باحث أمريكي: محادثات بايدن النووية مع إيران محكوم عليها بالفشل

يرى روبين، أن إخفاق بايدن في استراتيجيته الدبلوماسية مع إيران، يمنحه أسوأ التقييمات لقدراته السياسية.

باحث أمريكي: محادثات بايدن النووية مع إيران محكوم عليها بالفشل

ترجمات – السياق

توقع مايكل روبين، الباحث المقيم في معهد إنتربرايز، فشل محادثات فيينا، بشأن الاتفاق النووي الإيراني، التي استؤنفت الاثنين، وسط معلومات استخباراتية، تؤكد أن إيران اتخذت خطوات فنية للتحضير لتخصيب اليورانيوم بنسبة 90 %، ما يجعلها تقترب من صنع قنبلة نووية.

وقال روبين في مقال بموقع 19fortyfive، إنه مع استئناف المحادثات النووية غير المباشرة في فيينا، فإن من وجهة نظر طهران، لا يمكن أن  يكون التوقيت أفضل، بينما كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، على وشك إعلان أنها لم تعد قادرة على تصديق، أن أنشطة إيران تقع ضمن الحدود المقررة. ومع ذلك، فإن إمكانية الحلول الدبلوماسية تكفي عمليًا للولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين، لمنح طهران إعفاءً من أي إجراءات عقابية.

وأوضح روبين: رغم إلقاء إدارة بايدن والتقدميين الآخيون باللوم على الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في المأزق الحالي، وتسريع عمل النووي الإيراني، بعد إلغائه اتفاق 2015، فإن من الخطأ اعتقاد أن القرارات الأمريكية فقط هي المهمة، وأن الإيرانيين ليست لديهم قوة نووية، سبب تسريع عملية تخصيب اليورانيوم.

 

خامنئي السبب

وحمّل روبين، المرشد الأعلى علي خامنئي، مسئولية تسريع عملية تخصيب اليورانيوم الإيراني، قائلًا: "إن إيران لا تزال طرفًا في اتفاقية الضمانات الخاصة بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT) التي تنتهكها الآن، وبذلك فإن المسؤولية عن تسريع التخصيب تتعلق بالمرشد الأعلى، ولا علاقة لها بترامب ولا باراك أوباما ولا جورج دبليو بوش".

وشدد على أنه إذا كانت إدارة بايدن تسعى إلى إعادة إيران، إلى الامتثال لخطة العمل الشاملة المشتركة، أو اتفاقية الضمانات الخاصة بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، فإن استراتيجيتها الحالية غير منطقية، في إشارة إلى استمرار المفاوضات غير المباشرة بفيينا.

وقال الباحث الأمريكي: "في الواقع، فإن المبعوث الأمريكي الخاص الجديد إلى إيران روب مالي، يبالغ في وصف قوة إيران، خاصة اعتقاده أن انتهاكات إيران بسبب قرارات ترامب الخاطئة، وكأنه لا يستطيع أن يتصور أن اللوم قد يقع خارج تصرفات واشنطن، وتتحملها طهران وحدها".

وأشار إلى أن الدبلوماسيين الإيرانيين يستغلون موقف المبعوث الأمريكي لصالحهم، مضيفًا: "إذا كان روب مالي يعتقد أن كل انتهاك أو تهديد إيراني، له جذوره في شكوى مشروعة ضد الولايات المتحدة، فلا يوجد سبب لعدم تقديم مطالب أكثر تطرفًا ضد طهران"، وأضاف: "يدرك قادة إيران أن جهوده تشبه مقاربة زلماي خليل زاد لطالبان، أي أنه ببساطة لن يكون هناك حد للتراجع أو حتى الاعتذار، رغم أن روب مالي، دافعه هو الأيديولوجيا، فهو لا يحمل أي أجندة تجارية.

