حركة رشاد الإخوانية وسياسة الأرض المحروقة في الجزائر... والمغرب على الخط

الاتهامات جاءت عقب اجتماع استثنائي للمجلس الأعلى للأمن، برئاسة عبد المجيد تبون، الرئيس الجزائري

حركة رشاد الإخوانية وسياسة الأرض المحروقة في الجزائر... والمغرب على الخط

السياق

اتهامات رسمية، وجَّهتها الجزائر إلى حركة رشاد الإخوانية وحركة الماك الانفصالية، بالتورُّط في ما تشهده البلاد من حرائق، أودت بحياة العشرات من المواطنين ورجال الجيش، والتهمت مساحات واسعة من الغابات، خاصة في ولايتي تيزي وزو وبجاية.

الاتهامات جاءت عقب اجتماع استثنائي للمجلس الأعلى للأمن، برئاسة عبد المجيد تبون، الرئيس الجزائري.

وأعلن "تبون" عقب الاجتماع، إعادة النظر في العلاقات مع المغرب، وتكثيف المراقبة الأمنية على الحدود بين البلدين، وقرَّر تكثيف الجهود الأمنية، لإلقاء القبض على باقي المتورِّطين في جريمة حرق الغابات، وأيضاً قتل الشاب الذي حاول إطفاء الحرائق.

ووجَّه الرئيس الجزائري، بضرورة ضبط المنتمين إلى الحركتين الإرهابيتين، اللتين تهدِّدان الأمن العام والوحدة الوطنية، حتى استئصالهما، لا سيما "الماك" التي تتلقّى الدعم والمساعدة من أطراف أجنبية، خاصة المغرب.

الاجتماع الاستثنائي برئاسة "تبون" بوصفه القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، كان قد خُصِّص لتقييم الوضع العام للبلاد، عقب الأحداث الأليمة التي شهدتها، وما وصفه البيان الرئاسي بـ"الأعمال العدائية المتواصلة من المغرب ضد الجزائر".

وأصدر خلاله "تبون" تعليماته لجميع القطاعات، لمتابعة تقييم الأضرار والتكفل بالمتضررين من الحرائق، التي ثبت ضلوع الحركتين الإرهابيتين -الماك الانفصالية ورشاد الإخوانية- في إشعالها، وكذا تورُّطهما في اغتيال المرحوم جمال بن سماعين.

 

جراثيم الفتنة

تلك الاتهامات التي وجَّهها الرئيس الجزائري، لحركتي الماك ورشاد، لم تكن الأولى من نوعها، فقد وصفهما "تبون" في خطاب متلفز بـ “جراثيم الفتنة" على خلفية تقارير جزائرية أمنية، أشارت إلى مخطَّط مشترك بين الحركتين، لضرب استقرار الجزائر، بدعم من أطراف أجنبية.

 وحذَّر "تبون" من فتنة يحاول التنظيمان الإرهابيان، إيقاظها بشتى الطرق، على خلفية الحرائق التي اجتاحت البلاد، قائلًا لسكان ولاية تيزي وزو، التي شهدت الحرائق: "حذار من الجراثيم التي تحاول استغلال الفرصة للتفرقة.. الشعب كله واحد وسنستعمل القانون لصدهم".

وعادة ما تلجأ جماعة الإخوان، إلى ما يعرف بـ"فقه الحال" أو "الضرورة"، وهي تلجأ إليه -بحسب مراقبين- لتحقيق ما تقتضيه مصلحة الدعوة، فتتم إباحة فِعل أي شيء، قد لا يجوز شرعًا في وقت معين، إلا أنه يجوز في وقت آخر بسبب ظروف وواقع معين، يرى التنظيم فيه أن مصلحته تقتضي الأمر، كالاختباء وسط العامة، مرتدين زيًا معينًا.

"رشاد" حركة إرهابية انبثقت من "الجبهة الإرهابية للإنقاذ" الإخوانية، التي تسبَّبت في مقتل أكثر من ربع مليون جزائري خلال التسعينيات، في ما يعرف بقانون السِّلم والمصالحة الوطنية عام 2005 بـ"العشرية السوداء" أو "المأساة الوطنية".

أما "الماك"، أو ما تعرف بـ "الحركة من أجل تقرير مصير منطقة القبائل"، فهي حركة متطرفة تسعى إلى استقلال منطقة القبائل الأمازيغية عن الجزائر، وتتمثَّل استراتيجيتها في "اللعب بالمشكلات الاجتماعية والأبعاد العِرقية والأيديولوجية".

 

سياسة الكوارث

ويرى مراقبون، أن اتهامات الرئيس الجزائري لتنظيم الإخوان، بالوقوف وراء الحرائق التي شهدتها البلاد، تعني أننا دخلنا مرحلة خطرة عنوانها "سياسة الكوارث"، وهي مرحلة خطرة كأسلوب جديد، لممارسة الابتزاز السياسي للدولة، وإنهاكها وضرب الوحدة الوطنية.

بينما حذَّر مراقبون، من تبعات سياسية لتلك للحرائق، وهو ما سوف يشكل ورقة استثمار رابحة، لتيارات الإسلام السياسي والحركات الانفصالية، التي تريد ضرب الدولة المركزية، والتشكيك في أهليتها.