نواب سجناء وانتصار المعارضة وعودة المرأة.. مفاجآت في انتخابات الكويت
استعادت المرأة الكويتية حضورها في انتخابات 2022 بعد أن فقدته في البرلمان السابق، بعد أن تمكنت المرشحتان جنان بوشهري وعالية الخالد من الفوز بمقعدين نيابيين في المجلس الجديد.

السياق
عودة المرأة وإعادة نواب سابقين وتغيير قرابة 54% من المجلس السابق.. ملامح النتائج الرسمية لانتخابات البرلمان التي أفضت إلى اختيار نواب جدد لمجلس الأمة الكويتي.
وما إن انتهت عملية التصويت وأغلقت اللجان الانتخابية في الثامنة من مساء الخميس بالتوقيت المحلي للكويت، حتى بدأت عمليات فرز الأصوات، التي كشفت عن نتائج مفاجئة، في الانتخابات التي كان يعول عليها الكويتيون كثيرًا لتحقيق توافق نادر بين الحكومة والبرلمان للمضي قدمًا في إصلاحات منتظرة.
إلا أن الاستحقاق الدستوري الذي شهد حضورًا كثيفًا، خاصة من العنصر النسائي، أحرزت المعارضة فيه تقدمًا كبيرًا، بعد أن حصدت 60% من مقاعد البرلمان، فيما تمكنت المرأة من استعادة حضورها في المجلس بحصولها على مقعدين، بعد غيابها عن المجلس السابق.
فما ملامح نتائج الانتخابات؟
استعادت المرأة الكويتية حضورها في انتخابات 2022 بعد أن فقدته في البرلمان السابق، بعد أن تمكنت المرشحتان جنان بوشهري وعالية الخالد من الفوز بمقعدين نيابيين في المجلس الجديد.
وعن فوزها في الانتخابات، تعهدت عالية الخالد، في تصريحات صحفية، بالعمل من أجل الكويت التي لم تترشح إلا من أجلها، مضيفة: «سنعمل لأجل الكويت، فهدفنا واحد، وسنحارب بكل حب حتى تكون الكويت في وضع أفضل».
فيما قالت جنان بوشهري التي شغلت سابقًا حقيبتي الأشغال العامة والإسكان في الحكومة الكويتية، إنها ستتحدث بصوت الناخبين، وستحافظ على حقوقهم وحماية مصالحهم في المجلس القادم.
وأضافت الوزيرة السابقة: «متى ما كان هناك امرأة تحمل قضايا وتطلعات الناخبين، لا يوجد مشكلة (لدى الناخب) في التصويت لها».
ورغم ترشحها لأول مرة في انتخابات مجلس الأمة، إلا أن مرشحة الدائرة الرابعة موضي المطيري حققت عدد أصوات كبيرًا، قدِّر بأكثر من 3 آلاف صوت، والذي كاد يدفع بها إلى قاعة عبدالله سالم، رفقة بوشهري والخالد.
فوز المعارضة
كما شهدت نتائج انتخابات الكويت فوز 30 نائبًا محسوبًا على المعارضة، بينهم رئيس مجلس الأمة الأسبق أحمد السعدون، الذي حصد 12246 صوتًا، ليحتل المركز الأول في الدائرة الثالثة، بنسبة تصويت وصفت بـ«التاريخية».
ومن المتوقع أن يترشح السعدون (86 عامًا) الذي فاز سابقًا برئاسة مجلس الأمة الكويتي خلال 4 دورات انتخابية سابقة، برئاسة المجلس الجديد بعد عدم ترشح الرئيس السابق مرزوق الغانم.
هذا السيناريو عززه إعلان النائب المنتخب حديثًا مبارك هيف الحجرف عن نيّته الترشح لانتخابات منصب نائب رئيس مجلس الأمة، معللًا رغبته بأنه يسعى لإرساء مرحلة جديدة من العمل البرلماني الناجح والهادف لرفعة البلاد.
وقال الحجرف في تغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «أبارك للشعب الكويتي نجاح الانتخابات في هذه الأجواء الاستثنائية، كما أبارك لزملائي النواب نيلهم ثقة الأمة»، مضيفًا: «أسأل الله أن يكتب لنا التوفيق جميعًا في مسيرة الإصلاح والنهضة».
تراجع مقاعد القبائل
خسرت القبائل 7 مقاعد في انتخابات مجلس الأمة الكويتي، لتفوز بـ22 مقعدًا، بعد أن كانت 29 في انتخابات مجلس الأمة الماضي.
ومن أبرز الشخصيات التي اكتسحت الانتخابات بحصوله على المركز الأولي في دائرته الثالثة هو أحمد السعدون عراب مجلس الأمة الكويتي ورئيسه السابق.
نجاح للكتلة الشيعية
من 6 مقاعد في مجلس 2020 إلى 9 مقاعد في انتخابات 2022، حققت الكتلة الشيعية في مجلس الأمة نجاحًا ساحقًا في الاستحقاق الدستوري، الذي أسدل الستار عليه مساء الخميس.
وبحسب النتائج الرسمية، فإن الـ9 النواب الفائزين هم: حسن جوهر، أسامة الزيد، أحمد لاري، صالح عاشور، خليل الصالح، شعيب علي شعبان، جنان بوشهري، خليل أبل، هاني شمس.
