تعنت حوثي ورسالة صارمة من الجيش اليمني... هل تصمد الهدنة؟
الجيش اليمني خرج عن صمته، ملوحًا بتحذير شديد اللهجة إلى المليشيات الحوثية، مفاده الالتزام بالهدنة الأممية، أو مواجهة عواقب تجاهلها لتلك الاتفاقية

السياق
«جاهزون للمعركة الفاصلة»، تحذير أطلقه الجيش اليمني إلى المليشيات الحوثية، في محاولة لكسر عناد الانقلابيين الذين دأبوا على انتهاك الهدنة الأممية، التي أعلِنت قبل شهر، منتهجين سياسة العقاب الجماعي ضد أبناء اليمن.
وبينما أعلن الجيش اليمني وقوات التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة السعودية، التزامهما بهدنة الشهرين، رفعت المليشيات الحوثية راية العصيان، لشن العديد من الهجمات على القوات اليمنية والمواطنين العزل، وسط صمت أممي ودولي.
إلا أن الجيش اليمني خرج عن صمته، ملوحًا بتحذير شديد اللهجة إلى المليشيات الحوثية، مفاده الالتزام بالهدنة الأممية، أو مواجهة عواقب تجاهلها لتلك الاتفاقية.
وفي أبريل الماضي، وقَّعت الأطراف اليمنية والمليشيات الحوثية اتفاق هدنة لمدة شهرين، ينص على وقف العمليات العسكرية الهجومية، بما في ذلك الهجمات عبر الحدود، والسماح لسفن الوقود بدخول ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون والرحلات التجارية من وإلى مطار العاصمة صنعاء، إلى وجهات محددة في المنطقة.
اختراقات متكررة
وفي محاولة لردع المليشيات الحوثية عن اختراقاتها المتكررة، أكد رئيس أركان الجيش اليمني، الفريق الركن صغير بن حمود بن عزيز، جاهزية القوات المسلحة اليمنية، للمعركة الفاصلة، حال عدم التزام الحوثيين بالهدنة .
وقال بن عزيز، خلال تفقده الجيش والمقاومة الشعبية في جبهات القتال جنوب محافظة مأرب، إن القوات المسلحة جاهزة لخوض المعركة الفاصلة لتحقيق النصر للشعب اليمني، حال عدم التزام المليشيا الحوثية الكهنوتية المدعومة من إيران بالهدنة الأممية، مؤكدًا أن الجميع مع القوات المسلحة في معركتها المقدسة لاستعادة الدولة وتحقيق الأمن والاستقرار لليمن والمنطقة.
وأشاد رئيس الأركان بدور دول تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ودعمها ومساندتها الفاعلة للقوات المسلحة اليمنية وللشعب اليمني في مختلف المجالات.
في سياق متصل، جدد رئيس هيئة الأركان، خلال اتصال هاتفي برشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، تأكيد أن القوات المسلحة في أعلى مستويات الجاهزية لتنفيذ توجيهات القيادة السياسية.
وأكد «ولاء القوات المسلحة لمجلس القيادة الرئاسي، والتزامها بتوجيهاته»، معبِّـرا عن امتنانه للاهتمام الكبير الذي يوليه مجلس القيادة الرئاسي للقوات المسلحة.
واطلع العليمي على تفاصيل الوضع الميداني في مسرح العمليات، والخروق المستمرة لمليشيا الحوثي الإيرانية، للهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة، في ظل التزام القوات المسلحة بوقف إطلاق النار.
خيارات مفتوحة
تحذير الجيش اليمني، تزامن مع تصريحات لعضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني عيدروس الزبيدي، أكد فيها أن كل الخيارات مفتوحة للتعامل مع المليشيات الحوثية، إذا لم تجنح للسلام.
وهو ما أشار إليه عضو مجلس قيادة الرئاسة اليمني طارق صالح، الذي أكد أن المجلس يمد يده للسلام الشامل لحقن دماء اليمنيين، مؤكدًا ضرورة تأمين البلاد والمنطقة من الخطر الإيراني.
وقال طارق صالح إن اجتماع قيادات الدولة في عدن حدث تاريخي ورسالة إيجابية، تؤكد التحول الحقيقي ووحدة الصف، مشيرًا إلى أن المجلس الرئاسي «مجلس سلام»، سيعمل على إعادة الوطن والدولة.
اجتماع الرئاسي
ورأس العليمي، بحضور نواب رئيس المجلس، عيدروس الزبيدي وطارق صالح والدكتور عبدالله العليمي وعبدالرحمن المحرمي وعثمان مجلي وفرج البحسني، اجتماعًا لمجلس الوزراء في العاصمة المؤقتة عدن.
وبداية الاجتماع، الذي حضره أيضًا رئيسا مجلس النواب سلطان البركاني، والشورى أحمد عبيد بن دغر، هنأ العليمي رئيس وأعضاء مجلس الوزراء بعيد الفطر، ودعاهم إلى تكثيف الجهود لتنفيذ الأولويات الملحة في المجالات الاقتصادية والأمنية والإنسانية.
وأطلع العليمي، مجلس الوزراء على نتائج زيارته إلى السعودية والإمارات، والدعم الذي تلقاه من قيادتي البلدين، مشيرًا إلى أن الزيارة تكللت بالاتفاق على تشكيل فوري للجان مشتركة، تتولى متابعة تنفيذ التعهدات في مجالات الكهرباء والطاقة والصحة والطرق والمياه والسدود وكذلك في الجوانب الأمنية والعسكرية.
وأكد رئيس البرلمان اليمني سلطان البركاني، أن مجلس النواب سيُصدر تعديلاتٍ قانونية تتطلبها المرحلة المقبلة، مشيرًا إلى أن اليمن يحتاج إلى إصلاحاتٍ مفصلية في قطاعات عدة.
فتح المعابر
من جهة أخرى، أكد وزير الإعلام والثقافة اليمني معمر الإرياني، أن مليشيا الحوثي التابعة لإيران، تواصل التنصل من التزاماتها بخصوص تنفيذ بنود إعلان الهدنة برعاية الأمم المتحدة، و«عرقلة فتح المعابر ورفع الحصار الذي تفرضه على محافظة تعز منذ 7 أعوام، رغم مرور شهر على الهدنة الإنسانية».
وأضاف الإرياني، أن الحكومة خاطبت مكتب المبعوث الأممي في 7 أبريل المنصرم بأسماء الفريق الحكومي المعني بفتح طرق محافظة تعز، لبدء النقاش بين الجانبين لفتح الطرق في المحافظة، إلا أن مليشيا الحوثي ترفض -حتى اليوم- أي نقاش، أو تسمية ممثليها في اللجنة التي كان يفترض انعقادها فور دخول الهدنة حيز التنفيذ.
الوزير اليمني، حذر من أن استمرار تعنُّت مليشيا الحوثي ورفضها تنفيذ أي من بنود الهدنة الأممية، وعدم المضي في إجراءات فتح المعابر ورفع الحصار عن محافظة تعز، ورفع القيود عن تنقل المدنيين بين المحافظات وحركة السلع الغذائية والاستهلاكية، يفاقم الحالة الإنسانية، ويقوِّض جهود تثبيت الهدنة وإحلال السلام.
وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوث الخاص، بإدانة عراقيل الحوثي أمام تنفيذ بنود الهدنة، وممارسة ضغط على المليشيا، لرفع فوري للحصار عن محافظ تعز، وإنهاء سياسة العقاب الجماعي، الذي تفرضه على المحافظة الأكثر كثافة سكانية في اليمن.