بريطانيا وأستراليا تدخلان على خط المواجهة ضد الصين
تعمل بريطانيا على تعميق التعاون مع أستراليا، في الأمن والدفاع والتجارة والابتكار التكنولوجي، خصوصًا في ظِل تصاعد النفوذ والهيمنة الصينية في العالم

ترجمات - السياق
قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، إن بريطانيا وأستراليا تتأهبان للدخول على خط المواجهة ضد الصين، وليست الولايات المتحدة وحدها.
وأضافت المجلة في تقرير: أن التقارب الأسترالي البريطاني أصبح في غاية الأهمية لأسباب عدة أبرزها: تنامي النفوذ العسكري الصيني، في منطقة المحيط الهندي والهادئ، وزيادة الانتقادات الموجَّهة إلى بكين، لانتهاكاتها لحقوق الإنسان في إقليمي هونغ كونج وشينجيانج، إضافة إلى توسُّعها في بناء الجزر في بحر الصيني الجنوبي.
ومن الأسباب أيضاً، حرص الإدارة الأمريكية الجديدة، تحت قيادة الرئيس جو بايدن، على التقريب بين حلفائها، وذلك للدفاع عن قيم الديمقراطية، وأمنهم المشترك، إضافة إلى الاضطرابات الاقتصادية الناجمة عن جائحة كورونا، التي أثَّرت سلباً في سلاسل التوريد العالمية، الأمر الذي يبرز أهمية تعزيز العلاقات والتعاون التجاري، بين الحلفاء الديمقراطيين.
شركات جديدة
وأشارت المجلة الأمريكية، إلى أن بريطانيا بحاجة إلى السعي نحو شراكات جديدة، وتعزيز اندماجها في الحوارات الاستراتيجية، بين المحيطين الهندي والهادئ، إذ لعبت أستراليا دورًا مهمًا لتسهيل انضمام بريطانيا إلى الاتفاقية الشاملة والتقدُّمية للشراكة العابرة للمحيط الهادئ، إضافة إلى انضمامها لرابطة دول جنوب شرقي آسيا.
ومن ثم، بات من الأهمية بمكان، أن تعمل بريطانيا على تعميق التعاون مع أستراليا، في الأمن والدفاع والتجارة والابتكار التكنولوجي، خصوصًا في ظِل تصاعد النفوذ والهيمنة الصينية في العالم، وتحول مركز الثقل العالمي، نحو منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بحسب التقرير.
تعريفات قاسية
أشار التقرير، إلى أن أستراليا لجأت مؤخراً، إلى بريطانيا في تصدير منتجاتها، وأضاف: "من هنا كان الطريق نحو التكامل اقتصاديًا لمواجهة الصين، إلا أن هذا التكامل يصطدم بالقوة الصينية الحقيقية في المحيطين الهادئ والهندي اقتصاديًا وعسكريًا".
أمام هذه التحديات، باتت الحاجة ملحة إلى توجيه الجهود لتحقيق أقصى استفادة من الشراكة البريطانية الأسترالية، على المستويات كافة، في الدفاع والاقتصاد والتكنولوجيا والأمن البيئي، وفقاً للتقرير.
وفي مجال الدفاع، فإن التاريخ البريطاني الأسترالي يتضمَّن العديد من مثل هذه الاتفاقيات، التي كان أبرزها: قيادة جنرال أسترالي للقوات البريطانية في العراق عامين، وهو ما يجعل فرص نجاح الشراكة الأسترالية البريطانية أكبر.
كانت هناك أيضًا حاملة الطائرات الرائدة في البحرية الملكية، HMS Queen Elizabeth ، التي تبحر في بحر الصين الجنوبي، إذ تحمل السفينة، التي تزن 65 ألف طن، 8 مقاتلات بريطانية من طراز "إف-35 بي"، و10 طائرات "إف-35" أمريكية، إضافة إلى 250 من مشاة البحرية الأمريكية ضمن فريق قوامه 1700 فرد.
وأكد التقرير، أن الوجود في هذه المنطقة، مهم جدًا لمواجهة النفوذ الصيني، وأشار إلى ضرورة لعب اليابان دوراً أكبر، في مثل هذه المشاركات الدفاعية والأمنية، خصوصًا مع ما يعرف عن موقف طوكيو من بكين، ورفضها سياسات جارتها السياسية والاقتصادية والعسكرية في المنطقة.
ونظرًا لتحول مركز الثقل العالمي، نحو منطقة المحيطين الهندي والهادئ، على الدول الديمقراطية، التوحُّد ضد الأنظمة الاستبدادية في المنطقة، وبذلك حان الوقت للتفكير مرة أخرى، في التحالف البريطاني الأسترالي، لبناء نظام دفاعي قادر على حماية المجتمعات الغربية، من أي تهديدات تحيط بها في أي مكان، وفقاً للتقرير.
وأضاف التقرير أنه في مواجهة تصاعد هيمنة الصين على المنطقة، تزداد الحاجة إلى التواصل البريطاني الأسترالي، مع الدفع بفتح هذا التحالف أمام منضمين جدد، سواء في أوروبا أو آسيا، وذلك من أجل طمأنة أكثر للحلفاء، وردع الأعداء، وتعميق التجارة.