بيان أوروبي شديد اللهجة.. وبوتين يسمح بإرسال مقاتلين متطوعين إلى أوكرانيا

قمة اليقظة التي عقدها رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي في قصر فرساي بالعاصمة الفرنسية باريس، بعد أسبوعين من «صدمة» الغزو الروسي لأوكرانيا، انتهت إلى 5 نقاط، أدانت فيها دول القارة العجوز الهجوم على كييف، ودعت موسكو لإنهاء عمليتها العسكرية في البلد الأوراسي

بيان أوروبي شديد اللهجة.. وبوتين يسمح بإرسال مقاتلين متطوعين إلى أوكرانيا

السياق

بعد ساعات من صدور بيان أوروبي حاسم و"شديد اللهجة" إلى روسيا، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه سيسمح للمتطوعين الراغبين في القتال بالذهاب إلى أوكرانيا، في وقت أكد فيه وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن "16 ألف متطوع من الشرق الأوسط مستعدون للقتال في منطقة دونباس" الانفصالية في أوكرانيا.

فـ«قمة اليقظة» التي عقدها رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي في قصر فرساي بالعاصمة الفرنسية باريس، يوم الجمعة بعد أسبوعين من «صدمة» الغزو الروسي لأوكرانيا، انتهت إلى 5 نقاط، أدانت فيها دول القارة العجوز الهجوم على كييف، ودعت موسكو لإنهاء عمليتها العسكرية في البلد الأوراسي.

وقال رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي، في البيان الصادر صباح الجمعة: «العدوان العسكري الروسي غير المبرر ضد أوكرانيا، ينتهك -بشكل صارخ- القانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ويقوِّض الأمن والاستقرار في أوروبا والعالم»، محملين روسيا وشريكتها بيلاروسيا مسؤولية هذه «الحرب العدوانية».

وتعهد البيان بمحاسبة روسيا وبيلاروسيا على «جرائمهما»، بما في ذلك الاستهداف العشوائي للمدنيين والأعيان المدنية، مرحبًا بقرار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بفتح تحقيق.

ودعا إلى ضمان سلامة وأمن المنشآت النووية الأوكرانية على الفور، بمساعدة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مطالبًا روسيا بوقف عملها العسكري، وسحب جميع القوات والمعدات العسكرية من أراضي أوكرانيا على الفور ومن دون شروط، واحترام وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها واستقلالها، داخل حدودها المعترف بها دوليًا.

وبينما أثنى على شعب أوكرانيا لـ«شجاعته» في الدفاع عن بلده وعن قيمنا المشتركة للحرية والديمقراطية، تعهد الزعماء الأوروبيون «بعدم تركهم وحدهم ومواصلة تقديم الدعم السياسي والمالي والمادي والإنساني المنسق، لإعادة بناء أوكرانيا الديمقراطية بمجرد توقف الهجوم الروسي».

الوضع الميداني

البيان الأوروبي، جاء بعد ساعات من 3 انفجارات هزت مدينة لوتسك، صباح الجمعة، بحسب عمدة مدينة لوتشك إيهور بولشوك، الذي قال إن الصواريخ الروسية أصابت المطار العسكري في المدينة، ما أدى إلى قتل شخص، وإصابة آخرين.

وبينما قال إن نظام الإنذار بالمدينة لم يعمل بالمرة، لأن الصواريخ كانت تحلق بسرعات منخفضة للغاية، مشيرًا إلى أن الإدارة العسكرية والجيش سيعملان على هذه القضية، أكد إصابة مطار بمدينة إيفانو فرانكيفسك الغربية.

ووجه نداء لمواطنيه، قائلًا: «أرجوكم لا تقفوا بجانب النافذة أثناء التفجيرات، لا تلتقطوا الصور والفيديوهات ولا تنشروها على مواقع التواصل الاجتماعي، لأن العدو يتتبع كل هذه الرسائل، فهذه معلومة إضافية للعدو(..) إذا كان هناك انفجارات، يرجى الانتقال إلى الملجأ».

 

ضربات مدمرة

إلى ذلك، اجتمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة، مع مجلس الأمن القومي الروسي، لبحث العملية العسكرية التي تقودها بلاده في أوكرانيا.

وأكد بوتين -خلال الاجتماع- أنه سيسمح للمتطوعين الراغبين في القتال بالذهاب إلى أوكرانيا، في وقت أكد فيه وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن "16 ألف متطوع من الشرق الأوسط مستعدون للقتال في منطقة دونباس" الانفصالية في أوكرانيا.

