النص النهائي جاهز... تحذير أوروبي من انهيار اتفاق إيران النووي

يستشهد جوزيب بوريل -كسبب لذلك- بعوامل خارجية في أعقاب الضغط الروسي للحصول على ضمانات بشأن العقوبات

النص النهائي جاهز... تحذير أوروبي من انهيار اتفاق إيران النووي

ترجمات - السياق

قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، إن محادثات فيينا لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى العالمية، يجب أن تتوقف مؤقتًا بسبب "عوامل خارجية".

وأضاف جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي على تويتر: «هناك حاجة إلى وقفة في محادثات فيينا بسبب عوامل خارجية، النص النهائي جاهز وعلى الطاولة».

وأوضخ بوريل: "بصفتي منسقًا، سأستمر مع فريقي في التواصل مع جميع المشاركين في خطة العمل المشتركة الشاملة والولايات المتحدة، للتغلب على الوضع الحالي والانتهاء من الاتفاق"، بحسب "فايننشال تايمز".

ولم يقدم بوريل مزيدًا من التوضيح لماهية "العوامل الخارجية" ، لكن في الأيام الأخيرة، طلبت روسيا، وهي طرف في الصفقة إلى جانب الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا والصين، ضمانات بأن العقوبات الأمريكية المفروضة على روسيا، في أعقاب غزو أوكرانيا، لن تؤثر في تجارتها مع إيران.

ورفضت إيران -التي تعد علاقاتها مع الكرملين استراتيجية- تحميل روسيا مسؤولية أي صعوبات في التوصل إلى اتفاق، واتهمت بدلاً من ذلك الولايات المتحدة بتغيير موقفها.

 

بيان مشترك

إلى ذلك قالت فرنسا وبريطانيا وألمانيا، أو ما تسمى الأطراف الأوروبية الثلاثة المشاركة في الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015 في بيان مشترك: "يجب ألا يحاول أحد استغلال مفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة، للحصول على تأكيدات منفصلة عن الخطة".

ووصل المفاوضون إلى المراحل النهائية بعد 11 شهرا من المحادثات لإحياء الاتفاق الذي بموجبه ترفع العقوبات عن إيران، مقابل فرض قيود على برنامجها النووي، الذي كان الغرب يعده ستاراً لتطوير قنابل ذرية.

لكن السبت الماضي، طالب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف -بشكل غير متوقع- بضمانات شاملة بأن التجارة الروسية مع إيران لن تتأثر بالعقوبات المفروضة على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا، وهو مطلب تقول القوى الغربية إنه غير مقبول، وتصر واشنطن على رفضه.

وقد يؤدي انهيار المحادثات إلى اقتراب طهران من تطوير أسلحة نووية، وهو احتمال قد يشعل فتيل حرب جديدة في الشرق الأوسط.

وتنفي طهران أن تكون سعت -في أي وقت- لتطوير قنابل ذرية.

 

عقوبات قاسية

كما أن الفشل في التوصل إلى اتفاق، قد يؤدي أيضاً إلى دفع الغرب إلى فرض عقوبات قاسية إضافية على إيران، وزيادة أسعار النفط العالمية غير المستقرة، بسبب الصراع في أوكرانيا.

وأشارت طهران -الخميس- إلى عقبات جديدة أمام إحياء الاتفاق. وأكدت واشنطن أنها لا تعتزم تلبية مطالب روسيا، التي قالت إن لا علاقة لها بالمحادثات الإيرانية.

وقبل أسبوع، كانت الاستعدادات تجرى في فيينا، لعقد اجتماع نهاية الأسبوع، لإبرام اتفاق يعيد إيران إلى الامتثال للقيود على أنشطتها النووية التي تتقدم بسرعة، ويعيد الولايات المتحدة إلى الاتفاق الذي انسحبت منه عام 2018 وأعادت بعد ذلك فرض العقوبات على طهران.

