الاسترليني في خطر والدولار محصن... ما العملات التي ستكون الأفضل أداءً في 2023؟

2022 كان عام الدولار الأمريكي، حيث بقي أداؤه قويًا، بينما انخفضت أغلبية العملات وقيم الأصول الأخرى في العالم، ما عدا الفرنك السويسري والين الياباني والذهب والبيتكوين.

الاسترليني في خطر والدولار محصن... ما العملات التي ستكون الأفضل أداءً في 2023؟

ترجمات – السياق

مر عام 2022 مليئًا بالتحديات الاقتصادية، جراء تبعات أزمة كورونا، وما لحقها من حرب روسية أوكرانية، كان لها بالغ الأثر تحديدًا في الاقتصادات النامية والناشئة.

في هذا التقرير، الذي نشرته صحيفة ذا ناشيونال، عن العملات التي ستكون أفضل أداءً عام 2023، رجح خبراء اقتصاديون ومحللون ماليون، أن تظل العملة الأمريكية (الدولار) ملاذًا آمنًا عام 2023، إذا انزلق الاقتصاد العالمي إلى حالة ركود، واستمر بنك الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة.

وبينت الصحيفة  أن 2022 كان عام الدولار الأمريكي، حيث بقي أداؤه قويًا، بينما انخفضت أغلبية العملات وقيم الأصول الأخرى في العالم، ما عدا الفرنك السويسري والين الياباني والذهب والبيتكوين.

وأشارت الصحيفة إلى أن الدولار رسخ نفسه كأكثر ملاذ آمن في العالم خلال عام 2022 مع قرب انتهائه، لافتةً إلى أن أداء العملة الخضراء الدوري، يجعل العديد من المتداولين وخبراء العملات يتوقعون أنها قد تنخفض في العام الجديد.

فما العملات التي ستقاوم عام 2023؟

هل اليورو، أم الدولار، أم الاسترالي، أم الروبية الهندية، أم يكون الجنيه البريطاني المحاصَر؟

 

الدولار الأمريكي

في ما يخص الدولار الأمريكي، بينت "ذا ناشيونال" أنه لا توجد عملة منعزلة عن أداء العملات الباقية، فعملات العالم ترتفع وتنخفض حسب الظروف الاقتصادية، مشيرة إلى أن عام 2022 شهد انخفاض معظم العملات العالمية مقابل الدولار الأمريكي.

ففي عام 2022 -حسب الصحيفة- ارتفع الدولار بأكثر من 14% مقابل الين الياباني، و12% مقابل الاسترليني، كما صعد بأكثر من 7% مقابل اليورو والدولار الاسترالي والكندي والنيوزيلندي.

وأوضحت أن العملة الخضراء تلقت دعمًا قويًا من البنك الفيدرالي الأمريكي، الذي رفع أسعار الفائدة إلى أعلى مستوى في 15 عامًا، لمحاربة التضخم الذي كان عنوان الاقتصاد العالمي للعام الجاري، لافتة إلى أن أسعار الفائدة المرتفعة، تعمل على تعزيز العملات من خلال جذب الأموال من الخارج، بسبب حصول المستثمرين على عوائد أعلى.

وقد ارتفع معدل أسعار الفائدة في الولايات المتحدة من 0.25 في المئة بداية العام إلى 4.5 في المئة حاليًا ، ومن المتوقع أن يصل إلى ذروته عند 5 في المئة أو حتى 5.25 في المئة العام المقبل.

ولإيضاح الأمر أكثر، نقلت الصحيفة الإماراتية عن كريس ترنر رئيس الأسواق العالمية في مجموعة آي إن جي، قوله: أداء الدولار كان جيدًا عام 2022، لكنه قد يُكافح للحفاظ على هيمنته بمجرد بدء البنك الفيدرالي خفض أسعار الفائدة، متوقعًا أن تكون 2023 سنة متقلبة لأغلبية عملات العالم، بما فيها الدولار.

من جانبه، قال فؤاد رزاق زاده، محلل الأسواق في "فوركس. كوم" للصحيفة: من السابق لأوانه الاستغناء عن الدولار كملاذ آمن، خصوصًا إذا انزلق الاقتصاد العالمي إلى الركود، موضحًا أنه لن يفاجأ، حال ارتداد الدولار مرة أخرى، العام المقبل.

 

اليورو

أما في ما يخص العملة الأوروبية الموحدة (اليورو)، فقد أفادت "ذا ناشيونال" بأن أن 2022 كان عامًا صعبًا للعملة الأوروبية الموحدة، حيث احتدمت الحرب في أوكرانيا، وارتفعت أسعار الطاقة وتباطأ النمو الاقتصادي، وانعكست كل تلك الظروف على اليورو، حيث جرى تداوله عند 1.06 دولار، انخفاضًا من 1.13 دولار بداية 2022.

وأشارت الصحيفة الإماراتية إلى أنه رغم ذلك، يمكن أن يحصل اليورو على دفعة من البنك المركزي الأوروبي، الذي رفع أسعار الفائدة إلى 2.5% الشهر الجاري، وحذر من المزيد من التداعيات بسبب التضخم المرتفع للغاية، لافتًا إلى أن اليورو يميل إلى الانتعاش، بعد الانخفاض السريع مقابل الدولار، وقد يرتفع عام 2023.

وهو ما أكده تيرنر قائلًا: "يمكن أن ينتهي عام 2023 بالقرب من التكافؤ عند دولار واحد، حيث يكافح الاقتصاد الألماني لإعادة توجيه نفسه إلى نظام عالمي جديد".