من جانبه، قال ميخايلو بودولاك مستشار رئيس مكتب الرئيس الأوكراني الجمعة، إن المدن الأوكرانية الكبرى -بما في ذلك دنيبرو ولوتسك- تتعرض لضربات مدمرة.

وأوضح المسؤول الأوكراني، عبر «تويتر»، أن الانفجارات أدت إلى إغلاق منزلين للغلايات في لوتسك، الواقعة أقصى الغرب بالقرب من الحدود البولندية، بينما أبلِغ عن ثلاثة انفجارات كبيرة في مدينة إيفانو فرانكيفسك الغربية، مشيرًا إلى أن دنيبرو تتعرض أيضًا للهجوم.

إلى ذلك، أعلن الكرملين الجمعة أنه سيُسمح للمقاتلين من سوريا ودول الشرق الأوسط بالقتال إلى جانب روسيا في أوكرانيا، بعدما دعم الرئيس فلاديمير بوتين خطة إرسال مقاتلين متطوعين للانخراط في الحرب.

وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين إن وزير الدفاع الروسي لفت إلى أن "معظم الأشخاص الذين يرغبون وطلبوا (القتال) هم مواطنون من دول في الشرق الأوسط وسوريون".

وذكر بيسكوف أن قرار إرسال مقاتلين متطوعين إلى أوكرانيا مقبول، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تدعم إجراءات إرسال مرتزقة للقتال إلى جانب القوات الأوكرانية.

وقال بيسكوف للصحافيين "إذا كان الغرب متحمّسا جدا بشأن وصول المرتزقة، إذا لدينا أيضا متطوّعون يرغبون في المشاركة".

مدن تحت الحصار

وقالت خدمة الطوارئ الأوكرانية، إن شخصًا في مدينة دنيبرو توفي يوم الجمعة، بعد ثلاث غارات جوية في الصباح الباكر، استهدفت روضة أطفال ومبنى سكنيًا ومصنع أحذية من طابقين.

وأكدت خدمة الطوارئ أن الضربات الجوية وقعت قرابة الساعة 6:10 صباحًا بالتوقيت المحلي في منطقة نوفوكوداتسكي بالمدينة.

 

عرض أوكراني

القصف الروسي تزامن مع عرض قدمه نائب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي قال إن الأخير مستعد للتحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مباشرة.

ورغم أن المحادثات بين وزيري الخارجية الأوكراني والروس، التي عقدت الخميس في مدينة أنطاليا التركية، لم تسفر عن أي تقدم كبير، فإن أوكرانيا لم تكن متفائلة منذ البداية، على حد قول إيغور جوفكفا، نائب رئيس مكتب رئيس الجمهورية الأوكراني.

وتابع: لقد التقينا(..) هذا أمر جيد حقًا، لكن لسوء الحظ يمكننا القول إن وزير خارجية روسيا ليس هو من يتخذ القرار النهائي(..) القرار النهائي بوقف الحرب ووقف إطلاق النار وسحب القوات، يتخذ من قِبل شخص واحد فقط، في إشارة إلى بوتين.

وقال جوفكفا: رغم استعداد زيلينسكي لحل دبلوماسي، فإنه لم يسمع من الرئيس الروسي ولا مساعديه، مشيرًا إلى أن أوكرانيا منفتحة على الحياد «إذا لم تكن كتلة الناتو مستعدة في الوقت الحالي لقبولها، لكن في الوقت نفسه، نحتاج إلى ضمانات أمنية صارمة لأوكرانيا، بعدم تكرار هذه الحروب المروعة، وهذا العدوان في المستقبل».

وأضاف جوفكفا: أوكرانيا تريد العمل مع بوتين وجيرانها، لتأسيس ما سماه «النظام الأمني ​​المتجدد لأوروبا».

 

تقدم محدود وهجوم جديد

من جانبها، قالت وزارة الدفاع البريطانية الجمعة، إن القوات الروسية تواصل إحراز «تقدم محدود» نحو كييف، لكنها قد تستعد لهجوم جديد على العاصمة الأوكرانية في الأيام المقبلة.

وقالت الوزارة في تحديث استخباراتي: «لا يزال من غير المرجح أن تحقق روسيا بنجاح الأهداف المحددة في خطتها قبل الغزو(..) لا تزال هناك مشكلات لوجستية أعاقت التقدم الروسي، وكذلك المقاومة الأوكرانية القوية».

ومن المرجح أن تسعى روسيا إلى إعادة ضبط قواتها، من أجل تجدد النشاط الهجومي في الأيام المقبلة، وسيشمل ذلك على الأرجح عمليات ضد العاصمة كييف.