وقال مسؤولون إنهم كانوا يأملون استئناف المحادثات في الأيام المقبلة. وأشار مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي إلى قضيتين أو ثلاث تتعلق بمسائل فنية، تحتاج إلى حل بين واشنطن وطهران، لكن يمكن حلها بسرعة.

وقال المسؤول إنه تعين وقف المحادثات مؤقتًا، للحصول على رد من موسكو بعد إبلاغها بأن مطالبها، التي تجاوزت التزاماتها النووية، لا يمكن تلبيتها.

وأضاف المسؤول: إنهم يفكرون في الرد، وفي غضون ذلك لا يمكننا التقدم، بمعنى أننا لا نستطيع إنهاء المفاوضات.

 

عودة الوفد الأمريكي

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن المفاوض الأميركي روبرت مالي وأعضاء فريقه، عادوا إلى واشنطن للتشاور بعد توقف المفاوضات.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس للصحفيين إن الولايات المتحدة ما زالت تعتقد أن التوصل لاتفاق أصبح وشيكـًا، لكنه شدد على أن القرارات يجب اتخاذها في أماكن مثل طهران وموسكو.

ويقول المسؤولون الغربيون، إن هناك مصلحة مشتركة في تجنُّب أزمة تتعلق بحظر انتشار الأسلحة النووية، وحتى الآن كانت موسكو على الخط نفسه، وهي من الأطراف الرئيسة في اتفاق 2015 الذي دعمه قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وجميع القوى المتفاوضة مع إيران، باستثناء ألمانيا، أعضاء دائمين في المجلس.

واستبعد دبلوماسي من الثلاثي الأوروبي التفاوض مع روسيا بشأن «إعفاء واسع النطاق» لا صلة له بالاتفاق النووي، مضيفا أنه إذا عرقلت موسكو الاتفاق، ستحتاج القوى العالمية الأخرى إلى دراسة خيارات بديلة.

وقال الدبلوماسي، الذي اتهم روسيا بأخذ المحادثات النووية الإيرانية رهينة، إن هناك «حاجة ملحة للغاية» لإبرام الاتفاق لأن عوامل خارجية أخرى قد تهدده أيضاً.

وأفاد دبلوماسيون بأن من المرجح أن تجرى محادثات بين إيران وروسيا والصين، في محاولة لكسر الجمود.

وكتبت المبعوثة البريطانية ستيفاني القاق على "تويتر": «يجب حل المشكلات الخارجية في الأيام القليلة المقبلة وإلا سينهار الاتفاق".

 

توقف المحادثات

من جانبه، رفض مبعوث روسيا في المحادثات ميخائيل أوليانوف، التلميحات بأن موسكو سبب توقف المحادثات، وصرح للصحفيين- عقب اجتماعه مع منسق الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا- بأن "إبرام الاتفاق لا يتوقف على روسيا وحدها... هناك أطراف أخرى تحتاج إلى وقت إضافي ولديها مخاوف أخرى لابد من مناقشتها".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده إن توقف المحادثات قد يسبب زخمًا لحل أي قضايا معلقة، لكنه أصر على أن العوامل الخارجية لن تؤثر في الإرادة، للمضي قدمًا في اتفاق مشترك.

وقال المستشار الألماني أولاف شولتز الجمعة إنه كان هناك "الكثير من التقدم، لكننا لم نصل إلى النهاية".

 وفي حديثه -نهاية قمة الاتحاد الأوروبي في فرساي- قال شولز إن القوى العالمية، بما في ذلك الصين وروسيا، لديها التزام "بتقديم دعم بنّاء لهذه النتائج".

طهران، التي تعمل على تخصيب اليورانيوم، باتت قريبة من مستويات إنتاج الأسلحة النووية منذ عام 2019، و تريد رفع العقوبات التي كانت قائمة في عهد ترامب، بما في ذلك تلك المتعلقة بمزاعم حقوق الإنسان والإرهاب.

 كما ترغب إيران في رفع العقوبات عن المرشد الأعلى علي خامنئي والرئيس إبراهيم رئيسي، وكذلك الحرس الثوري وأعضائه.