طالبان اليهودية تسقط في يد الشرطة.. فما القصة؟

تفرض طائفة ليف طاهور -والتي تعني بالعبرية القلب الطاهر- ممارسات صارمة وقاسية على أعضائها ولا سيما الأطفال، الذين تؤيد الطائفة زواجهم في سن مبكرة.

طالبان اليهودية تسقط في يد الشرطة.. فما القصة؟

السياق

نجحت الشرطة المكسيكية في مداهمة مجمع لطائفة يهودية متطرفة في غابات المكسيك، واعتقال اثنين من أعضائها للاشتباه في قيامهما بالاتجار بالبشر وارتكاب جرائم خطيرة بما في ذلك الاغتصاب، مع إبعاد الأطفال والمراهقين الموجودين عن المجمع.

وأمر قاضٍ فيدرالي الشرطة باحتجاز العديد من قادة جماعة ليف طاهور المشتبه بهم في إساءة معاملة الأطفال، بعد تحقيق أجراه المدعي العام المتخصص في الجريمة المنظمة "فيمدو".

وتفرض طائفة ليف طاهور -والتي تعني بالعبرية القلب الطاهر- ممارسات صارمة وقاسية على أعضائها ولا سيما الأطفال، الذين تؤيد الطائفة زواجهم في سن مبكرة، وتفرض على النساء والفتيات اللائي لا تتجاوز أعمارهن 3 سنوات الحجاب الكامل، وهو الأمر الذي جعلها تكتسب لقب "طالبان" اليهودية.

 

عملية دولية

وعملت الشرطة المكسيكية مع فريق متطوع من 4 إسرائيليين بينهم عملاء سابقون في الموساد لمراقبة الطائفة.

وأشارت تقارير إعلامية إلى أن فريق العملية سافر بين إسرائيل وغواتيمالا حيث استقرت الطائفة منذ 2014 وراقب أعضاءها بالتعاون مع السلطات المحلية، وسلطة إنفاذ القانون ومحقق خاص من غواتيمالا، وأنه تتبع أعضاء الطائفة حتى استقروا في شمال تاباتشولا في ولاية تشياباس بالمكسيك منذ يناير الماضي.

 وكانت الطائفة التي تأسست في 1988 استقرت في غواتيمالا حتى تم توجيه اتهامات لها متعلقة باختطاف أطفال. ووُجهت تهم إلى 9 من أعضاء الطائفة سُجن منهم 4 بينهم نجل المؤسس والزعيم الحالي نحمان هيلبرانس، وأدين خامس لكن أطلق سراحه بسبب الوقت الذي أمضاه بالفعل في السجن، وعلى أثر ذلك عبر حوالي 50 عضوًا من الجماعة بشكل غير قانوني إلى المكسيك في يناير واستقروا في الغابة شمال تاباتشولا حيث تمت مداهمتهم. 

 

 مداهمة حذرة

وقال مصدر إسرائيلي على صلة بالعملية إن المداهمة تمت بحذر شديد ودون اللجوء إلى أي عنف، وإن وحدة الشرطة ضمت ضباطًا من الجنسين بسبب عدد النساء والأطفال في الطائفة، مشيرًا إلى أنه سرعان ما تم فصل الأولاد والبنات عن بقية المجموعة بسبب مخاوف من أن حياتهم قد تكون في خطر من أعضاء يحاولون منعهم من الترحيل.

 وأوضحت وزارة الخارجية الإسرائيلية إنه تم العثور على 26 عضوًا في المجمع من بينهم إسرائيليون يحملون جنسية مزدوجة بما في ذلك جنسيات كندية وأمريكية وغواتيمالية.

 وأضافت أن السلطات المكسيكية اعتقلت مواطنًا كنديًا وآخر إسرائيليًا وتواصل البحث عن اثنين آخرين متورطين في العملية لكنهما غادرا المجمع قبل يومين من المداهمة، بالإضافة إلى احتجاز 5 آخرين بزعم انتهاك قواعد الهجرة.

 وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، إن الأعضاء الباقين يقيمون في منشأة تابعة لوزارة الرفاه المكسيكية في انتظار قرار بشأن ما سيحدث لهم.

 

طائفة خطيرة

وتنفي قيادات الطائفة ارتكابها أي جرائم أو مخالفتها القوانين المحلية، معتبرين أن الجماعة يتم استهدافها نظرًا لمعتقداتها.

وتتمركز الطائفة التي يبلغ أعضاؤها حوالي 350 شخصًا حاليًا في عدة دول أبرزها إسرائيل والولايات المتحدة وغواتيمالا والمكسيك التي لا يزال يعيش فيها ما بين 70 و80 عضوًا، وعادة ما توصف بالمتطرفة، ووفقًا لمحكمة إسرائيلية فهي طائفة خطيرة.