بعد قرار بايدن.. أسعار النفط تواصل ارتفاعها وتفاوت في أداء أسواق المال
حذر محللون من مزيد من التقلبات في أسواق المال، إذ لم يصدر عن روسيا أي مؤشر يدل على تراجع في غزوها لأوكرانيا

السياق
خسارات مؤلمة لحقت بأسواق المال على مدى ثلاثة أيام، لحقها اليوم استقرار نسبي، ما يدل على حال الأداء المتباين لهذه الأسواق متأثرة بالحرب الروسية الأوكرانية، يأتي ذلك مع عودة ارتفاع أسعار النفط، بعدما تحركت الولايات المتحدة وبريطانيا لحظر واردات الخام الروسي.
أسواق الأسهم الرئيسة في أوروبا، انتعشت بشكل كبير في الصفقات المبكرة، بينما ارتفعت مؤشرات داكس لبورصة فرانكفورت 4.0 بالمئة إلى 13345.07 نقطة، وكاك-40 لبورصة باريس 3.8 بالمئة إلى 6188.84 نقطة.
الركود التضخمي
بعيدًا عن يورو أوروبا، تقدم مؤشر فوتسي-100 في لندن 1.7 بالمئة إلى 7085.52 نقطة عن مستوى الإغلاق الثلاثاء.
وكانت بعض أسواق آسيا سجلت ارتفاعًا هذا الصباح، لكن المستثمرين واجهوا صعوبات في المحافظة على الزخم المتزايد،
وارتفعت أسعار الأسهم في سيدني وبومباي وسنغافورة وتايبيه ومانيلا وجاكرتا وبانكوك وويلنغتون، بينما تراجعت في طوكيو (0.3 بالمئة لمؤشر نيكاي) وهونغ كونغ (2.8 بالمئة) وشنغهاي (2.7 بالمئة).
إلى ذلك حذر محللون من مزيد من التقلبات في أسواق المال، إذ لم يصدر عن روسيا أي مؤشر يدل على تراجع في غزوها لأوكرانيا.
وتعليقًا على هذه التغيرات، قال المحلل في مجموعة "ماركيتس كوم" نيل ويلسون إن "أسواق الأسهم الأوروبية تشهد انتعاشًا صباح اليوم"، مؤكدًا أن التحركات الأخيرة أدت إلى فائض في المبيعات.
وغذَّت الأزمة المخاوف، من أن التعافي العالمي الهش من وباء كورونا، سيحل محله ركود تضخمي، أي ارتفاع التضخم مع بقاء الاقتصاد ثابتًا أو انكماشه، والدافع الأساسي لبيع الأسهم هو الارتفاع الهائل في أسعار السلع.
"ماكدونالدز" و"كوكاكولا"
تخضع روسيا لعقوبات عدة، دفعت شركات إلى الخروج، آخرها سلسلة مطاعم ماكدونالدز ومجموعة كوكا كولا ومقاهي ستاربكس.
وحذرت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، من أن موسكو على وشك التخلف عن سداد ديونها السيادية للمرة الأولى منذ عام 1998.
وقال رودريغو كاتريل من "ناشونال استراليا بنك": "الأسواق ما زالت متقلبة وغير قادرة على أن تحدد بدقة، الآثار المترتبة على تدفق الأخبار نظرًا للوضع المعقد للاقتصاد العالمي".
وأضاف: "المؤشرات الصادرة من رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي، الذي أعلن أنه لم يعد مصرًا على انضمام بلاده إلى حلف شمال الأطلسي، تواجه واقع أنها حتى حال التوصل إلى تسوية، ستضيف مآلات العقوبات، طبقة أخرى إلى مشكلات الإمدادات والخدمات اللوجستية والعديد من أسواق السلع، بما في ذلك النفط والنيكل والغاز".
سلاح الذهب الأسود
ويشكل النفط الخام مصدر القلق، إذ إن غياب الإنتاج الروسي سيؤدي إلى تفاقم وضع الأسواق الصعب. وروسيا ثالث أكبر منتج للذهب الأسود في العالم، وقالت فرنسا إن أزمة الطاقة الحالية شبيهة بأزمة النفط عام 1973.
وأدت تحذيرات، من أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيفرض حظرًا على واردات النفط والغاز من روسيا، إلى ارتفاع أسعار برنت إلى 139 دولارًا الاثنين -أقل بنحو ثمانية دولارات من السعر القياسي لعام 2008- قبل أن تتراجع، لكن، مع تأكيد الحظر الثلاثاء وقرار بريطانيا الانضمام إلى الإجراء بحلول نهاية العام، ارتفع سعر النفط.
أما دول الاتحاد الأوروبي، التي يشكل الغاز الروسي 40 بالمئة من وارداتها من هذه المادة، والنفط ربع وارداتها من الذهب الأسود، فاختارت خفض ما تستورده من الغاز الروسي بمقدار الثلثين.
وبلغ سعر برميل برنت نفط بحر الشمال المرجعي الأوروبي الأربعاء 130 دولارًا (زيادة نسبتها 1.7 بالمئة) بينما بلغ سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط نحو 125.35 دولار (1.3 بالمئة) وأدى إعلان بايدن إلى تقييد اندفاع بورصة وول ستريت، حيث أنهت المؤشرات الثلاثة الرئيسة جلساتها على انخفاض.
"الملاذ الآمن"
واقترب سعر الذهب -الملاذ الآمن- من مستوى قياسي جديد، حيث يندفع المستثمرون إلى شرائه للاتقاء من مخاطر التضخم، إذ بلغ سعره 2069.25 دولار أمس الثلاثاء، أعلى مستوى له، قبل أن يتراجع قليلًا.
وتسجل أسعار الذهب ارتفاعًا منذ أسابيع، مع وصول التضخم إلى مستوى لم تشهده الولايات المتحدة منذ أربعين عامًا، ما دفع الاحتياطي الفدرالي الأميركي إلى زيادة أسعار الفائدة.
الذهب الروسي
وهناك أنباء بأن مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي من الحزبين، تقدمت بمشروع قانون، لفرض عقوبات ثانوية على أي شخص يشتري أو يبيع الذهب الروسي، في خطوة تهدف إلى منع موسكو من تصفية ممتلكاتها لدعم الروبل-عملتها المحلية- المنهار.
ويتوقع المحللون ارتفاعًا أكبر في أسعار الذهب، رغم الضربة الاقتصادية التي تمثلها حرب أوكرانيا.