 

خبرات قليلة

وقال روبين، إن كبار مساعدي بايدن، بمن فيهم وزير الخارجية أنتوني بلينكين، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ونائبه جون فينر، خبراتهم محدودة عكس رغبة الرئيس، في إشارة إلى فشلهم حتى الآن، في منع إيران من مواصلة تخصيب اليورانيوم.

وقارن روبين، بين مساعدي بايدن، ووزير الدفاع لويد أوستن، مشيرًا إلى أن الأخير يمتلك خبرة عسكرية كافية تؤهله لقيادة الدفة، مشيرًا إلى أن أوستن لديه قدرة على ربط تفاصيل الأحداث ببعضها، وتفكيكها، ومن ثم الوصول لقرارات صائبة.

وقال: إن فشل بايدن وبلينكين وسوليفان وفينر وروب مالي، في فهم هذا الأمر يعيق الفعالية الأمريكية، لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي.

واستشهد روبين، بمقولة رئيس وزراء بريطانيا السابق ونستون تشرشل "الفك هو دائمًا أفضل من الحرب"، في إشارة إلى أن الدبلوماسية أقوى من الوصول للحرب، وقال: "بايدن لا يفهم أنه في غياب الخوف من الحرب، فإن نجاح الدبلوماسية يصبح شبه مستحيل".

وتساءل الكاتب عن غياب الدور الحقيقي لما سماه (النفوذ الاقتصادي الأمريكي)، قائلًا: "أين النفوذ الاقتصادي الأمريكي، وكيف تتضارب القرارات في ما يخص رفع بعض العقوبات، ورفض فرض عقوبات أخرى ، وتشجيع الحكومات على إلغاء تجميد بعض الأصول الإيرانية؟"، مشيرًا إلى أن كل ذلك -قبل التوصل لاتفاق- يجعل الصفقة عمليًا أكثر صعوبة.

وقال إن بإمكان بايدن وبلينكين وروب مالي، الاستجابة لكل مطلب إيراني، كما فعل وزير الخارجية السابق جون كيري، خلال محادثات خطة العمل الشاملة المشتركة الأصلية، لكن إذا فعلوا ذلك، سيكون الرد ببساطة هو الرفض من قِبل أي إدارة جديدة".

 

عدم الكفاءة

ورأى روبين، أن رضوخ روب مالي للمشاركة في محادثات فيينا بشكل غير مباشر -أي من دون أي لقاء مع المسؤولين الإيرانيين وانتظار ما تسفر عنه اللقاءات داخل الغرف المغلقة- هو ببساطة اعتراف بعدم الكفاءة الدبلوماسية، مشددًا على أن الدبلوماسيين المهرة ينتهزون الفرص عند حدوثها.

وقال إن روب مالي، يسعى إلى السير عبر باب أغلقته طهران، وبذلك يتطلب دفع الباب أكثر من مجرد الرغبة في التحدث أو الدفع.

وأضاف: "بدلاً من ذلك، يجب على فريق بايدن إلقاء الغاز المسيل للدموع المجازي، لجعل الإيرانيين يرغبون في فتح الباب على مصراعيه... بعبارة أخرى، يجب أن يكون هناك يأس في طهران واعتراف بين قيادة إيران بأن بقاءهم يتطلب تسوية دبلوماسية".

وأكد روبين، أن طهران إذا اعتقدت أن الولايات المتحدة يائسة، فلن تقدم تنازلات، مضيفًا: "إذا كانوا يعتقدون أن الولايات المتحدة مستعدة للابتعاد عن الطاولة، لتأكيد عناصر أخرى من الاستراتيجية، لحرمان إيران من إنتاج أسلحة نووية، سواء كانت اقتصادية أو عسكرية، فإن التسوية تصبح فجأة أكثر جاذبية".

ويرى روبين، أن إخفاق بايدن في استراتيجيته الدبلوماسية مع إيران، يمنحه أسوأ التقييمات لقدراته السياسية، مشيرًا إلى أنه قد يتخيل نفسه عبقريًا، لكن تعامله مع القضية الإيرانية يكشف مدى ضعفه دبلوماسيًا.