وول ستريت: باكستان صنعت وحشًا في أفغانستان.. فهل يلتهم إسلام أباد؟

وول ستريت جورنال: سياسة باكستان في أفغانستان تنقلب عليها...!

وول ستريت: باكستان صنعت وحشًا في أفغانستان.. فهل يلتهم إسلام أباد؟

السياق

قالت «وول ستريت جورنال»، إن جزءًا كبيرًا من المؤسسة الأمنية الباكستانية، كانت طوال عقدين من الزمان، متجذِّرة في صفوف طالبان في الحرب الأفغانية، إلا أن الذعر بدأ ينتشر في أروقة السلطة في باكستان، بعد استيلاء حركة طالبان على مساحات شاسعة من البلاد، في طريقها للاستيلاء على السُّلطة.

وأكدت الصحيفة الأمريكية، أنه منذ الغزو الأمريكي عام 2001 الذي أطاح نظام طالبان، المدعوم من باكستان في كابول، قدَّم الجيش الباكستاني القوي -بشكل غير رسمي- دعمًا محسوبًا بعناية، ما سمح للمتمردين الأفغان بالعمل من أراضيها.

 

عواقب غير مقصودة

وأشارت الصحيفة، إلى أن باكستان أرادت تعزيز حركة طالبان، في مواجهة نفوذ الهند "عدوها" في أفغانستان، وأن يكون لها وكيل قوي هناك، بعد رحيل الولايات المتحدة، إلا أنه مع اجتياح طالبان ثلث مناطق أفغانستان، عقب الانسحاب العسكري الأمريكي، ومحاصرة المدن الرئيسية في البلاد، يتعيَّن على السُّلطات الباكستانية، أن تتعامل مع العواقب غير المقصودة لسياساتها.

وقال مسؤولون باكستانيون كبار: إن استيلاء طالبان على السُّـلطة، أو اندلاع حرب أهلية جديدة في أفغانستان، من شأنه أن يأتي بنتائج عكسية ضد المصالح الوطنية لإسلام أباد.

 

الحرب الأهلية

بدوره، قال وزير الدفاع الباكستاني السابق، اللفتنانت جنرال المتقاعد نعيم لودي: «نحن مرتبطون ارتباطًا وثيقًا بأفغانستان، عِـرقيًا، ودينيًا، وقبليًا، لدرجة أنه كلما وقعت حرب أهلية، تنغمس باكستان تلقائيًا»، مؤكدًا أن الحرب الأهلية في أفغانستان، آخر شيء تود باكستان حدوثه.

ورغم أن الحكومة الباكستانية، تنفي دعمها لطالبان، فإنها تقول إن تأثيرها محدود في الجماعة، مشيرة إلى أنها لم تعد تريد أن تكون الداعم الرئيس لنظام منبوذ.

وفي اعتراف نادر، قال وزير الداخلية الباكستاني رشيد أحمد الشهر الماضي، إن عائلات طالبان الأفغانية تقيم في بلاده، بما في ذلك المناطق المحيطة بالعاصمة إسلام أباد، مشيرًا إلى أن أعضاء الجماعة المتمردة، يتلقون العلاج في المستشفيات المحلية.

وقال رشيد، مستشهداً بأسماء ضواحي إسلام أباد، إن «عائلات طالبان تعيش هنا في باكستان، في راوات ولوي بير وبارا كاهوه وتارنول، في بعض الأحيان تصل جثثهم، وأحياناً يأتون إلى المستشفيات لتلقي العلاج».

 

تسوية سِلمية

وتهدف باكستان، إلى تسوية سِلمية تفاوضية، من شأنها أن تمنح طالبان نصيبًا كبيرًا من السُّـلطة في كابول، إلى جانب الشرعية الدولية والتمويل.

إلا أن تلك الخطة، يبدو أنها بعيدة المنال، فإسلام أباد تتخوف من تدفق اللاجئين عبر الحدود المليئة بالثغرات، ليضافوا إلى 1.4 مليون لاجئ أفغاني، يعيشون في البلاد، إضافة إلى ذلك، فإن انتصار طالبان الأفغانية، من شأنه أن يحفز المتشددين الإسلاميين في باكستان، الذين تضاءلت قوتهم نتيجة للعمليات العسكرية المتتالية، في المناطق الحدودية القبلية.

 

عنف وفوضى

 من جانبه، يقول وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي، إن العنف والفوضى قد يسيطران على أفغانستان، بعد أن تسحب الولايات المتحدة وحلفاء الناتو قواتهم من البلاد، بحلول الموعد النهائي في 11 سبتمبر المقبل.

وقال قريشي في ملتان: إن العنف يتزايد في أفغانستان، ومن الواضح أن باكستان قلقة بشأنه، محذِّرًا من أنه إذا ساء الوضع الأمني ​​الأفغاني، وتحول إلى حرب أهلية، سيكون ذلك ضارًا لأفغانستان، لكنه قد يقوِّض المكاسب الباكستانية ضد الإرهاب، كما قد يؤدي إلى نزوح جماعي آخر للاجئين الأفغان إلى باكستان.

 

غزو جديد

 وأعلنت حركة طالبان في أفغانستان، استيلاءها على مقاطعتين في ولاية بروان، التي تضم قاعدة باغرام الجوية، التي أخلتها القوات الأمريكية، بعد يوم واحد من إعلانها أنها تسيطر على 85% من أراضي أفغانستان، وأن مقاتليها استولوا على معبرين حدودين غربي البلاد.

وبينما تسحب الولايات المتحدة جنودها، تستعيد طالبان بسرعة، السيطرة على الأراضي في جميع أنحاء أفغانستان، بحسب وفد من حركة طالبان، أكد مساء الجمعة، أنهم يسيطرون على 250 مقاطعة، من أصل 400 في أفغانستان.