 

الجنيه الاسترليني

ذكرت "ذا ناشيونال" أن الجنيه الاسترليني شهد عامًا صعبًا، حيث انخفض بشكل أسرع من أي عملة عالمية رئيسة، باستثناء الين الياباني، وكادت العملة البريطانية تتساوى مع الدولار في سبتمبر، لكنها تعافت فوق 1.2 دولار بعد أن حل ريتشي سوناك محل ليز تراس في منصب رئاسة الحكومة البريطانية.

وفي ذلك، يقول رزاق زاده إن الجنيه الاسترليني قد ينزلق مرة أخرى، بسبب الحركة الصناعية الواسعة النطاق، وانقسام بنك إنجلترا بشأن سياسة أسعار الفائدة.

ويضيف: "قد تتوقف زيادات الأسعار في وقت أقرب مما كان متوقعًا، حيث يستمر التضخم المرتفع في إلحاق الضرر بالمستهلكين".

بينما أبدى جوناثان واتسون، مدير الحسابات لدى سماسرة العملات (ليمون)، قلقه أيضًا على مستقبل الاسترليني، قائلًا: "نرى توجهًا سلبيًا واضحًا للجنيه الاسترليني، وسط مخاوف بشأن الركود والتباطؤ المتوقع في النشاط الاقتصادي".

ومع ذلك، قد يكون التشاؤم مبالغًا فيه، وقد صنف بنك مورغان ستانلي تعافي الاسترليني كإحدى أكبر المفاجآت لعام 2023 مع التوقعات بانخفاض أسعار الطاقة وتراجع التضخم عالميًا.

ونقلت الصحيفة عن خبراء العملات توقعهم أن تواجه عودة ارتفاع الاسترليني صعوبات عدة في العام الجديد، لكنه سيرتفع لا محالة.

 

الين الياباني

وحسب "ذا ناشيونال"، فقد سجّل الين الياباني أدنى مستوى له في 32 عامًا مقابل الدولار الأمريكي هذا العام، ما يجعله أسوأ العملات العالمية أداءً على الإطلاق، لافتة إلى أنه وصل إلى أدنى مستوى له في نوفمبر الماضي، إذ انخفض بنسبة 25 في المئة تقريبًا.

وبينما كانت البنوك المركزية الأخرى ترفع أسعار الفائدة لمكافحة التضخم، فإن سعر الفائدة القياسي لبنك اليابان هو الأخير في العالم الذي يظل سالبًا عند -0.1 في المئة.

ولكن قد يتغير ذلك، بعد أن وصل التضخم إلى أعلى مستوى في 40 عامًا عند 3.6 بالمئة في نوفمبر، ما أجبر بنك اليابان على رفع سقف أسعار الفائدة على السندات الحكومية ذات السنوات العشر من 0.25 في المئة إلى 0.5 في المئة.

 

الدولار الكندي

اكتسب الدولار الكندي 7 في المئة هذا العام، مع رفع بنك كندا سعر الإقراض الرئيس إلى 4.25 بالمئة في ديسمبر لمكافحة التضخم.

ولكن يجب أن تساعد أسعار السلع العالمية المرتفعة في دعم قوة الدولار الكندي، كما يقول فيغاي فاليشا، رئيس قسم الاستثمار في شركة سنشري فاينانشال.

ويضيف: "يمكن أن تصبح العملة رهانًا مهمًا مسايرًا للتقلبات الدورية".

بينما يعتقد المحللون أن يصمد الدولار الكندي -الأفضل أداءً لعام 2022- العام المقبل أمام التقلبات الاقتصادية العالمية.

 

الدولار الاسترالي

تضرر الاقتصاد الاسترالي من تباطؤ الطلب الصيني على صادرات السلع والعقارات، لكنه قد يستفيد مع تخفيف عمليات إغلاق كورونا، كما يقول فاليشا.

ويضيف: "في حين أن توقعات السلع إيجابية، فإن تباطؤ سوق الإسكان والتراجع المحتمل في سوق العمل، يمكن أن يؤدي إلى مزيد من الضغط السلبي على العملة، لكن المحللين يتوقعون أن يواصل الدولار الاسترالي معاناته مرة أخرى في العام الجديد.

 

الدولار النيوزيلندي

رفع بنك الاحتياطي النيوزيلندي أسعار الفائدة إلى 4.25 في المئة هذا العام، وتتوقع الأسواق أن تبلغ ذروتها عند 5.5 في المئة العام المقبل.

هذا أعلى مما هو عليه في الولايات المتحدة، ما يضغط على سوق الإسكان المتباطئ بسرعة في البلاد، لكنه يدعم عملتها، كما يقول فاليشا.

ويضيف: "آفاق الدولار النيوزيلندي لا تزال صعودية".

بينما يرى محللون أن مستقبل العملة الاسترالية قد يكون مبشرًا في العام الجديد.

 

الروبية الهندية

بصفته مستوردًا رئيسًا للنفط، تأثر الاقتصاد الهندي كثيرًا بأزمات الطاقة الدولية، على خلفية الحرب الدائرة في أوكرانيا، وانخفضت الروبية بنسبة 10 في المئة تقريبًا مقابل الدولار.

يقول فاليشا إن التراجع الأخير في أسعار النفط لم يفعل الكثير للمساعدة.

وأضاف: "العجز التجاري المتزايد في الهند البالغ 110 مليارات دولار يشير إلى اتجاه هبوطي للروبية عام 2023، رغم التدفقات الإيجابية في سوق الأسهم الهندية".

وتابع: "إذا انخفض سعر النفط أكثر، سيكون ذلك مفيدًا، وإلا فإن الضغط الهبوطي قد يستمر عامًا آخر".

 بينما يتوقع المحللون أن تواصل الروبية تعثرها، ما لم تنخفض أسعار الطاقة، في العام الجديد.