سابقة في الانتخابات
ولم تتوقف المفاجآت في نتائج انتخابات الكويت عن فوز الكتلة الشيعية بمقاعد أكبر، بل إنها شهدت سابقة وصفت بـ«التاريخية» في استحقاقات مجالس الأمة في الكويت.
فالمرشحان مرزوق الخليفة (الدائرة الرابعة) وحامد البذالي (الدائرة الثانية) اللذان يقبعان في السجن المركزي بالكويت، تمكنا من الفوز بعضوية مجلس الأمة الكويتي.
نجاح «حدس»
تمكنت الحركة الدستورية الإسلامية (حدس) من الحفاظ على مقاعدها في الدوائر الثلاث الأولى، بنوابها الثلاثة، وهم: أسامة الشاهين (الدائرة الأولى)، وحمد المطر (الدائرة الثانية)، وعبدالعزيز الصقعبي (الثالثة).
إلا أنها لم تكتف بالمقاعد الثلاثة، بل فاز اثنان من المحسوبين عليها، وهما فلاح ضاحي (الدائرة الثانية)، وعبدالله فهاد (الدائرة الرابعة)، بمقعدين إضافيين في انتخابات مجلس الأمة الكويتي.
التيار السلفي يعزز حضوره
وبعد غيابه عن انتخابات مجلس الأمة الكويتي منذ العام 2016، عاد التيار السلفي مجددا إلى قاعة عبدالله سالم، بمقعدين للنائبين حمد العبيد ومبارك الطشة، واللذين تمكنا من إقناع الناخبين للتصويت لهما.
كما عاد النواب محمد هايف وعادل الدمخي وعمار العجمي، إلى مجلس الأمة الكويتي مجددًا، بعد أن فشلوا في الوصول إلى قاعة عبدالله سالم، في الاستحقاق الدستوري الماضي.
نواب جدد
بـ28 نائبًا جديدًا، كانت انتخابات مجلس الأمة على موعد مع ضخ دماء جديدة في شرايين قاعة عبدالله سالم، بعد أن فاز في الدائرة الأولى 6 نواب، والدائرة الثانية 6 نواب، والدائرة الثالثة 5 نواب، والدائرة الرابعة 5 نواب، والدائرة الخامسة 6 نواب.
ماذا تعني نتائج الانتخابات؟
الحضور الفاعل والكثيف الذي شهدته انتخابات سبتمبر/أيلول 2022 كان أولى الرسائل الانتخابية التي وجهها الكويتيون الطامحون لتغيير تركيبة المجلس السابق، والذي شهد مناكفات كبيرة بينه والحكومة، مما عرقل طريق البلد الخليجي نحو إجراء الإصلاحات الضرورية.
وكشفت نتائج الاستحقاق الدستوري الكويتي عن تفاعل نسائي كبير وحضور للمرأة، يجب البناء عليه في المرحلة المقبلة، بحسب مراقبين، أكدوا أن نتائج الصناديق منحت العديد من النساء- وبينهن من شاركت لأول مرة- أرقامًا «كبيرة»، مما يعني عدم رضا عن النتائج السابقة التي حرمت البرلمان من وجود العنصر النسائي لأول مرة منذ عام 2008.
وبمشاركة شبابية فاعلة، توجت انتخابات الكويت والتي أفرزت عن عودة وجوه شبابية من مجلس 2020 ودخول وجوه شبابية جديدة، مما يكشف عن حاجة عميقة لإشراك الشباب في المستقبل البلد الغني بالنفط.
نتائج الانتخابات لم تقتصر على عودة المرأة وإشراك الشباب وإن كان ذلك كافيًا، إلا أنها أسفرت عن حرمان 3 وزراء سابقين من مقاعدهم، ما أرسى قاعدة وصفت بـ«المهمة»، أن المقعد الوزاري يأخذ من حصة النائب، بحسب مراقبين.
رسالة شكر
وما إن أعلنت النتائج، حتى بعث أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد ببرقيات شكر إلى الجهات التي أشرفت على الانتخابات، معربًا عن بالغ تقديره للوزارات والجهات الحكومية كافة التي شاركت في الإعداد والتنظيم لانتخابات مجلس الأمة 2022، وعلى ما أبدوه من تعاون وتكاتف وتنسيق وتنظيم بناء لإجراء عملية الانتخابات.
وفيما أشاد بالدور البارز لوزارة الداخلية بمختلف قطاعاتها طوال الفترة المصاحبة للانتخابات، ثمن ما تحلى به المواطنون من حسٍّ وطني تجسد بمشاركتهم الفاعلة في ممارسة حقهم الدستوري في الانتخابات، وما أبدوه من التزام بالإرشادات أسهمت في تمكينهم من الإدلاء بأصواتهم بكل سهولة.
ولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد، أرسل –كذلك- برقيات إشادة إلى الجهات التي أشرفت على الاستحقاق الدستوري، مثنيًا بالنزاهة والحيادية التي سارت عليها العملية الانتخابية.
وأشاد بإقبال المواطنين على المشاركة في الانتخابات و«حرصهم على ممارسة حقوقهم الدستورية تجسيدا لمبدأ الديموقراطية وروح المسؤولية والتعاون التي اتسم بها مجتمعنا».