بعد تهديدات الغنوشي.. هل يلجأ الإخوان للإرهاب في تونس كما فعلوا في مصر؟
وعن تهديدات الغنوشي باللجوء إلى العنف، قال كامل المرعاش، إن التهديدات حقيقية وخطرة، حيث إن تنظيم النهضة جنَّد ودرَّب مليشيات مسلحة خاصة به، مشيرًا إلى أنه منذ عقد من الزمن، لا يتورَّع عن استخدامها حاليًا ضد الشعب التونسي والجيش والأجهزة الأمنية.

السياق
اقتلاع جذور الإخوان من تونس، في محاولة من الرئيس قيس سعيد، لتحييد خطرهم والدفع بسفينة النجاة في تونس، للمضي قدمًا، قرارت وصفها مراقبون بـ«الثورية»، إلا أنهم حذَّروا من تبعاتها على البلد الإفريقي.
تحذيرات المراقبين، من تبعات قرارات الرئيس التونسي، نابعة من سياسة الإخوان المعتادة، في اللجوء إلى العنف كحل بديل، إثر فشل محاولاتهم في القفز والاستئثار بالسُّلطات في أي بلد، يكون لهم دور سياسي فيه.
تجارب فعلية
تلك التحذيرات، التي جاءت بعد تجارب لتنظيم الإخوان في مصر وليبيا، إذ قامت الأولى بما يعرف بـ«الثورة التصحيحية» التي تمكَّن خلالها الشعب المصري من اقتلاع جذورهم، واجتثاث آثارهم في كل مؤسساته.
ليبيا لم تكن بعيدة عمّا حدث في مصر، إذ تمكَّنت -خلال أربع سنوات في إطار «الثورة التصحيحية»- من اقتلاع جذورهم، شرق ووسط وجنوب البلاد، ليظل التنظيم قابعًا غربي ليبيا، ينتظر إطلاق رصاصة الرحمة عليه.
انتهاج العنف
إلا أن تنظيم الإخوان في مصر وليبيا، انتهج العنف سبيلًا للرد على قرارات الشعبين المصري والليبي، التي دعمتها مؤسسات الدولة في البلدين، فبدأ بإشاعة الفوضى هنا وهناك، وتدبير انفجارات ومحاولات اغتيالات، في محاولة منه للانقلاب على إرادة شعبي البلدين، التي انتصرت في النهاية.
الملف التونسي، الذي انطلقت شرارة ما يعرف بـ«الربيع العربي» منه، ليس ببعيد عمّا حدث في مصر وليبيا، فقرارات الرئيس التونسي قيس سعيد، ألقت بظلالها على الوضع في الداخل التونسي، ودفعت رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، إلى التلويح باللجوء للعنف، وهو ما رد عليه الرئيس قيس سعيد، بأن أية محاولة لحمل السلاح في وجه الدولة، ستقابَل برد حاسم.
طغيان النهضة
وإلى ذلك يقول المحلل السياسي، كامل المرعاش، في تصريحات لـ«السياق»، إن ما حدث في تونس كان متوقَّعًا، بعد أن وصل ما وصفه بـ«طغيان» تنظيم النهضة ورئيسها راشد الغنوشي، مداه الأقصى، في شق صف البلاد، ونهب ثرواتها والسيطرة على مفاصل الدولة، وإفقار الشعب التونسي.
وأوضح المحلل السياسي، أن هناك دعمًا ماليًا ولوجستيًا قطريًا قويًا يأتي عن طريق تونس، التي وبتسهيل مباشر من رئيس حركة النهضة ورئيس برلمان تونس المخلوع راشد الغنوشي، كان يتم تهريب وتبييض الملايين من الدولارات من ليبيا، إلى رموز الإخوان وقياداتها في ليبيا.
تهديدات حقيقية
وعن تهديدات الغنوشي باللجوء إلى العنف، قال كامل المرعاش، إن التهديدات حقيقية وخطرة، حيث إن تنظيم النهضة جنَّد ودرَّب مليشيات مسلحة خاصة به، مشيرًا إلى أنه منذ عقد من الزمن، لا يتورَّع عن استخدامها حاليًا ضد الشعب التونسي والجيش والأجهزة الأمنية.
