متى يودَّع العالم فيروس كورونا؟

في بريطانيا، حيث يهيمن متحوِّر دلتا، يبلغ معدل الوفيات نحوالي 0.1% فقط، وبذلك يبدو أن التحكُّم في الفيروس أصبح ممكنًا.

متى يودَّع العالم فيروس كورونا؟
صورة مهجرية مصممة لفيروس كورونا المستجد

ترجمات – السياق

تحت هذا العنوان،-متى يودع العالم فيروس كورونا؟- تساءلت مجلة الإيكونوميست البريطانية، عن حياة الناس وشكل العالم بعد انتهاء الوباء، مشيرة إلى أن العودة للأوضاع الطبيعية، في حال انتهاء الوباء، تتطلَّب وقتًا أطول.

وقالت المجلة في تقرير، إن كورونا مازال منتشراً في العديد من بلدان العالم، لاسيما أن هناك بعض الدول، التي تظهر أسوأ أداء في مؤشر العودة للأوضاع الطبيعية بعد الوباء، وذلك من خلال تتبُّع عوامل، مثل: الرحلات الجوية، حركة المرور، وتجارة التجزئة.

وحتى الآن، يبدو أن إرث فيروس كورونا، سيتبع النمط الذي حدَّدته الأوبئة السابقة، الذي يتمثَّل في ثلاثة تحولات هي: أن التهديد الجماعي يدفع إلى نمو قوة الدولة، وأن قلب روتين الحياة اليومية يؤدي إلى البحث عن الهوية، والحذر من الأفعال الدونية، نظرًا للخوف من اقتراب الموت.
وفي النهاية، مع تجاوز عدد التطعيمات 3 مليارات، هناك شيئان واضحان، بالنسبة للحياة بعد فيروس كورونا، أن المرحلة الأخيرة من الوباء سوف تطول وستكون مؤلمة، وأن الوباء حتمًا سيترك وراءه عالمًا مختلفًا.

نقص التطعيم

رغم أن العالم مستعد لإنتاج نحو 11 مليار جرعة من اللقاح هذا العام، فإنه ستمر شهور قبل أن تجد كل تلك اللقاحات أذرعًا لتوزيعها عالميًا، فضلاً عن تباين المواقف بين الدول الغنية والفقيرة، وكمية اللقاحات هنا وهناك، إضافة لسوء التنظيم والتوزيع، اللذين يؤخران وصول اللقاح لكل الناس، على مستوى العالم، بشكل سريع، خصوصًا الدول الفقيرة.

لم يقف الأمر عند مشكلة نقص اللقاحات، لكن أيضًا تسبَّب المتحوِّر دلتا الجديد، الذي ظهر في الهند مؤخرًا، في توقُّف التطعيم بعدد من البلدان، خوفًا من حدوث مضاعفات للمتلقي، خصوصًا أن هناك مخاوف من أن المتحوِّر يزيد مستوى العدوى، بضعفين أو ثلاثة عن كورونا العادي.

فقد انتشرت الحالات بسرعة كبيرة، لدرجة أن المستشفيات امتلأت عن آخرها بالمرضى، ما جعل الفرق الطبية غير قادرة على التعامل مع هذا العدد الضخم، فضلاً عن نفاد الأكسجين.

ورغم اختلاف اللقاحات وإسراع العالم في ابتكار المزيد، فإنه للآن مازالت الأعداد في تزايد، ما يثير التساؤل: متى يودِّع العالم كورونا؟

تغيُّـرات جديدة

"الإيكونومست"، تعود لتؤكد مجددًا، أن رغم كل ذلك، فإنه في النهاية لابد أن يأتي يوم ينحسر فيه الوباء، حتى لو استمر الفيروس بطريقة أو بأخرى، لابد له أن ينتهي يومًا.

أما بالنسبة لأولئك المحظوظين، لتلقيهم اللقاح، أو الحصول على علاجات جديدة، فأصبح كورونا بالفِعل مرضًا غير قاتل.

ففي بريطانيا، حيث يهيمن متحوِّر دلتا، يبلغ معدل الوفيات حوالي 0.1% فقط، وبذلك يبدو أن التحكُّم في الفيروس أصبح ممكنًا.

ورغم وفرة اللقاحات والعلاجات، في البلدان الغنية، فإن هناك غضبًا شديدًا يضرب البلدان الفقيرة، بسبب نقص التطعيم واللقاحات من جهة، وعدم اهتمام العالم الغني بهم من جهة أخرى، خصوصًا مع تزايد عدد الوفيات، وهو ما قد يؤدي إلى اشتباك بين الفئتين (الأغنياء والفقراء)، لعل أقله توقُّف السفر بين الجهتين لأجل غير مسمى.

التغيُّـرات بعد انتهاء كورونا، قد تلحق بمعدل الرحلات الجوية عالميًا، وزيادة العمل من المنزل، فضلاً عن زيادة الطلب على الكليات الطبية، كما حدث في بريطانيا عام 2020، إذ ارتفع أعداد الطلاب الذين يختارون كلية الطب، عن أي تخصص آخر، وربما تقل أيضًا الرغبة في السفر والتحرك أكثر من اللازم، مع ازدياد أعداد الفقراء عالميًا، والاعتماد أكثر على الهندسة الوراثية والذكاء الاصطناعي.