كاتب أمريكي: زعيم إثيوبيا خسر حربه في تيغراي... وفي طريقه للانتقام

مايكل روبين: أنه لا يوجد شيء أخطر من أن يصبح أحد الذين حازوا جائزة نوبل للسلام، محل ازدراء.

كاتب أمريكي: زعيم إثيوبيا خسر حربه في تيغراي... وفي طريقه للانتقام
آبي أحمد

ترجمات - السياق

انتقد الكاتب الأمريكي، مايكل روبين، ممارسات رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، ضد الصحفييين في بلاده، الذين "تجرَّأوا" على كشف حقيقة ما حدث في إقليم تيغراي، الذي يشهد نزاعاً مسلحاً منذ أشهر.

وأجرى روبين، وهو زميل في معهد "أمريكان إنتربرايز"، في مقال بموقع "1945"، الأمريكي، مقارنة بين حديث آبي أحمد، خلال حفل تسلُّمه جائزة نوبل للسلام عام 2019، وتصرفاته بعد ذلك.

وكان الرئيس الإثيوبي قد قال (آنذاك): "أقبل هذه الجائزة نيابة عن الأفارقة، ومواطني العالم الذين تحوَّل حلم السلام بالنسبة لهم، في كثير من الأحيان، إلى كابوس حرب".

وأضاف روبين، وهو زميل بارز في معهد "أمريكان إنتربرايز": رغم ما قاله رئيس الوزراء الإثيوبي، في خطابه الشهير، فإنه بعد أقل من عام أطلق العنان لـ"كابوس الحرب" الذي كان يتحدَّث عنه، مشيراً إلى أن "أولئك الذين يعرفونه، ليسوا فقط الإثيوبيين ولكن نظراءه من القادة الأفارقة أيضاً، يصفونه بأنه مزيج ضار من السذاجة والغرور والطموح".

وقال الكاتب الأمريكي، إنه عندما أجَّـل آبي -كغيره من الإصلاحيين الذين تحوَّلوا إلى ديكتاتوريين- الانتخابات بشكل أحادي، تحدى المسؤولون في إقليم تيغراي القرار، وأجروا الانتخابات في الموعد الذي كان مقرَّراً، وفازت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، التي كانت حليفاً لآبي، حينما كان ضمن جبهة المعارضة، في عملية انتخابية حرة ونزيهة إلى حد كبير.

 

مذابح وعمليات تطهير

ورأى روبين، أنه لا يوجد شيء أخطر من أن يصبح أحد الذين حازوا جائزة نوبل للسلام، محل ازدراء، موضحاً أنه في أعقاب الانتخابات، أرسل آبي قواته إلى تيغراي وارتكبوا فيها، إلى جانب القوات الإريترية، مذابح وعمليات تطهير عِرقي، واغتصاب جماعي، لكن الدبلوماسيين الإثيوبيين ووسائل الإعلام، التي تسيطر عليها الدولة، إما أنكروا هذه الفظائع، وإما ألقوا باللوم فيها على جبهة تحرير تيغراي.

ولفت الكاتب إلى أنه في الوقت نفسه، واصلت حكومة آبي استهداف كبار السن من قادة تيغراي، في استراتيجية تعطي الأولوية للانتقام على حساب الوحدة، حيث كان قادة الحرس القديم، في الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، مثل وزير الخارجية السابق، سيوم مسفين، أحد الأصوات الأساسية في حركة شعب تيغراي، التي تنادي بالقومية الإثيوبية، بينما لا يرى جيل الشباب أي فائدة في الجزء المتبقي من المزيج الإثيوبي متعدِّد الأعراق.

وفي ما يتعلق بموقف الدول، مما يحدث في إثيوبيا، أشار مايكل روبين، إلى أن هناك عدداً قليلاً من دول العالم، يصدِّق الرواية الإثيوبية الرسمية، ونفي أديس أبابا لما يحدث في تيغراي، وعزا ذلك، إلى أنه إذا كانت الدولة بريئة من هذه الاتهامات، فإنها لم تكن لتمنع الوصول إلى الأراضي، التي يُزعم أنها تشهد جرائم ضد الإنسانية، كما أنه من غير الممكن تنسيق روايات اللاجئين وشهود العيان الفارين من الحرب.

 

عدم الاعتراف بالهزيمة

ووفقاً لروبين، فإن حكومة آبي صرَّحت -في الأشهر الأخيرة مراراً وتكراراً- بأنها هزمت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، ورفضت الرد على أي شخص يثير أسئلة عن الوضع في هذا الإقليم، وذلك حتى مع ظهور مقاطع فيديو للقوات الإثيوبية، التي استولت عليها الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، رغم استعادة الأخيرة العاصمة ميكيلي، الإجراء الذي كان صدمة للإثيوبيين، الذين طالما أكد لهم آبي، والتلفزيون الرسمي الذي تسيطر عليه الدولة، أن أديس أبابا هزمت شعب تيغراي.

وقال روبن إنه في تصرف شبيه بتصرفات "الديكتاتوريين" الآخرين، مثل دكتاتور بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، ورجل تركيا رجب طيب أردوغان، قرر آبي الانتقام من الصحفيين، الذين تجرَّأوا على ذكر حقيقة ما يحدث في تيغراي.

 

إعدام صحفي

رصد روبن عدداً من الإجراءات، التي تم إتخاذها ضد الصحفيين في إثيوبيا، مشيراً إلى أن تسيدال ليما، رئيس تحرير صحيفة "أديس ستاندارد"، الصادرة بالإنجليزية، وهي وسيلة إعلام مستقلة، سعت إلى تغطية الأحداث في تيغراي بشكل عادل، حسب الكاتب.

 وتابع: "اقترح المدوِّن المؤيِّد للحكومة، سيوم تيهوم، في 3 يوليو الجاري، إعدام أحد الصحفيين المسجونين بإجراءات موجزة، كما نصح باعتقال ليما، إذ يسعى أولئك الذين يحيطون بآبي، ويضخِّمون فقاعته، إلى ضمان اتهام هؤلاء الذين لا يدعمون "أوهام" رئيس الوزراء بارتكاب جريمة كبرى، فمثل هذه الانتقادات غالباً ما تؤدي إلى موت أصحابها، في مينسك وموسكو وأنقرة".

ورأى الكاتب، أن الولايات المتحدة تكون في أفضل حالاتها وأكثرها فاعلية، عندما تتبنى الدفاع عن الحرية، بدعم من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، معتبراً أن الوقت حان لوزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، وتجمع النواب السود في الكونغرس (عبارة عن تجمع مؤلف من معظم الأعضاء الأمريكيين من أصل أفريقي في الكونجرس)، وقادة الحزب الجمهوري أيضاً، لإخبار آبي بأن العالم يراقب أفعاله، وأن انتقامه من الصحفيين الإثيوبيين، لقولهم الحقيقة، ستكون له عواقب خطيرة.

وقال روبن، في نهاية مقاله: "قد يعتقد آبي ورفاقه أن بإمكانهم تحويل إثيوبيا إلى دولة شبيهة بالصين، أو أنه لن تكون هناك عقوبات، لكن من الحماقة، أن يعتقدوا أنهم سيتمكنون من الإفلات من العقاب".