تفاصيل 40 دقيقة.. دبي تسطر قصة نجاح جديدة في حريق جبل علي
أزمة استمرت 40 دقيقة، أدارتها دبي بكفاءة واقتدار وشفافية، تمثَّلت في استنفار الأجهزة المعنية، التي كانت في موقع الحادث في دقائق معدودة، فضلاً عن إعلان تطورات الحادث لحظة بلحظة، وبشفافية غير معهودة في مثل تلك الظروف، في معظم بلدان العالم.

السياق
40 دقيقة فقط، لإطفاء حريق اندلع في سفينة حاويات بميناء جبل علي في مدينة دبي، في حادث تردَّد صداه في أنحاء العالم العربي كله، ما أغرى الأقلام "المتربِّصة" التي هرولت إلى محاولة الاصطياد في الماء العكر.
بداية الحادث، كانت بانفجار وقع مساء الأربعاء، في سفينة راسية قبالة ميناء جبل علي في إمارة دبي، ما أدى إلى اندلاع حريق في السفينة.
دقائق قليلة، وخرج المكتب الإعلامي لحكومة دبي، معلنًا أن فرق الدفاع المدني، تتعامل مع حريق ناجم عن انفجار إحدى الحاويات في سفينة بالميناء.
ولم تمض دقائق أخرى، حتى أعلن المكتب الإعلامي لحكومة دبي، في تغريدة عبر حسابه بـ «تويتر»، أن الأجهزة المعنية سيطرت بكفاءة عالية، على المرحلة الأخيرة من حريق اندلع في حاوية بسفينة تستعد للرسو على أحد أرصفة ميناء جبل علي، بعيداً عن الخط الملاحي الرئيس للميناء.
وقال المكتب الإعلامي، إن الحادث لم يسفر عن أي إصابات ولا وفيات، مؤكدًا إخلاء السفنية المعنية من طاقمها في الوقت المناسب.
فتح تحقيق
من جانبها، قالت المديرة العامة للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، منى المري، في تصريحات صحفية، إن التحقيق جارٍ في سبب الانفجار، مشيرةً إلى احتواء إحدى الحاويات بعض المواد القابلة للاشتعال.
بدوره، قال مدير عام الدفاع المدني بدبي، اللواء راشد ثاني المطروشي، إن حريق ميناء جبل علي، تمت السيطرة عليه، مؤكدًا أن عملية التبريد جارية.
وأكدت سُلطات ميناء جبل علي، أنها اتخذت الإجراءات اللازمة، لضمان سير حركة السفن بصورة طبيعية في الميناء.
مواد مشتعلة
القائد العام لشرطة دبي، الفريق عبدالله المري، قال إن التقارير تشير إلى أن الحريق في ميناء جبل علي، اندلع بسفينة حاويات صغيرة سعتها 130 حاوية، مشيرًا إلى أنه ناجم عن مواد قابلة للاشتعال بإحدى الحاويات.
ونفى المسؤول الإماراتي، صحة ما أثير بوجود مواد مشعة في هذه السفينة، مؤكدًا أن الحريق قد يكون ناتجًا عن احتكاك أو ارتفاع درجة الحرارة.
كفاءة وشفافية
أزمة استمرت 40 دقيقة، أدارتها دبي بكفاءة واقتدار وشفافية، تمثَّلت في استنفار الأجهزة المعنية، التي كانت في موقع الحادث في دقائق معدودة، فضلاً عن إعلان تطورات الحادث لحظة بلحظة، وبشفافية غير معهودة في مثل تلك الظروف، في معظم بلدان العالم.
أقلام الحاقدين
إلا أنه بمجرَّد الإعلان عن الحريق، انبرت أقلام وُصفت بـ«الحاقدة»، لتنال من البلد، الذي أدار أزمة نادرة بكفاءة ليس لها مثيل، بحسب مسؤولين، متناسين الجهود التي بذلت وأثمرت السيطرة على الموقف، في دقائق معدودات.
وبينما هرولت تلك الأقلام «المغرضة» للاصطياد في الماء العكر، ووجهت بناشطي ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين دشنوا «هاشتاجات»، عبَّـروا فيها عن مساندتهم لدبي، وإشاداتهم بأجهزتها، التي أدارت الأزمة بـ«كفاءة مثالية».
إشادات واسعة
وقال الأمير السعودي، عبدالرحمن بن مساعد بن عبدالعزيز، في تغريدة عبر حسابه الرسمي بـ «تويتر»، إن الحادث عرضي، فلا أضرار بشرية ولا جرحى ولا مصابين، مختتمًا تغريدته بقوله: حمى الله أهلنا في الإمارات من كل سوء.
