تهديدات واعتقالات وإعدامات... مسلسل تنكيل إيران بمواطنيها مستمر

النظام قتل 70 طفلًا بين 516 شخصًا، على خلفية التظاهرات التي اندلعت إثر قتل الشابة الكردية مهسا أميني

تهديدات واعتقالات وإعدامات... مسلسل تنكيل إيران بمواطنيها مستمر

السياق

على وقع الاحتجاجات انتهت سنة 2022، وبدأ العام الجديد على صوت هتافات تطالب بسقوط النظام الإيراني، احتجاجات لم تنقطع منذ 108 أيام، خلفت آلاف القتلى والمصابين والمعتقلين.

وكالة هرانا المعنية بحقوق الإنسان في طهران، ذكرت في آخر إحصائية لها أن النظام قتل 70 طفلًا بين 516 شخصًا، على خلفية التظاهرات التي اندلعت إثر قتل الشابة الكردية مهسا أميني على يد ما تسمى شرطة الأخلاق.

وأكدت الوكالة أن السلطات الإيرانية اعتقلت أكثر من 19 ألف متظاهر، بينهم مئات الطلاب.

بينما أكد القضاء الإيراني، أن المحكمة العليا ثبّتت حكم الإعدام بحق المتظاهر الإيراني محمد بروغني، على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ وفاة الشابة مهسا أميني.

الحرابة

ويواجه شابان دون العشرين عامًا، الموت بعد صدور حكم بإعدامهما لمشاركتهما في التظاهرات.

وقالت منظمة حقوق الإنسان في إيران ومقرها أوسلو، إن مهدي محمدي فرد، وهو متظاهر في الثامنة عشرة، حُكم عليه بالإعدام لإضرامه النار في كشك لشرطة المرور بمدينة نوشهر غربي البلاد. ودانته محكمة ثورية بـ "الإفساد في الأرض والحرابة".

وأورد موقع ميزان أونلاين، التابع للسلطة القضائية الإيرانية "جرى التصديق على حكم الإعدام الصادر بحق محمد بروغني -19 عامًا- من المحكمة العليا، في السادس من ديسمبر"، نافيًا بذلك تقارير عن خفض عقوبته.

الإفساد في الأرض

كما ثبّتت المحكمة العليا حُكم الإعدام بحق محمد قبادلو المتهّم بـ"الإفساد في الأرض" لدهسه قوات الشرطة بسيارة، ما أدى إلى وفاة أحدهم وإصابة آخرين.

وسبق للقضاء أن أعلن إصدار أحكام بالإعدام بحق 11 شخصًا بسبب التظاهرات، نُفِّذ اثنان منها في ديسمبر المنتهي قبل أيام: مجيد رضا رهناورد ومحسن شكاري، وكلاهما في الثالثة والعشرين.

وللتظاهرات العنيفة الدائرة في إيران بُعد اقتصادي مهم، إذ دائمًا ما تسمع شعارات «الفقر والفساد والغلاء... سنسقط النظام» في الاحتجاجات المشتعلة.

وتعيش طهران وضعًا ماليًا مأساويًا، دفع محافظ البنك المركزي لتقديم استقالته قبل أيام.

وقال المحافظ الجديد محمد رضا فرزين: "المسؤولية الأهم للبنك المركزي، السيطرة على التضخم وسعر العملة الأجنبية".

ودائما ما تلقي إيران بضعفها الاقتصادي ووضعها المتردي على الدول الغربية، إذ وصف عمدة طهران، علي رضا زاكاني، ارتفاع سعر الدولار بمشروع الأعداء، رغم أن التقارير الاقتصادية لمراكز ومؤسسات تابعة للحكومة تقول خلاف ذلك، إذ تؤكد تراجع الوضع المعيشي وتدهور الحياة الاقتصادية للمواطنين في إيران.

الحرس الثوري

وتعاني إيران ضغوطًا وعقوبات دولية، نتيجة برنامجها النووي غير السلمي، ودعمها للميلشيات والإرهاب، وتزويدها لروسيا بالمسيرات في حربها ضد أوكرانيا. فيما

بينما ذكرت صحيفة تلغراف البريطانية -نقلًا عن مصادر- أن بريطانيا ستعلن الحرس الثوري الإيراني، منظمة إرهابية.

وحسب "رويترز" فإن تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، يعني أن الانتماء إليه وحضور اجتماعاته ورفع شعاره في الأماكن العامة، جريمة جنائية.

واستدعت الحكومة البريطانية دبلوماسيًا إيرانيًا كبيرًا، للاحتجاج على ما وصفتها بتهديدات بالقتل وُجهت إلى صحفيين مقيمين في المملكة المتحدة، بعد أسابيع من الاحتجاجات الرافضة للنظام في طهران.

وتلقت صحفيتان إيرانيتان، تعملان في قناة إيران إنترناشونال التلفزيونية الناطقة بالفارسية ومقرها لندن، تهديدات بالقتل من الحرس الثوري الإيراني ما دفع شرطة لندن إلى "إبلاغ الصحفيتين بأن هذه التهديدات تشكل خطرًا داهمًا وموثوقًا وكبيرًا على حياتهما وأسرتيهما".

اتهامات لفرنسيين وبلجيكي

وفي آخر مستجد، ذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية الثلاثاء، أن القضاء الإيراني وجه اتهامات لمواطنين فرنسيين اثنين وثالث بلجيكي، بـ"التجسس والعمل ضد الأمن القومي للبلاد".

وفي أكتوبر الماضي، أذاع التلفزيون الرسمي الإيراني، مقطع فيديو ظهر فيه مواطنان فرنسيان محتجزان في إيران بتهمة "التجسس" منذ مايو.

وظهر الفرنسيان، وهما يعترفان بأنهما كانا يتجسسان لصالح إحدى الوكالات الأمنية الفرنسية، وسط اضطرابات على مدى أسابيع ربطتها إيران بأعداء أجانب.

وقالت وزارة الاستخبارات والأمن الوطني الإيرانية، في أيار/ مايو، إنها ألقت القبض على أوروبيين لتحريضهما على "زعزعة الأمن" في إيران.

ووجهت وزارة الخارجية الفرنسية، انتقادات لطهران، على خلفية الاعترافات المصورة، ونفت بشكل قاطع أن المتهمين من أفراد خدمات الاستخبارات الفرنسية.

وطالبت فرنسا بإطلاق سراح "سيسيل كولر" وشريكها "جاك باريس" على الفور.