أويل برايس: السعودية تخطِّط لقيادة العالم في إنتاج الهيدروجين
تتطلع أرامكو السعودية، أكبر شركة نفط في العالم، إلى بناء سوق وتعزيز استراتيجيتها المتعلِّقة بالهيدروجين، إذ تتوقَّع إنشاء قاعدة عملاء كبيرة في السنوات المقبلة.

ترجمات - السياق
تولي المملكة العربية السعودية، اهتماماً لافتاً لتطوير مشاريع الطاقة المتجدِّدة بشكل عام، خصوصًا الهيدروجين، إذ تستثمر شركة أرامكو السعودية بشكل كبير في تكنولوجيا الهيدروجين في الوقت الحالي، بحسب تقرير لموقع "أويل برايس".
وتوقع الموقع المتخصِّص في مجال الطاقة والنفط، أن تنجح المملكة العربية السعودية، في السيطرة على سوق الهيدروجين العالمية قريبًا.
الهيدروجين الأزرق
وقال "بن كاهل" المحلل في برنامج أمن الطاقة وتغيُّـر المناخ، التابع لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، إن سيطرة السعودية والإمارات على سوق الهيدروجين، ستعتمد على سرعة التحول إلى الاعتماد على مصادر الطاقة المتجدِّدة، وطلب السوق على الطاقة منخفضة الكربون.
إلى ذلك، قال أحمد الخويطر، الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في شركة أرامكو: "اليوم نرى أن تقنيات استخدام الهيدروجين، أصبحت ناضجة ومتاحة تجاريًا، لذلك قرَّرنا خوض التجربة في هذا السوق العملاق".
يأتي هذا الإعلان، في الوقت الذي أطلق فيه ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، استراتيجية وطنية للنقل والخدمات اللوجستية، بهدف زيادة مساهمة القطاع في الإيرادات غير النفطية السنوية، إلى 12 مليار دولار بحلول عام 2030.
قاعدة عملاء
تتطلع "أرامكو"، أكبر شركة نفط في العالم، إلى بناء سوق وتعزيز استراتيجيتها المتعلِّقة بالهيدروجين، إذ تتوقَّع إنشاء قاعدة عملاء كبيرة في السنوات المقبلة، تماشيًا مع رؤية ولي العهد السعودي 2030.
وبذلت المملكة جهودًا، لضمان أن تكون عمليات إنتاج النفط لديها، تتضمَّن كثافة منخفضة من الكربون، من خلال الاستثمار في تكنولوجيا احتجاز الكربون وتخزينه.
وتُستخدم هذه التقنية، في إنتاج الهيدروجين الأزرق، ما يعني أن السعودية من أولى الدول التي طوَّرت بنية تحتية، لإنتاج كميات كبيرة من الهيدروجين الأزرق.
ويتوقَّع بنك أوف أمريكا، أن يحل الهيدروجين محل 25 في المئة، من إجمالي الطلب على النفط بحلول عام 2050.
وإذا ثبت، أن هذا التوقُّع صحيح، فإن المملكة حريصة على ضمان احتفاظها بالهيمنة نفسها، على أسواق الهيدروجين، كما تسيطر حاليًا على أسواق النفط.
وتتطلع المملكة العربية السعودية أيضًا، إلى تطوير الهيدروجين الأخضر من مصادر الطاقة المتجدِّدة، لكن "أرامكو" تقر بأنها ستحتاج إلى إيجاد طرق لخفض التكاليف، لأن إنتاج الهيدروجين الأخضر أغلى بنحو خمس مرات من الهيدروجين الأزرق.
قيادة العالم
وكانت السعودية وألمانيا، وقَّعتا مذكرة تفاهم، للتعاون في إنتاج الهيدروجين.
وفي هذا السياق، قال وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان: "لدينا وفرة في مصادر الطاقة، لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأزرق، ولدينا مكونات قيادة العالم، في مجال إنتاج الهيدروجين".
وبالنظر إلى المستقبل، تستثمر شركتا Air Products & Chemicals Inc ومقرها بنسلفانيا وشركة أكوا باور، نحو 5 مليارات دولار، في بناء مصنع شمالي شرق مدينة نيوم السعودية، لإنتاج الهيدروجين بطريقة صديقة للبيئة، وتصديره إلى السوق العالمية، بغرض توفير حلول مستدامة لقطاع النقل العالمي، ولمواجهة تحديات التغيُّـر المناخي، بحلول عملية لتخفيض الانبعاثات الكربونية.
من خلال هذه الاستثمارات، يمكن أن تشق المملكة العربية السعودية طريقها، لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأزرق والأخضر، في موقع مثالي بين الأسواق الأوروبية والآسيوية.