات النخبة المسلحة والمخابرات الإيرانية، وقدَّم مساعدات لجماعات مسلحة في سوريا والعراق ولبنان وأفغانستان.

في أبريل 2019، صنف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي انسحب من الاتفاق النووي الإيراني، الحرس الثوري منظمة إرهابية، في قرار أثار انتقادات شديدة من حسن روحاني الرئيس الإيراني في ذلك الوقت، الذي اتهم بدوره نظيره الأمريكي بأنه «زعيم الإرهاب العالمي».

في أكتوبر الماضي، منعت كندا القيادة العليا للحرس الثوري الإيراني من دخول البلاد، في قرار ألقى بتبعاته على أكثر من 10 آلاف ضابط وكبار أعضاء في الحرس الثوري، ووعدت بمزيد من العقوبات.

وأُعلنت كندا أن الحرس الثوري سيعامل وفقًا لقانون الهجرة وحماية اللاجئين، الذي يستخدم عادة في البلاد ضد المتهمين بارتكاب أخطر جرائم الحرب.

وقالت «التلغراف»، إنه في السنوات الأخيرة، شوهدت في شوارع بريطانيا مظاهر دعم للحرس الثوري الإيراني، برفع علمه، خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل في ميدان ترافالغار بلندن، في 22 مايو 2021، مشيرة إلى أن هذه الأعمال ستصبح مجرمة إذا صُنف الحرس إرهابيًا.

تلك المشاهد دقت جرس إنذار من توجندهات، الذي كان في ذلك الوقت على المقاعد الخلفية ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم.

 

نهج صحيح

قال ستيفن كراب، عضو البرلمان عن حزب المحافظين، رئيس مجلس العموم البرلماني لأصدقاء إسرائيل المحافظين، إن حظر الحرس الثوري الإيراني سيكون النهج الصحيح، مضيفًا لصحيفة التلغراف: «ستكون هذه خطوة مرحبًا بها للغاية. إنها خطوة اتخذها بالفعل عدد من حلفائنا الرئيسين».

ويلعب الحرس الثوري دورًا رئيسًا في دعم وتسهيل أنشطة النظام الإيراني المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط وخارجه.

ويقول اللورد بيكلز، رئيس مجلس اللوردات البرلمانيين لأصدقاء إسرائيل المحافظين: «حظر الحرس الثوري الإيراني سيثبت لإيران أنه لا يمكن أن يكون العمل كالمعتاد، المجتمع الدولي بحاجة إلى اتخاذ إجراءات أقوى وواضحة ضد إيران».

ورفض السياسيون والمسؤولون الإيرانيون التلميحات بأن الحرس الثوري الإيراني جماعة إرهابية، مدافعين عن أفعاله كامتداد شرعي للدولة.

ومنح قانون الإرهاب لعام 2000 لوزير الداخلية في بريطانيا، الحق في حظر منظمة إذا كان يعتقد أن هذه المنظمة أو الجماعة متورطة في الإرهاب، ما نتج عنه حظر 78 منظمة إرهابية بموجب القانون.

وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية: «بينما تحتفظ الحكومة بقائمة المنظمات المحظورة قيد المراجعة، فإننا لا نعلِّق على ما إذا كانت منظمة معينة ينظر في قرار تصنيفها إرهابية أم لا».