في أول زيارة خارجية له.. سلطان عُمان يصل السعودية الأحد

زخم شعبي ورسمي يصاحب زيارة سلطان عُـمان للسعودية.. وملفات عدة للناقش

في أول زيارة خارجية له.. سلطان عُمان يصل السعودية الأحد

السياق

يزور سلطان عُمان، هيثم بن طارق، غدًا الأحد، المملكة العربية السعودية، في أول زيارة خارجية له منذ تقلده الحكم، العام الماضي.

وقالت وكالة الأنباء السعودية، إن الزيارة التي تستمر يومين، تأتي تلبية لدعوة من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في إطار تعزيز العلاقات "الأخوية التاريخية الراسخة" بين قيادتي البلدين، وتوسيعاً لآفاق التعاون المشترك، وسبل تطويره في مختلف المجالات، بما يعود على شعبي البلدين بالخير والنماء.

 

مرحلة جديدة

الزيارة التي تبدأ خلال ساعات، ستفتتح مرحلة جديدة من الشراكة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وتعزِّز علاقات التعاون الثنائي بين البلدين، انطلاقًا من طموحات رؤية «عُمان 2040» ورؤية «المملكة 2030» وما تتضمنانه من فرص استثمارية «هائلة»، بحسب وكالة الأنباء العُمانية.

وتعتمد رؤية البلدين المستقبلية، على اعتماد التنويع في الاقتصاد، وتهيئة الظروف للقطاع الخاص والمستثمرين، سبيلاً لإيجاد فرص عمل للقوى العاملة الوطنية وتنمية الاقتصاد، بناءً على ما يفرضه العِلم والابتكار من تقنيات حديثة.

وقالت وكالة الأنباء العُمانية، إن الاقتصاد العُماني يتجه -ضمن رؤية عُمان 2040- إلى بناء قاعدة متينة على أساس التنويع الاقتصادي، مع الاهتمام بالتنويع القائم على أساس التقنية والمعرفة والابتكار، وهي توجهات الاقتصاد السعودي نفسها، ضمن رؤية المملكة 2030، التي تسعى الرياض خلالها إلى تطوير البنية الأساسية، لتكون أحد أهم عوامل رفع تنافسية المملكة وجاذبيتها كوِجهة مثالية للاستثمار، إلى جانب الاستغلال الأمثل للموارد.

 

مجالات التعاون

مسؤولون حكوميون وفي القطاع الخاص في البلدين، بدأوا خلال الأيام الماضية، وضع رؤية تمكِّن الطرفين من تحديد مجالات التعاون الاقتصادية والاستثمارية المشتركة، وطرح مقترحات لتفعيل العلاقات التجارية بين  الطرفين، وتعزيز ومضاعفة التبادل التجاري، وزيادة الفرص الاستثمارية، والتركيز على الأنشطة غير النفطية اللوجستية والسياحية، وفي مجال الأمن الغذائي والتعدين والصناعة والصحة والتعليم، إضافة إلى تشكيل لجنة مشتركة، بين القطاعين العام والخاص، لتنفيذ ومتابعة وتعزيز سبل التعاون.

 

طريق مباشر

الطريق المباشر بين البلدين، أحد أبرز مجالات التعاون، الذي سيؤدي  إلى خفض تكلفة شحن الواردات والصادرات بين البلدين وتقليل تكلفة النقل، ويسهِّـل التواصل بين الأفراد والتجار والمستثمرين، وتعزيز القطاعين اللوجستي والسياحي، وسيدعم نمو الاستثمار والتبادل التجاري، بحسب وكالة الأنباء العُمانية.

كما سيمكّـن الطريق الجديد، المزمع افتتاحه خلال العام الجاري، البلدين من تحقيق الآمال والطموحات، التي وردت في رؤيتي البلدين، حيث يمكنهما إقامة مشاريع استثمارية مشتركة، إضافة إلى الاستفادة من الميزة النسبية لميناءي صحار والدقم، خاصة بعد أن يتم افتتاح الطريق الجديد أو في حال إنشاء سكة للقطار، لقربهما من المنفذ الحدودي بين البلدين.

وينطلق الطريق البري، الذي سيربط السلطنة بالمملكة العربية السعودية، من دوار تنعم بولاية عبري بمحافظة الظاهرة، حتى منطقة رملة خيلة على الحدود السعودية بطول 155 كيلومترًا تقريبًا، وفي الجانب السعودي يبدأ الطريق من تقاطع طريق حرض - بطحاء، ويصل حتى حقل شيبة، ثم إلى منفذ أم الزمول على حدود السلطنة بطول 564 كيلومترًا.

