صعد للطائرة بصعوبة.. إسدال الستار على قضية معتقل أمريكي في إيران
بخطى متثاقلة شوهد نمازي وهو يصعد بصعوبة على الدرج إلى الطائرة، التي يمكن رؤية شارة سلاح الجو السلطاني العماني باللون الأزرق الفاتح عليها.

السياق
بعد 6 سنوات من احتجازه في طهران، ساهمت الوساطة العُمانية في إسدال الستار على الفصل الأخير في قصة المواطن الأمريكي محمد باقر نمازي، الذي كان محتجزًا في إيران.
فبخطى متثاقلة شوهد نمازي وهو يصعد بصعوبة على الدرج إلى الطائرة، التي يمكن رؤية شارة سلاح الجو السلطاني العماني باللون الأزرق الفاتح عليها.
وفيما قالت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية إرنا اليوم الأربعاء، إن رجل الأعمال الأمريكي نمازي غادر إيران، مرفقة تصريحها بمقطع فيديو يظهره وهو يستقل طائرة خاصة يرافقه رجل يرتدي زيًا عمانيًا تقليديًا، قال موقع فلايت رادار 24 المتخصص في متابعة الطائرات، إنَّ أحدث موقع تم رصده للطائرة كان فوق مدينة يزد بوسط إيران.
يأتي ذلك، فيما قال محاميه جاريد جينسر إن نمازي في طريقه إلى عمان اليوم الأربعاء بعد أن سمحت له السلطات الإيرانية بالمغادرة لتلقي العلاج الطبي.
وقال جينسر في بيان صادر عنه: «يسعدني أن أؤكد أن باقر نمازي في طريقه بأمان إلى "مسقط" بعد مغادرة طهران».
دواعٍ إنسانية
فيما قالت وكالة الأنباء العمانية في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، إنه «امتثالًا للأوامر السامية لتلبية التماس الحكومة الأمريكية ولدواعٍ إنسانية، فقد نسقت الجهات المعنية في سلطنة عُمان مع السلطات المختصة في إيران التي تجاوبت مع المساعي العمانية».
وأوضحت وكالة الأنباء العمانية، أنه تم نقل المواطن الأمريكي محمد باقر نمازي من طهران إلى مسقط اليوم على متن طائرةٍ تابعةٍ لسلاح الجو السلطاني العماني تمهيدًا لعودته الآمنة لبلاده.
وصول المواطن الأمريكي إلى مسقط، جاء بعد سويعات من بيان نشرته وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، أكَّدت فيه أن وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي شكر طهران على «تجاوبها» مع المبادرة الإنسانية في تسليم باقر نمازي إلى مسقط.
فما قصة نمازي؟
اعتقل باقر نمازي المسؤول السابق في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في فبراير/شباط 2016 حينما توجه إلى إيران في محاولة منه للإفراج عن ابنه سياماك نمازي، رجل الأعمال الإيراني الأمريكي الذي أوقف في أكتوبر/تشرين الأول 2015.
إلا أن محاولة الأب (إيراني الجنسية) لإطلاق سراح ابنه فشلت، فحكم عليهما معًا في أكتوبر/تشرين الأول 2016 بالسجن عشرة أعوام بتهمة التجسس.
وأطلقت السلطات الإيرانية سراح نمازي (واحد من أربعة أمريكيين إيرانيين احتُجزوا في إيران أو مُنعوا من مغادرتها) لأسباب صحية في عام 2018 وأغلقت قضيته في عام 2020 لتخفف بذلك عقوبته إلى المدة التي قضاها في السجن لكن مع منعه فعليًا من مغادرة البلاد.
وحاولت الولايات المتحدة ممارسة ضغوط على إيران من أجل إطلاق سراح الرجلين وأمريكيين آخرين في إطار جهود إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى الغربية، إلا أن جهودها واجهت العديد من العقبات.
إلا أن الأسبوع الماضي شهد العديد من الانفراجات في قضية نمازي، فالأمم المتحدة أعلنت أنه سُمح لباقر نمازي بمغادرة إيران لتلقي علاج طبي في الخارج، فيما أفرج عن ابنه الموقوف في طهران، بعد مناشدة من أمينها العام أنطونيو غوتيريس.
الأمر نفسه أشارت إليه وزارة الخارجية الأمريكية قبل أيام، قائلة إنه سُمح للمواطن الأمريكي المحتجز «ظلما» باقر نمازي بمغادرة إيران، وسمح لابنه المحتجز «ظلما» أيضًا، بالخروج من السجن.
وأعربت وزارة الخارجية الأمريكية في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أنَّ الولايات المتحدة شعرت بامتنان عميق عندما علمت من الأمين العام للأمم المتحدة أن إيران رفعت حظر السفر المفروض على باقر نمازي.
وأشادت الولايات المتحدة بحلفائها وشركائها الذين عملوا بلا كلل لمساعدة نمازي، بما في ذلك الأمين العام للأمم المتحدة، وسويسرا، والإمارات العربية المتحدة، وسلطنة عمان، والمملكة المتحدة.
وقالت الخارجية الأمريكية إن «باقر نمازي اعتقل ظلمًا في إيران ولم يُسمح له بمغادرة البلاد بعد أن قضى عقوبته رغم طلبه المتكرر للحصول على رعاية طبية عاجلة»، مشيرة إلى أنه يعلم أن «رفع حظر السفر والإفراج عن ابنه مرتبطان بمتطلباته الطبية».
وفيما أكَّدت وزارة الخارجية الأمريكية، أن جهودها لم تنتهِ بعد، شددت على أنها ستظل ملتزمة ومصممة على ضمان حرية جميع الأمريكيين المعتقلين ظلمًا في إيران وأماكن أخرى، ولم شملهم مع أحبائهم في أقرب وقت ممكن.
وهناك مواطنان أمريكيان آخران محتجزان في إيران، وهما: عماد شرقي وهو مستثمر حُكم عليه بالسجن عشر سنوات بتهمة التجسس، ومراد طهباز الذي يحمل الجنسية البريطانية أيضا وأُفرِج عنه بصورة موقتة.
الأموال المجمدة
وكانت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية قالت إنَّ الخطوة بحق نمازي ونجله مرتبطة بتحرير أرصدة مالية لصالح إيران مجمدة في كوريا الجنوبية، إلا أنَّ الولايات المتحدة نفت قبل يومين تلك التقارير.
ونقلت «إرنا»، عن مصادر وصفتها بـ«المطلعة»، توقعها قرب الإفراج عن سبعة مليارات دولار من الأرصدة الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية في إطار صفقة الإفراج عن سجناء بين إيران وأمريكا.
وأضافت تلك المصادر، أنَّ مفاوضات مكثفة أجريت الأسابيع الماضية بوساطة إحدى دول المنطقة للإفراج المتزامن عن سجناء بين إيران وأمريكا ومليارات الدولارات من الأرصدة الإيرانية.
ولإيران عشرات المليارات المجمدة بفعل العقوبات التي أعاد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب فرضها اعتبارًا من عام 2018، بعد سحب بلاده أحاديًا من الاتفاق الدولي بشأن برنامج طهران النووي المبرم في 2015.
واتهمت طهران في يناير/كانون الثاني 2021 سول بأخذ أرصدتها رهينة، في حين أكَّد الطرفان مرارًا خلال الأشهر الماضية إجراء محادثات لتحرير هذه الأرصدة.