المدير العام لوكالة الطاقة الذرية يزور إيران... لماذا الآن؟
تأتي الزيارة المرتقبة، قبيل اجتماع مقرر عقده قريبًا لمجلس محافظي الوكالة الدولية في فيينا، وقبل أسبوع من استئناف المباحثات بين طهران والقوى الكبرى، لإحياء الاتفاق المبرم عام 2015 بشأن البرنامج النووي الإيراني.

السياق
أعلنت المنظمة الإيرانية النووية، أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي، سيزور طهران الإثنين المقبل، للقاء وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان ورئيس "المنظمة الإيرانية النووية" محمد إسلامي، وفق وكالة فارس الإيرانية.
تأتي الزيارة المرتقبة، قبيل اجتماع مقرر عقده قريبًا لمجلس محافظي الوكالة الدولية في فيينا، وقبل أسبوع من استئناف المباحثات بين طهران و"القوى الكبرى"، لإحياء الاتفاق المبرم عام 2015 بشأن البرنامج النووي الإيراني، الذي انسحبت منه الإدارة الأمريكية السابقة أحاديًا، وأعادت فرض عقوبات قاسية على إيران.
وقبل أيام دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده "غروسي" لزيارة طهران، بعدما أبدى الأخير "تعجبه" لعدم التواصل بينه وبين مسؤولين سياسيين في حكومة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.
الوكالة الدولية
بعد أشهر من التأخير، قالت الحكومة الإيرانية، إنها ستعود إلى المفاوضات بشأن برنامجها النووي في 29 نوفمب، لكن بالمقابل، تفاقمت مخاوف الحكومة الأمريكية وحلفائها، من أن إيران ليست جادة في إنجاح المحادثات.
وأبرمت إيران وستّ قوى دولية عام 2015، اتفاقًا بشأن برنامجها النووي، أتاح رفع العديد من العقوبات التي كانت مفروضة عليها، مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلميتها مع إتاحة التفتيش المستمر من الوكالة الدولية على المنشآت النووية الإيرانية.
وقيدت إيران بداية عام2021 عمل مفتشي الوكالة الدولية، وزادت من نسب التخصيب، لتنتج اليورانيوم المخصّب بنسبة 20 بالمئة، ثم بنسبة 60 بالمئة.
وحسب صحيفة وول ستريت الأمريكية، فإن إيران استأنفت إنتاج المعدات لأجهزة الطرد المركزي المتقدمة، في موقع لم تتمكن وكالة الطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة من مراقبته، أو الوصول إليه، لأشهر عدة، وأنها أنتجت أجزاء ما لا يقل عن 170 جهاز طرد مركزي متقدِّم.
قنبلة نووية إيرانية
وتقول الصحيفة الأمريكية، إن ذلك قد يسمح لإيران بالبدء سِرًا في تحويل أجزاء أجهزة الطرد المركزي، إذا اختارت طهران بناء برنامج سِري للأسلحة النووية.
ومنذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، ركبت إيران أكثر من 1000 جهاز طرد مركزي متقدم، ما يعزِّز إمكاناتها بتخصيب اليورانيوم بشكل أسرع، وتقليص زمن قدرة إيران على تصنيع قنبلة نووية.
وترى "وول ستريت جورنال" أن الأنشطة النووية الأخيرة لطهران، تعقِّد محادثات فيينا، التي تواجه تحديات وعقبات كبيرة.
إلى ذلك أكدت نائبة مساعد وزير الخارجية للأمن الإقليمي، ميرا ريسنيك، أن الولايات المتحدة ستعمل مع شركائها في الشرق الأوسط "لردع العدوان الإيراني وحماية سيادة دولهم ووحدة أراضيها".
وعن موقف واشنطن، قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، إن صانعي السياسة في أمريكا، يخطئون قراءة الإشارات الواردة من طهران، وعلى الولايات المتحدة ألا تخطئ قراءة الموقف الإيراني، قبل استئناف "مفاوضات فيينا".
طهران وواشنطن
وترى "فورين بوليسي" أن توسيع إيران برنامجها النووي، يرجع إلى عدم خوفها من أي ردع عسكري.
وترى المجلة الأمريكية، أنه يمكن تحقيق هذا الضغط برسالة واضحة لإيران بأنها "تخاطر ببنيتها التحتية النووية، إذا جعلت التوصل لنتيجة دبلوماسية مستحيلًا"، في إشارة إلى التنويه بحرب محتملة تقضي على البرنامج النووي الإيراني.
وأكدت في تقريرها، أن التهديد بالحرب، الوسيلة الوحيدة للتوصل إلى السلام مع إيران".
تقرير "فورين بوليسي"، الذي يستشهد بمقال للدبلوماسي الأمريكي دينيس روس المستشار بمعهد واشنطن، يرى أن طهران لم تعد تنظر بجدية إلى أمريكا.
ولإحياء الاتفاق النووي، يجب أن يكون التهديد بتصعيد عسكري على الطاولة"، معتبرًة أن ما سمتها الإشارات الروتينية غير كافية.
الخيار العسكري
ويرى التقرير أنه إذا أرادت أمريكا الحد من خطر نشوب نزاع ومنح الدبلوماسية فرصة للنجاح، على إدارة بايدن أن تبعث مجددًا لدى إيران، الخوف من رد فعل أمريكي، وتمارس ضغوطا أكثر فاعلية.
الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة صعَّدت حدة نبرتها ضد إيران بشكل لافت، إذ حذر وزير خارجيتها أنتوني بلينكن -منتصف أكتوبر- من أن بلاده مستعدة لبحث "كل الخيارات" في مواجهة مثل هذا الاحتمال، في تهديد ضمني بالخيار العسكري، بينما لوَّح نظيره الإسرائيلي يائير لبيد صراحة باستخدام القوة، خلال مؤتمر صحفي مشترك.