بعد أسابيع من التعنت.. قرداحي يرضخ ويعلن استقالته من الحكومة اللبنانية
أكد رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، أن لبنان على استعداد لإزالة أي شوائب في العلاقات مع دول الخليج.

السياق
بعد مرور أكثر من شهر من الأزمة، التي اندلعت بين دول الخليج ولبنان، إثر تصريحات لوزير الإعلام جورج قرداحي، رضخ الأخير وأعلن استقالته من منصبه، معللًا قراره بأن «مصلحة لبنان أهم من مصلحته».
وأعلن قراداحي، في مؤتمر صحفي، استقالته من منصبه قائلًا: «قررتُ أن أتخلى عن منصبي الوزاري لأن لبنان أهم مني ولا أقبل أن أُستخدم كسببٍ لأذية اللبنانيين، فمصلحة بلدي وأحبائي فوق مصلتحي الشخصية»، وقال: "لم أقصد بكلامي عن حرب اليمن الإساءة لأي أحد".
وأضاف الوزير المستقيل قرداحي: "قصتي أصبحت معروفة ولا أعتقد أن هناك حاجة لتكرار تفاصيلها، والآراء التي قلتها في المقابلة لا تلزم موقف الحكومة اللبنانية".
سر التوقيت
أما عن سر التوقيت، فأكد الوزير قرداحي: «أبلغت من الرئيس ميقاتي بأن الرئيس الفرنسي ماكرون ذاهب إلى السعودية، وفهمت منه أن فرنسا ترغب في استقالتي قبل زيارة ماكرون إلى السعودية»، مشيرًا إلى أنه «حرصًا على استغلال هذه الفرصة الواعدة مع الرئيس ماكرون دعوتكم لأقول إن لبنان أهم من جورج قرداحي ومصلحة اللبنانيين أهم من مركزي».
وتابع الوزير المستقيل: «قررت التخلي عن موقعي وأتمنى للحكومة النجاح وأفضل العلاقات بين لبنان ومحيطه العربي خاصة الخليج».
استقالة الوزير اللبناني جورج قرداحي، كان الأخير مهد لها، بتصريحات لوسائل إعلام لبنانية، قال فيها إن وقت استقالته من الحكومة قد حان.
وأكد جورج قرداحي: «لقد حان وقت الاستقالة، وأنا مقتنع بأنني اتخذت القرار الصح في التوقيت الصح، ولذلك أشعر براحة داخلية".
من جانبه، قال رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب، عبر «تويتر»: «استقالة قرداحي تنم عن حسه بالمسؤولية الوطنية».
ودعا السياسي اللبناني، الرئيس ميشال عون إلى تشكيل وفد يجول خليجيًا وعربيًا، مؤكدًا أن لبنان لن يكون إلا جزءًا من المحيط العربي.
الروابط التاريخية
بدوره أكد رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، أن "لبنان على استعداد لإزالة أي شوائب في العلاقات مع دول الخليج"،، مجددًا رغبة بلاده في إقامة أفضل علاقات مع دول الخليج لأن "لبنان يشعر بالأمان حينما يكون الأخ الكبير بجانبه".
وأضاف -في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط- أن "لبنان كان وسيبقى عربي الهوية والانتماء، وهو عضو مؤسس وعامل في جامعة الدول العربية وملتزم بمواثيقها، ويتطلع إلى أفضل العلاقات مع الأشقاء العرب وأمتنها، بروح الروابط التاريخية التي تجمع بين دولنا وشعوبنا".
جذور الأزمة
كان وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، أدلى بتصريحات قبل توليه منصبه، إلا أنها أعيد نشرها في أكتوبر الماضي، ما أثار جدلًا كبيرًا ليس في لبنان وحدها، بل في العالم العربي أجمع، ما دفع الحكومة اللبنانية إلى التبرؤ منها، مؤكدة أنها حريصة على أفضل العلاقات مع دول الخليج.
وعبَّـرت الحكومة اللبنانية، حينها في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، عن رفضها تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي بشأن السعودية، مؤكدة تمسكها بروابط الأخوة مع الدول العربية والمحددة في شكل واضح في البيان الوزاري للحكومة التي ينطق باسمها، ويعبر عن سياستها وثوابتها رئيس الحكومة والحكومة.
وأكدت أن تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي التي يجرى تداولها، والتي تندرج ضمن مقابلة أجريت معه قبل توليه منصبه الوزاري بأسابيع عدة، «مرفوضة ولا تعبر عن موقف الحكومة، خاصة في ما يتعلق بالمسألة اليمنية وعلاقات لبنان مع أشقائه العرب، وتحديدًا الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي».
وأشارت إلى أن رئيس الحكومة والحكومة حريصون على نسج أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية، ويدينون أي تدخل في شؤونها الداخلية من أي جهة أو طرف.
سحب السفراء
وإثر تلك التصيحات، استدعت المملكة العربية السعودية في أكتوبر الماضي سفيرها لدى بيروت، وطلبت من السفير اللبناني مغادرة الرياض، وقررت وقف الواردات اللبنانية إليها.
كما أصدرت وزارة الخارجية الإماراتية في 30 أكتوبر الماضي بياناً أعلنت فيه سحب أبوظبي لدبلوماسييها من لبنان، بينما اتخذت البحرين والكويت القرار نفسه.
وفي 2 نوفمبر الماضي، أعلنت وزارة الخارجية اليمنية أن الحكومة استدعت سفيرها لدى بيروت للتشاور بشأن تصريحات وزير الإعلام اللبناني، بينما طلبت البحرين من مواطنيها مغادرة لبنان فوراً.