 

قافلة ضخمة

والتقطت الأقمار الصناعية الخميس، صورًا جديدة تظهر قافلة عسكرية روسية شمالي غرب كييف، امتدت أكثر من 40 ميلًا (64 كيلومترًا) تشتت إلى حد كبير وأعيد انتشارها.

وتظهر الصور أن بعض من كانوا في القافلة «أعادوا وضعهم» في الغابات والمناطق المحاطة بالأشجار بالقرب من لوبيانكا بأوكرانيا.

 

كامالا هاريس إلى رومانيا

تغامر نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس بعيدًا نحو الحافة الشرقية لحلف الناتو يوم الجمعة، خلال زيارتها لرومانيا، تلك الدولة التي دخلت فجأة في موقع الأولوية بالنسبة للولايات المتحدة، مع احتدام القتال على حدودها في أوكرانيا.

وأرسل الرئيس جو بايدن 1000 جندي إلى رومانيا، وتعهد بتقديم الدعم للبلاد، لأنها تستوعب تدفقًا كبيرًا للمهاجرين الفارين من الحرب المجاورة، لكن زيارتها تهدف إلى إظهار الالتزام الأمريكي، في لحظة غير مستقرة بالنسبة للمنطقة.

وعلى عكس أوكرانيا، فإن رومانيا عضو في "الناتو"، ومن شأن هجوم روسيا على البلاد، أن يؤدي إلى معاهدة الدفاع الجماعي للحلف، التي تنص على أن الهجوم على أحدهم، يعد هجومًا على الجميع.

لكن حتى حماية "الناتو" ونظام قواعد التحالف ونظام الدفاع الصاروخي، لا يمكنها تهدئة الأعصاب في هذه الدولة السوفييتية السابقة، التي غزتها روسيا مرارًا وتكرارًا عبر تاريخها.

 

اختبار دبلوماسي

وستلتقي هاريس الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس يوم الجمعة، في رحلة تعد اختبارًا لقدراتها الدبلوماسية، وتصميم الحلفاء الغربيين الأوسع على مواجهة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقوة، لشنه أكبر غزو بري في أوروبا، منذ الحرب العالمية الثانية.

وتصل هاريس إلى بوخارست قادمة من بولندا، حيث عززت الالتزام الأمريكي تجاه حليف آخر في "الناتو" يراقب بحذر خطوة بوتين التالية.

وقالت هاريس -بعد لقائها الرئيس أندريه دودا- في وارسو: «الولايات المتحدة مستعدة للدفاع عن كل شبر من أراضي "الناتو"، والولايات المتحدة تأخذ على محمل الجد، أن أي هجوم ضد أحدها هجوم على الجميع».

انسحاب الشركات

قال البيت الأبيض، إن الولايات المتحدة تقف مع انسحاب الشركات من روسيا، بعد أن هدد الكرملين بمصادرة الأصول، بحسب السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، جين ساكي، التي أكدت أن قرار سحب أو تعليق الخدمات في روسيا، يعود في النهاية إلى الشركات.

وقالت: «أي قرار خارج عن القانون، تتخذه روسيا للاستيلاء على أصول هذه الشركات، سيؤدي -في النهاية- إلى مزيد من الألم الاقتصادي لروسيا، وسيضاعف الرسالة الواضحة لمجتمع الأعمال العالمي، بأن روسيا ليست مكانًا آمنًا للاستثمار وممارسة الأعمال التجارية».

 

تهديد روسيا

في حديثه الخميس، خلال اجتماع مع مسؤولين حكوميين، أيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطة لإدخال «إدارة خارجية» للشركات الأجنبية التي تغادر روسيا.

وقال بوتين وفقًا لمقطع فيديو نشره الكرملين وبثه على وسائل الإعلام الحكومية: «نحن بحاجة إلى التصرف بشكل حاسم مع تلك الشركات التي ستغلق إنتاجها(..) من الضروري إدخال الإدارة الخارجية، ثم نقل هذه المؤسسات لمن يريد العمل».

 

مؤامرة الأسلحة البيولوجية

سيعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعًا الجمعة، بناءً على طلب روسيا بشأن المزاعم بأن الولايات المتحدة تطور أسلحة كيماوية في أوكرانيا.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه لم يحدث تطوير أسلحة كيميائية ولا أسلحة دمار شامل في البلاد، بينما قالت المتحدثة باسم بعثة الأمم المتحدة أوليفيا دالتون، إن روسيا لديها سجل حافل من الاتهامات الكاذبة للغرب، رغم الانتهاكات التي ترتكبها روسيا نفسها.