لهيب الاحتجاجات يعم أرجاء إيران.. والفتيات الهدف الأول في مرمى رصاص الأمن

وقعت حادثة أشد ألمًا راحت ضحيتها الفتاة نيكا شكارامي وهي إيرانية تبلغ من العمر 17 عامًا، اختفت خلال الاحتجاجات وبعد بحث طويل، تم استدعاء عائلتها للتعرف عليها، لتجدها جثة بأنف محطمة وجمجمة مهشمة، وقبل الجنازة اختطف الحرس الثوري الجثة ودفنها في مكان غير معلوم.

لهيب الاحتجاجات يعم أرجاء إيران.. والفتيات الهدف الأول في مرمى رصاص الأمن

قمع النظام لا يستطيع أن يطفئ لهيب المظاهرات المشتعلة في الشارع الإيراني؛ فالاحتجاجات رغم دخولها الأسبوع الثالث على التوالي إلا أن زخمها لم يهدأ ولم تتقلص أعداد المشاركين فيها، ولا حماستهم في مقابل تزايد وتيرة العنف والاعتقال والقتل والقمع الذي انتهجته قوات الأمن باستخدام الغاز المسيل للدموع والهراوات والذخيرة الحية في مواجهة المحتجين.

وقالت منظمة إيرانية لحقوق الإنسان ومقرها أوسلو، إنَّ أعداد القتلى من المحتجين الذين قضت عليهم قوات الأمن وصولوا إلى 92 شخصًا على الأقل.

اتساع رقعة الاحتجاجات
وحسب فرنس 24 فإن دائرة العنف اتسعت والمظاهرات التي اندلعت إثر مقتل الشابة مهسا أميني الكردية صاحبة الـ22 عامًا بعد توقيفها لدى شرطة الأخلاق عمَّت أرجاء البلاد، كما شهدت عدة مدن حول العالم من بينها لندن وباريس ومدريد وتورنتو وقفات احتجاجية تضامنًا مع الحراك الإيراني

وبدأت الاحتجاجات في جنازة الفتاة مهسا أميني في 17 سبتمبر الفائت وعمت 31 إقليمًا وشارك فيها جميع شرائح المجتمع ومنهم الأقليات العرقية والدينية، ورددوا هتافات تطالب بإسقاط حكم خامنئي وتغيير النظام ومحاسبة القتلة

غضب النساء

وأظهرت مقاطع فيديو عددًا من النساء وهن يحرقن غطاء رؤوسهن ويقصصن شعورهن كنوع من التضامن مع الفتاة المقتولة بسبب "لبسها غير المحتشم" وهي التهمة الفضفاضة التي غالبًا ما تستخدما ما تسمى "شرطة الأخلاق"
وفي مدارس الفتيات الإيرانية أظهرت عدد من الصور جابت منصات التواصل الاجتماعي طالبات صغار وهن يرمزن بالإساءة إلى صورة المرشد الإيراني الأعلى خامنئي.

وقال مدير المنظمة الإيرانية المعنية بحقوق الإنسان محمود أميري إن من واجب الأسرة الدولية التحقيق ومنع طهران من ارتكاب جرائم أخرى.

الحادثة الأبشع

وتأكيدًا على الوحشية المفرطة التي ينتهجها الأمن الإيراني فقد لقيت فتاة من طهران مصرعها برصاصة قاتلة، بينما كانت توثق المظاهرات وتصورها، وحسب مواقع فارسية فإن الفتاة قتلت فقط لأنها كانت تصور الاحتجاجات، خاصة أن فيديوهات كثيرة مما صورها سابقًا جابت فضاء الإنترنت ووثقت انتهاكات النظام .

إلى ذلك وقعت حادثة أشد ألمًا راحت ضحيتها الفتاة نيكا شكارامي وهي إيرانية تبلغ من العمر 17 عامًا، اختفت خلال الاحتجاجات وبعد بحث طويل، تم استدعاء عائلتها للتعرف عليها، لتجدها جثة بأنف محطمة وجمجمة مهشمة، وقبل الجنازة اختطف الحرس الثوري الجثة ودفنها في مكان غير معلوم.

كما تم تعليق الدراسة في جامعة شريف بطهران بعد اشتباكات بين طلاب غاضبين وقوات أمن. حيث حاصرت القوات الأمنية الطلاب. فضلا عن أن معظم الجامعات الإيرانية باتت ساحة للاحتجاجات، وفي المقابل واجهتهم قوات الأمن بالقمع واعتقال العشرات واعترفت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية أن بعض المحتجين اعتُقلوا في ساحة قرب الجامعة

ورود للشرطة

وحسب شهادات على وسائل التواصل الاجتماعي فإن الطلاب المحتجين داخل جامعة شريف تعرضوا لهجوم وحشي من قبل "مسلحين" يرتدون الزي المدني، على الأغلب تابعين لأجهزة أمنية سيادية. كما قاموا بإطلاق الرصاص على الطلاب وكذلك ضربوا الأساتذة الجامعيين بعنف.

كما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو تظهر تجمعات حاشدة في طهران وأصفهان ورشت وشيراز. وهتف المتظاهرون الغاضبون في طهران "سيقتلوننا تباعًا إذا لم نتحد".

فرنس 24 ذكرت في تقرير لها أن مقاطع فيديو تظهر متظاهرين يقدِّمون الورود لأفراد شرطة مكافحة الشغب في طهران، وهي المشاهد الشبيهة بما حدث إبان الثورة الإيرانية عام 1979 عندما حاول الثائرون وقتها استمالة أفراد من الجيش إلى صفوفهم.

إيرانيون خائنون

 وفي المرة الأولى التي يعلق فيا المرشد الإيراني الأعلى الطاعن في السن على خامنئي اعتبر أن الولايات المتحدة وإسرائيل، هما من يقفان خلف الاحتجاجات التي شهدتها بلاده على خلفية مقتل الشابة مهسا أميني، على يد قوات الأمن  وقال خامنئي على هامش حضوره مراسم تخرج طلاب الأكاديميات العسكرية في طهران وفق موقعه الرسمي: "أقول بوضوح إن أعمال الشغب هذه والاضطرابات تم التخطيط لها من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل، ومأجوريهم وبعض الإيرانيين الخائنين في الخارج ساعدوهم"، مشيرًا إلى أن حادثة وفاة الفتاة الشابّة كانت مريرة وأحرقت قلبي. لكنّ رد الفعل دون أي تحقيق كان غير طبيعي. مؤكدًا على أن الرد لا يكون بأن يزعزع بعضهم الأمن في الشوارع ويحرقوا المصاحف ويخلعوا حجاب السيدات المحجبات، ولا يضرموا النار في المساجد والمصارف والممتلكات العامة، وإلى ذلك شدد ثانية في كلمته على أن هذه التحركات لم تكن طبيعية بل أعمال شغب خطط لها مسبقًا.

الزعم نفسه سبق وقالته وزارة الخارجية الإيرانية حينما اتهمت الولايات المتحدة بأنها من تقف وراء اشتعال الاحتجاجات قائلة: إن المحاولات الأميركية لانتهاك سيادة إيران على خلفية الاحتجاجات التي أثارتها وفاة شابة في حجز الشرطة لن تمر دون رد".