الناتو يحذر من صراع طويل الأمد.. وأوكرانيا تستقبل 2023 بوابل من الصواريخ

دعا الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، إلى الاستعداد لصراع طويل الأمد في أوكرانيا.

الناتو يحذر من صراع طويل الأمد.. وأوكرانيا تستقبل 2023 بوابل من الصواريخ

السياق

بدأ عام 2023 لتستمر معه الحرب الروسية الأوكرانية وترتفع وتيرة تصعيدها، فمع أول يوم في السنة الجديدة كانت سماء كييف مليئة بالمسيرات الإيرانية، التي تستخدمها موسكو في ضرب المواقع العسكرية والبنى التحتية "لجارتها اللدود".

هيئة الأركان الأوكرانية أعلنت إحباط هجمات روسية على لوهانسك ودنيتسك، وأكدت أن وحدات صاروخية ومدفعية استهدفت 5 معسكرات روسية في يوم واحد.

وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو، إن حطام طائرة مسيرة سقط على المنطقة الشمالية الشرقية بالعاصمة كييف، أصابت شابًا يبلغ من العمر 19 عامًا، وألحق أضرارًا بأحد المباني.

وأشار إلى أن "منشآت طاقة" تضررت جراء هجمات على كييف ليلة أمس، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي.

بينما قالت القيادة العسكرية الإقليمية الأوكرانية شرقي البلاد، إن أنظمة دفاعاتها الجوية دمرت تسع طائرات مسيرة إيرانية الصنع من طراز شاهد، فوق منطقتي دنيبروبتروفسك وزابوريجيا.

 

الملاجئ

من الجهة الروسية انقطع التيار الكهربائي أيضًا في منطقة كليموفسكي، نتيجة استهداف مسيرات أوكرانية لمنشأة طاقة هناك، من دون إصابات بشرية، وفقًا لما أعلن حاكم مقاطعة بريانسك.

وتستمر روسيا -لليوم الثاني على التوالي- بقصف صاروخي موسع على العاصمة كييف، ما دفع السلطات لإعلان حالة التأهب القصوى، مطالبة السكان بالبقاء في الملاجئ.

على الصعيد الأوروبي، دعا الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، الاثنين، إلى الاستعداد لصراع طويل الأمد في أوكرانيا.

وأكد أن روسيا لا تنوي التخلي عن أهدافها في أوكرانيا، وأن الدلائل تشير إلى أن موسكو تستعد لشن هجوم بري جديد واسع النطاق. قائلًا إن شروط اتفاق تسوية النزاع، تعتمد على الوضع في ساحة المعركة، مؤكدًا ضرورة مواصلة المساعدة العسكرية لأوكرانيا، لإقناع روسيا بالجلوس إلى طاولة المفاوضات، والاعتراف بأوكرانيا كدولة أوروبية مستقلة وذات سيادة.

 

معدات سوفيتية

مع اقتراب دخول الحرب الروسية على أوكرانيا عامها الأول وبداية السنة الميلادية الجديدة، توقع عدد من الخبراء والمسؤولين سيناريوهات عدة لنهاية لحرب، منها ما ذكرته صحيفة التايمز البريطانية، نقلًا عن أحد مسؤولي الدفاع الغربيين، بأن روسيا تعمل على إعداد الـ150 ألفًا المتبقين في وحدات جديدة -بعدما استخدمت نصف قواتها للاحتياط- للمساعدة في حرمان الأوكرانيين من الزخم الذي اكتسبوه من الانتصارات في جبهات خاركيف وخيرسون، مؤكدًا أنه من غير المحتمل أن تكون هذه الوحدات جيدة بشكل خاص، بل ستكون غير مدربة ومجهزة إلى حد كبير بمعدات سوفيتية متأخرة سُحبت من المخازن.

وقالت "التايمز" إن روسيا ستشن هجومًا ربيعيًا أو بالأحرى هجمات، مشيرة إلى أنه في الوقت الحالي، تباطأت وتيرة العمليات في ساحات القتال شرقي وجنوبي أوكرانيا بشكل طفيف، إلا أن ذلك التباطؤ سيكون الهدوء الذي يسبق العاصفة.

 

بيلاروسيا

ورغم ذلك، فإن تلك القوات ستمكن موسكو من شن هجمات جديدة، حتى لو لم تكن من النوع الضخم والمنسق من الهجمات واسعة النطاق، التي يمكن أن تقلب مجرى الحرب، بحسب «التايمز»، التي قالت إنه بالنسبة لبوتين، فإن مجرد إثبات أنه لا يزال قادرًا على أخذ زمام المبادرة في الحملة الانتخابية، سيكون انتصارًا من نوع ما.

وحذرت الصحيفة البريطانية، من أن دفعة الربيع تلك ستكون إشارة إلى أن أي آمال لدى أوكرانيا والغرب، بنهاية مبكرة للحرب ستكون مضللة، مشيرة إلى أن استراتيجية الرئيس الروسي سياسية، فعلى سبيل المثال، زار بوتين مينسك مؤخرًا لتسليط الضوء على تحالفه مع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، وتعهد بالسماح للطيارين البيلاروسيين بالتحليق بطائرات معدلة لتحمل أسلحة نووية، وألمح إلى عمليات عسكرية مشتركة محتملة.

إلا أنه مع ذلك، لا تقدِّم روسيا أيًا من هذه الرؤوس الحربية، ومن غير المرجح أن ينضم لوكاشينكو إلى الحرب، بحسب الصحيفة البريطانية، التي قالت إن مينسك قد تنشر 9000 جندي في أحسن الأحوال، وتخاطر بحدوث اضطرابات داخلية إذا فعلت ذلك.