بعد فشل الدبلوماسية.. السلاح ستكون له الكلمة الأخيرة في النزاع بأوكرانيا

قال المحلل المتخصص في شؤون روسيا، بمجموعة الأزمات الدولية أوليغ إغتانوف إنه بعد أكثر من أسبوعين من بدء الغزو، وبعد أن فشلت موسكو في تحقيق تقدم حاسم، رغم تفوقها العسكري -لا روسيا ولا أوكرانيا مستعدة لتقديم تنازلات-.

بعد فشل الدبلوماسية.. السلاح ستكون له الكلمة الأخيرة في النزاع بأوكرانيا

السياق

مع دخول الحرب في أوكرانيا أسبوعها الثالث، يرى محللون أنه رغم أن المحادثات الأولية رفيعة المستوى، بين روسيا وأوكرانيا في تركيا، أحيت أملًا عابرًا بالتوصل إلى حل تفاوضي بين البلدين، فإن الصراع ستتم تسويته -بشكل أساسي- عسكريًا على الأرض.

وخرج وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأوكراني دميترو كوليبا، اللذان اجتمعا برعاية نظيرهما التركي مولود تشاوش أوغلو، الخميس، بعد أقل من ساعتين من المفاوضات، من دون إعلان إحراز تقدم، لكنهما تعهدا بمواصلة الحوار.

وقال تشاوش أوغلو في أنطاليا (جنوبي غرب تركيا) إنه لم يكن أحد يتوقع حصول "معجزة"، لكن كل شيء "بحاجة إلى بداية"، مشيرًا إلى احتمال عقد قمة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

بدوره، قال المحلل المتخصص في شؤون روسيا، بمجموعة الأزمات الدولية أوليغ إغتانوف -لوكالة فرانس برس- إنه بعد أكثر من أسبوعين من بدء الغزو، وبعد أن فشلت موسكو في تحقيق تقدم حاسم، رغم تفوقها العسكري "لا روسيا ولا أوكرانيا مستعدة لتقديم تنازلات".

وأضاف أن "الجانبين يريان أن الحل العسكري هو السيناريو الرئيس: أوكرانيا لا تخسر الحرب وروسيا لا تكسبها". وتابع: "في هذا الوضع سيستمر القتال" مشيرًا إلى أن "كل شيء سيتوقف على ما يحدث على الأرض".

 

ممرات انسانية

من جهتها تؤكد ناتيا سيسكوريا، الباحثة الجورجية في معهد رويال يونايتد سيرفس بلندن، أنه بينما يتواصل جدل فتح ممرات إنسانية لإجلاء سكان المدن المحاصرة "من الصعب مناقشة أي حل للنزاع على الإطلاق، أو حتى وقف لإطلاق النار".

وأضافت: "في هذه المرحلة، تحاول روسيا تحقيق أهدافها القصوى في أوكرانيا، وإذا نجحت في إجبار الأوكرانيين على قبول شروطها في المفاوضات، ستحصل على ما تريد، ولكن إذا لم يتحقق ذلك ستستمر الحرب".

وأعربت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، التي تزور رومانيا الجمعة، عن أسفها لأن الرئيس الروسي "لا يظهر أي مؤشرات إلى التزام بدبلوماسية جدية".

 

دبلوماسية الإنذار

يذكّر السفير الفرنسي السابق في سوريا ميشال دوكلو بأن "هناك الكثير من المعتقدات الخاطئة عن الدبلوماسية، لكن الدبلوماسية لا تشكل إطلاقا بديلًا لميزان القوى".

ويوضح الدبلوماسي الفرنسي أن موسكو تفاوض على "مفهوم للدبلوماسية يقضي بإخضاع الآخر، أي أنها دبلوماسية الإنذار".  وأضاف: "نحن في مرحلة يواجه فيها الروس صعوبات لكنهم يتمسكون بفكرة الإنذار".

ويتابع أنه من وجهة نظر روسيا، تهدف محادثات كتلك التي جرت في أنطاليا إلى "التأثير في معنويات الأوكرانيين، وإحداث بعض الارتباك للعالم الخارجي والأوكرانيين".

بالمقابل، ترى الباحثة ناتيا سيسكوريا أن الكرملين الذي ذهب وزير خارجيته إلى حد التأكيد -في هذا الاجتماع- أن موسكو "لم تهاجم أوكرانيا"، يعمل أيضًا على إقناع الرأي العام بغياب بديل للقوة.

وتضيف: "روسيا تبحث أيضًا عن ذريعة لتكون قادرة على القول إنها جرّبت الدبلوماسية، لكن تلك الدبلوماسية فشلت، لأن أوكرانيا رفضت مطالبها(...) مبررة بذلك أعمالها العسكرية المقبلة".

مع ذلك، يرى المحلل أوليغ إغتانوف أن محادثات من هذا النوع تسمح لكل من الطرفين بتقييم مواقف الطرف الآخر، مشيرًا إلى أن "أوكرانيا تأمل أن تتمكن من وقف العملية العسكرية الروسية بوسائل دبلوماسية"، بينما روسيا "تريد فهم الموقف الأوكراني".

ويتفق ميشيل دوكلو على أن لهذه المحادثات "وظيفة جس نبض". وقال إن "الأوكرانيين بحاجة إلى معرفة موقف الروس".

ويشير الدبلوماسي الفرنسي السابق إلى أنه من الممكن أن تؤسس موسكو شكلاً من المفاوضات، يمكن تشبيهه بعملية أستانا الخاصة بسوريا، التي تجمع بين روسيا وإيران وتركيا.

ويؤكد أن صيغة من هذا النوع، ستكون لها في نظر موسكو "ميزة الانطباع بأن هناك عملية سلام، إضافة إلى إقصاء الغربيين عنها".