 

شراكة تجارية

تُعَدُّ السعودية من أهم الشركاء التجاريين للسلطنة، إذ حلَّت العام الماضي، في المرتبة الثانية، في قائمة أهم الدول المستوردة للصادرات العُمانية غير النفطية، وفي المرتبة الرابعة لإعادة التصدير، وفي المركز الخامس بقائمة الدول التي تستورد منها السلطنة، بحسب بيانات رسمية.

وقال المركز الوطني للإحصاء والمعلومات في عُمان، إن إجمالي حجم التبادل التجاري بين البلدين، بلغ نحو 960 مليون ريال عُماني خلال 2020، مقارنة بـ 506 ملايين و279 ألف ريال عُماني عام 2010، إذ بلغت قيمة الواردات من السعودية في ذلك العام 240 مليونًا و769 ألف ريال عُماني.

بينما بلغت قيمة الصادرات العُمانية 265 مليونًا و510 آلاف ريال عُماني، منها 182 مليونًا و578 ألف ريال عُماني، قيمة الصادرات غير النفطية، و82 مليونًا و932 ألف ريال قيمة إعادة التصدير، بحسب المركز نفسه.

 

شروط تطوير العلاقات

رئيس اتحاد الغرف السعودية عجلان العجلان، قال في تصريحات لوكالة الأنباء السعودية، إنه لتطوير العلاقات التجارية والاستثمارية، ينبغي التركيز على استغلال المزايا النسبية، بما في ذلك حرية انتقال السلع والأفراد، والاستفادة من قدرات المملكة الصناعية، والموقع الإستراتيجي لسلطنة عُمان، في المنافسة والوصول بمنتجات البلدين إلى الأسواق الدولية.

وأوضح المسؤول السعودي، أن الجهات المختصة في سلطنة عُمان، تسعى إلى استقطاب الاستثمارات السعودية في مختلف القطاعات، وتَعِد بتقديم تسهيلات وحوافز استثمارية كبيرة، خاصة في منطقة الدقم الاقتصادية، التي تتميَّـز بموقعها الإستراتيجي على بحر العرب، بالقرب من خطوط الملاحة الدولية، متضمِّنة العديد من الحوافز للمستثمرين من إعفاءات ضريبية وجمركية.

وأضاف: نشجِّع أصحاب الأعمال العُمانيين، على الاستثمار في المملكة، والاستفادة من المناخ المواتي، والفرص الاستثمارية الواعدة، والدخول في شراكات مع نظرائهم السعوديين.

مجلس تنسيق

وزير الخارجية العُماني، بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي، قال في تصريحات صحفية، إن القمة المرتقبة بين خادم الحرمين الملك سلمان وسلطان عُمان هيثم بن طارق، ستشهد إطلاق مجلس تنسيق بين البلدين، لتكثيف التعاون في كل المجالات والملفات.

وأكد المسؤول العُماني، أن بلاده تتعاون مع المملكة في ملفات عدة، فالجانبان ينسِّقان بشكل مكثَّف في كثير من القضايا الإقليمية، وفي مقدمتها القضية اليمنية.

 

زخم شعبي

الزخم الذي أحدثته الزيارة المرتقبة، ليس على المستوى الرسمي فقط، بل إن المستوى الشعبي كان أكثر حفاوة، بزيارة سلطان عُـمان إلى السعودية.

ودشن مغردو مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاجات، للترحيب بضيف المملكة سلطان عُـمان، بينها هاشتاج #سلطان_عمان_ضيف_الملك_سلمان، الذي احتل قائمة الأكثر تداولاً على "تويتر".

وقال الإعلامي العُماني طلال الرواحي، في تغريدة عبر حسابه بـ«تويتر»: «المملكة العربية السعودية وسلطنة عُـمان... جذور من الحب ممتدة بين القادة والشعوب… حفظ ربي الأمة الإسلامية جمعاء، من كل سوء ومكروه».

وانتشرت صورة للملك سلمان والسلطان طارق، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعليها «الدار داركم وبالقلب مقداركم»، علق عليها ماشي العمري، رئيس مجلس إدارة الغرفة التجاريه الصناعية بالمخواة في السعودية، قائلًا: «الدار داركم وبالقلب مقداركم، نقولها جميعاً لضيف خادم الحرمين الشريفين صاحب الجلالة السلطان #هيثم_بن_طارق #عمان و #السعودية علاقة أخويه تفوق كل العبارات... أدام الله على شعبينا الخير والسلام».