وأشار المحلل السياسي، إلى أن تونس الشعب والدولة، الآن في أمس الحاجة للدعم، لمواجهة هذه التهديدات الإرهابية، مطالبًا القوى الديمقراطية العربية والإسلامية، بدعم تصحيح مسار الثورة التونسية، وتخليصها من قبضة التطرف والفساد.
تفجيرات واغتيالات
وعبَّر عن تخوفاته من أن تلجأ حركة النهضة -بعد تهديدات زعيمها الغنوشي- إلى إطلاق حملة تفجيرات واغتيالات إرهابية، تطال الرموز الوطنية التونسية، والمتظاهرين في البلد الإفريقي.
وعن الخيارات المتاحة، قال المرعاش إنه حتى وإن كانت الخيارات ضيقة على حركة النهضة، لأن قرارات الرئيس قيس سعيد الأخيرة، دستورية وقانونية، إلا إنها لن تُسلِّم بسهولة، وستلجأ إلى العنف كوسيلة أخيرة للبقاء، وآلياتها في ذلك استهداف رموز التيار المدني التونسي، كما سبق أن استهدفت المناضلين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، بالاغتيالات وإحداث فوضى أمنية، وتحريك الخلايا المتطرفة النائمة، لتنفيذ هجمات على بعض المؤسسات الأمنية، وعلى رأسها الجيش التونسي.
أعمال عنف
المحلل السياسي محمد يسري، كشف في تصريحات لـ«السياق»، عن احتمالات كبيرة لحدوث أعمال عنف، لأن حزب النهضة، الذي يرأسه الغنوشي، والذي يمثِّل تيار الإسلام السياسي، والذي هو على مقربة من خسارة أهم محطاته في تونس، كما خسرها في مصر وليبيا، لم يعد له مكان في البلد الإفريقي.
وأشار إلى أن تنظيم الإخوان، سيحاول بشتى الطرق، مقاومة أي محاولات لإنهائه، وقد يلجأ للأعمال العدائية والتفجيرات، لكي يبيِّن للشعب التونسي، أنه الوحيد القادر على إعادة الأمور إلى نصابها.
سيناريو متكرِّر
ورغم ذلك، فإنه قال إن السيناريو المتكرِّر لم يعد يجدي نفعًا، فالشعب التونسي طالما كان واعيًا لمثل تلك الأمور، كما أن الجيش التوتسي لن يسمح بذلك.
وأشار يسري، إلى أن تونس تملك مؤسسات أمنية قوية، لن تسمح للمخرِّبين بالعبث، مطالبًا تيار الإسلام السياسي، بأن يعي تمامًا ويتعلَّم مما حدث له في مصر وليبيا وتركيا، وأن ينسحب بهدوء ويمنح الفرصة لغيره، وأن يؤمن بالديمقراطية، التي هي أحد مبادئ الحزب، لكنها طالما كانت حبرًا على ورق.
هل النهاية قريبة؟
المحلل السياسي خالد الترجمان، قال في تصريحات لـ«السياق»، إن إخوان تونس يرون أن نهايتهم قريبة، مشيرًا إلى أن «الثورات التصحيحية»، التي بدأت من مصر بفعل جيشها، الذي حسم الأمور من دون الكثير من الضحايا، وانتقل إلى ليبيا طوال سنوات أربع، حتى تمكنت من التخلَّص من الإخوان من شرقي البلاد وجنوبها ووسطها، انتقلت إلى تونس الآن، التي باتت قاب قوسين أو أدنى من التخلُّص من الإخوان، بفعل قرارات الرئيس سعيد الجريئة.
وعبَّر الترجمان عن أمنياته بألا يتراجع الرئيس قيس سعيد عن قراراته، مطالبًا القوات المسلحة بمساندة الرئيس، لأن الشعب التونسي مل سيطرة الإخوان وتدمير اقتصاد البلاد.
وتوقَّع المحلل السياسي، أن يكون لخلع تنظيم الإخوان في تونس، تأثير في الملف الليبي، والمليشيات التي يتزعمها الإخوان في العاصمة طرابس، مؤكدًا أن موقف التنظيم الإرهابي سيضعف خلال الانتخابات المتوقَّع أن يشهدها البلد الإفريقي، خلال الأشهر المقبلة.