الأمير السعودي سطام بن خالد آل سعود، كتب تغريدة على حسابه بـ «تويتر»، تحت هاشتاج «سلاماً دبي»، قال فيها: حفظ الله بلدنا الإمارات، حكامها و شعبها، من كل شر... خطاكم السوء.
رئيس الهيئة العامة للترفيه في السعودية، تركي آل الشيخ، كان أحد المتضامنين مع الإمارات، ليغرِّد عبر حسابه بـ«تويتر»، قائلاً: "خطاكم السوء أهلي في الإمارات... حفظ الله بلادكم وشعبها الطيب».
الصحفي السعودي عبدالله البندر، غرَّد عبر حسابه بـ«تويتر»، مشيدًا بسرعة تعامل سلطات دبي، مع حادث حريق ميناء جبل علي، متمنيًا من الله أن يحفظ «أهلنا في الإمارات من كل مكروه».
قصة نجاح
وقال الدكتور علي النعيمي، عضو المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي، في تغريدة عبر حسابه بـ «تويتر»، إن الأزمات تحدث في كل مكان، لكن من أراد أن يتعلَّم كيفية إدارة الأزمات بكفاءة ونجاح، سيجد في دبي نموذجاً متفرِّداً، من قمة الهرم إلى كل أعضاء الفرق، التي تتعامل مع الأزمة، من مختلف القطاعات.
وأضاف النعيمي: إنها دبي قلبنا النابض دانة الدنيا... حفظها ربي ورعاها، مضيفًا: دانة الدنيا دبي أبهرت العالم بتألقها وتميُّـزها، وأشغلت العالم بحادث حريق بسيط، لأنها القلب النابض في هذا العالم، وملتقى الشرق والغرب والشمال والجنوب، دبي قصة نجاح تتطور وترتقي كل لحظة، لكي يكون حاضرنا هو المستقبل.
اشتعال قلوب الحاقدين
الكاتب الصحفي الإماراتي محمد طاقي، أشاد عبر حسابه بـ«تويتر»، بسرعة وكفاءة فرق الدفاع المدني، في السيطرة على الحريق، وبوجود جميع مسؤولي دبي وأبطالها وإعلامها في موقع الحادث.
وأضاف طاقي: "النار لم تحرق دبي، كما ادعى البعض، لكنها أحرقت قلوب الحاقدين عليها... اللهم اجعل كيدهم في نحورهم».
ونشر إماراتي يدعى ماجد الهاملي، صورة لفرق الدفاع المدني وهي تحاول السيطرة على الحريق، معلِّقًا عليها: "رجال زايد الذين أطفأوا قلوب الحاقدين».
بينما قال أحمد الحمادي عبر حسابه بـ«تويتر»: "تحصل حوادث وكوارث وقتل وتفجير في العالم أجمع، ولا توجد قناة تذكر لك هذا الخبر، لكن أي خبر يخص بلادي الغالية الإمارات، ترى النطيحة والمتردية وكل متربِّص ينشر ويكتب ويهول لهذا الخبر (..) خسئتم وخاب مسعاكم، وتظل بلادي واحة للأمن والأمان في ظِل حكامنا».
لكن لِمَ هذه الضجة على الحريق؟ وما أهمية منطقة جبل علي؟ وماذا نعرف عنها؟
منطقة جبل علي في دبي، من أكبر المناطق الاقتصادية في الشرق الأوسط، إذ يوجد فيها ميناء جبل علي، أحد أكبر الموانئ، يخدم الأسواق العالمية، ويلعب دوراً محورياً في اقتصاد الإمارات.
وبفضل موقع منطقة جبل علي الاستراتيجي في دبي، فإنها تؤمِّن نفاذاً إلى أسواق أكثر من ملياري شخص، إذ ترتبط بأكثر من 180 خطًا للشحن البحري، ومرتبطة –كذلك- بـ140 ميناء في العالم.
تحوي محطات حاويات ميناء جبل علي، 23 رصيفاً و78 رافعة، لتلبية حاجات أكبر سفن الحاويات في العالم، كما أنها تستطيع استقبال جميع السفن من أي حجم، موجودة في الخدمة حالياً، أو قيد الطلب.
تم تصنيف ميناء جبل علي، تاسع أكبر ميناء للحاويات في العالم، كما اختير أفضل ميناء بحري في الشرق الأوسط، على مدى عشرين عاماً متتالية.
ويضم ميناء جبل علي، أكبر حوض من صُنع الإنسان في العالم، كما يُـعَـدُّ ميناءً محورياً لأكثر من 90 خدمة ملاحية أسبوعية.
كما تضم المنطقة الحرة فيه، أكثر من 5 آلاف شركة عالمية، وتصنِّع الدول منتجاتها، وفق متطلبات الأسواق التي تستهدفها، سواء محلياً أو تصديرها لأسواق خارجية.